وزير الثقافة ونيافة مطران السريان الأرثوذكس في تكريم للموسيقار نوري اسكندر
برعاية كريمة وحضور السيد الدكتور رياض نعسان أغا وزير الثقافة , أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع طائفة السريان الأرثوذكس حفلا تكريمياً للموسيقار نوري اسكندر وذلك مساء أمس الجمعة , على مدرج مديرية الثقافة ..
حيث بدء الحفل بالنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية ثم تخلله كلمة القها نيافة المطران يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس ..
حيث قدم المطران لسيادة الوزير في مستهل حديثه بأنه ينتمي إلى عروبة يفتقر إليها العالم , ففي جذور اليافاف لعاصمة السريان العالمية إلى مدينة الأغا جرة الرها , وذكر أن نوري اسكندر أساسه منظمة السريان مدرسة " اللوغوسية " منذ أكثر من ثلاثة قرون وهي تسيطر على الفكر الكنافي في الشرق والغرب ..
وأكد أن مدرسة الرها أعطت العالم كنزاً من الألحان والمقامات ومن الشعر والآداب وعلوم الفلك والطب والفلسفة والنحو , وانتشرت مدرسة الرها في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس والقسطنطينية وروما وغيرها من العواصم ..
ولقد تعرف المطران على الأستاذ نوري في عام 1967م , كان وقتها أحد خريجي مدرسة " اللغوس " وعرف ذلك الوقت أن من جملة طموحات نوري , أن يرى في أم عينية ألحان ومقامات السريان التي بقيت أسيرة مجلدته ومخطوطاته مبعثرة هنا وهناك , في مكتبات الشرق والغرب أن يراها محفوظة ووثائق تبقى للأجيال ..
وكان حلمه أيضاً أن يرى الألحان والمقامات مدونة بل نوطة , وقال نوري اسكندر للمطران أنه وجد بعد تعينه مقاماً على حلب سنة 1979 , أن الفرصة حانت لنتذوق طعمها الحلو وتجاوز عقداً كاملاً لإخراج تلك النوطة , وتتضمن ألحان ومقامات القلعة الصامدة لأكثر تحديات الزمن ..
وتحدث المطران على مدرسة الرها , وعرف العالم على الكثير من العلوم وآداب السريان فكانت مواد الكورالت والجوقات حول العالم , وباقي في عمله ليعلم الشباب والشابات المنضمين لجوقة الترفيه ليس في سوريه ولا في الأقطار العربية بل في أوربا والأمريكيتان ..
نوري اسكندر هو السباق لتأليف ألحان من كلمات سريانية , والتي أصبحت من كلمات عربية فكل هذا لم يتعب نوري اسكندر , وذكر المطران أن سيادة الرئيس بشار الأسد يفرح لفرح أولده من المواطنين ويكرم من يستحق التكريم ..
ثم قدمت موسيقى بعنوان الثلاثي الوتري من وحي الصبا وموسيقى الحركة الثالثة من كو نشرتو العود ومن ثم قدمت الغنائية الصوفية بعنوانها " يا الله " ( عرضاً بانورامي – شعر ياسر حمود موسيقى نوري اسكندر وأداء الكورال والأوركسترا السيمفونية الوطنية بدمشق ) ..
عقب ذلك ألقى السيد وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا كلمة ..
تحدث في مستهل كلمته عن شعوره بالعيش في سحابة تحيط بنا إلى الأفق البعيد , حيث الذي يواحدنا هو الواحد لا إله إلا هو , كما أشار سيادته إلى شرف حظيه بصداقه أخيه الفنان نوري قبل سنوات طويلة , كما أكد بأن الأمر ليس سراً , حيث أنه وقبل خمس وثلاثين عام اشترك سيادته مع الموسيقي والفنان نوري اسكندر في عمل واحد اعتقد بأن اسمه أحلام في منتصف الليل مسلسل كان من تأليف السيد الوزير أما الموسيقى التصورية للفنان نوري ..
وأشار سيادته بأن الموسيقار نوري يأتي من وحي أنه محترم ولا يقدم الإبداع المحترم إلا من شخص محترم كما أطلق عليه نيافة المطران اسم " الصالح " ..
ونوه السيد الوزير إلى أنه وجد الفنان في ميادين العمل وأن سيادته كونه من أبناء الوسط الفني والثقافي والإعلامي فهو على صلة جيدة بالموسيقار الذي أثبت إبداعه على الساحة الفنية والعربية , كما أنه يرى الكثير منهم من يتنافسون من أجل المال والشهرة إلا أن " نوري اسكندر " كان مخلصاً وأستاذاً ومعلماً , يقضي حياته بالصمت , وقد سعى الفنان لبذل العطاء والتضحية في سبيل تعليم الأجيال وصبر ليالي طوال من أجل تقديم فرقة كورال في حفل صغيرة ..
كما أكد السيد الوزير بمتابعة الجهد الذي بذله الفنان نوري ليشتغل في القنوات الفضائية , ولكن بفراغ وهو يبحث عن ما يهذب نفوس الناس , كما أشار سيادته للجهد الواضح والمميز للموسيقار اسكندر بقوله " سمعتم الصوفيات الأوائل التي قدمها , ذاك التوصل الصوفي العدل مع الكون العظيم الموسيقى , كما تعلمون ولدا مع بحث الإنسان عن خلقه وهذا سر صلتنا بالأجيال " ..
واختتم الاحتفال بتكريم السيد الوزير ونيافة المطران للموسيقار نوري اسكندر, حيث قدم حفل التكريم الأستاذ أحمد محسن مدير الثقافة بحلب ..
صورة من حضور حفل التكريم ..
إعداد وتصوير ..
– عبد القادر عقاد
– أنس محمد رمضان
لفتة كريمة ومميزة من السيد الوزير وتواضع من مدير الثقافة لتقديمه الحفل وهذه المرة الأولى التي نكرم فيها فنان وهو على قيد الحياة نحنا توعدنا بعد ما وفاة المبدعين نكرمهون وكمان نهتم فيهون ولا تز علوا منبني مدارس ومن سمية بأسماءهم