مصالحة بين عشيرتين في الرقة
كانت ( سيريا بوست ) شاهداً حياً على لقاء المصالحة الجماعية التي شهدته مزرعة الرشيد التي تبعد نحو 32 كم عن الرقة، وشارك في هذه المصالحة القاضي عبد الرزاق الجاسم أمين
فرع الحزب بالرقة، و عبد المحسن الراكان عضو مجلس الشعب، والقيادات الأمنية، وحضره العديد من الوجهاء المعروفين في المحافظة، بالإضافة إلى عدد ضخم من المقربين والمحبين ممن تابعوا، وعن كثب، احتواء الخلاف المستفحل الذي مضى عليه نحو 4 أشهر ونيف، بعد أن شلّ حركة العلاقة الوطيدة بين القبيلتين المتنازعتين..
وقد شملت المصالحة قبيلتين متخاصمتين على خلفية مشاجرة راح ضحيتها المغدور خ . م . ح ، وإصابة المدعو ح . خ بشلل رباعي في عنقه، وبعد مساجلات حادة، ولقاءات جانبية تدخلت بها السلطات المحلية، وعدد من وجهاء العشائر، وعلى إثرها تم التوصل إلى إصلاح ذات البين بين الطرفين، ودفع الديّة البالغة أكثر من مليون ليرة تلافياً لحدوث أي خلاف ثأري مستقبلاً، وتحديد المسؤولية بالشخص المتسبب بالضرر حصرياً!.
وعلى هامش اللقاء التقينا السيد إبراهيم هنيدي، عضو قيادي سابق، ومن أبناء الرقة الذين تركوا بصمة واضحة لحل النزاع القائم، حيث قال: يؤسفني صراحةً إثارة أمثال هذه المشكلات التي تبقى لها أبعادها السيئة في مجتمعنا، وحلّها بالطريقة التي تابعناها اليوم، كان لها أثرها في حب عمل الصالح العام، وهذا بالتأكيد ينعكس على المجتمع ككل الذي يعيش حالة من الاحترام والود.. وهدفنا ينطلق من لم الشمل أولاً، وإحلال التفاهم والمصالحة، لاسيما وأن هاتين القبيلتين تربطهما منذ أكثر من ثلاثين عاماً علاقة جوار، ومورد رزق!
كما أكد أبو علي الشويمي أحد الأشخاص المتابعين لهذه القضية، والتي انتهت أزمتها قبل أن تستفحل بطريقة أو أخرى: إن حلّ هذه المشكلة تمثل بتواصل الجهات الأمنية المسؤولة في الرقة، وبمؤازرة ومعرفة شيوخ عشائر المنطقة للوصول إلى حل مقنع يرضي الطرفين المتنازعين، وهذا الإجراء تم بالطرق السلمية.
وقال: يتطلب منا أن نكون أكثر وعياً حيال هذه القضايا وغيرها، ونشوب هذه المشكلات لا نجني من ورائها، في المحصلة، سوى توسع دائرة الخلاف، وهذا ما حاول الجميع استدراكه وإيجاد الحل المناسب له.
وقال: ممدوح النجم الخلف السهو، من وجهاء الرقة، الذي أشار إلى ضرورة لم شمل القبيلتين المتخاصمتين بالطرق السلمية للوصول إلى حلول مقنعة، وهذا ما حصل بالفعل بحضور لفيف من كبار الشخصيات في الحزب والدولة، وعدد من شيوخ عشائر المحافظة الذين حضروا مسألة الاتفاق، وما يهمنا في النتيجة إحلال الأمن، لاسيما وأن هناك قسم كبير من العائلتين يقيمان بالقرب من بعضهما البعض، ناهيك عن العيش المشترك، وعلاقة الجوار التي تربطهما مع بعض.
وفي هذا الإطار، التقينا الدكتور علي المشرف أحد المبادرين لتقويض هذه النزاع، فقال:
في ظل حياة آمنة رغيدة يطمح الشباب اليوم العيش بعيداً عن النزاعات والعلاقات الهدامة التي قد ينجم عنها ـ من خلال احتكاك الأطراف مع بعضها البعض ـ العديد من الخلافات الجانبية التي تكون لها نتائجها السيئة على الطرفين المتنازعين، باعتبار أنه تربطهما علاقة جوار، والعمل في الأرض المورد الأساسي لمعيشة الطرفين، ومهما كانت الأسباب فان حل هذه المشكلة كان ضرورياً لرأب الصدع بينهما للحيلولة دون وقوع ضحايا آخرين لاذنب لهم سوى رابط علاقة الدم، وإن كانوا بعيدين عن وقائع المشكلة التي يكفي أنه ذهب ضحيتها اثنين من الشباب لكلا الطرفين!
أخيراً نرجو الوقوف عند استكمال حلول هذه المعضلة بشكلها النهائي، للحيلولة دون وقوع أمثال هذه الخلافات التي تحدث في الرقة مستقبلاً, والعبرة من كل ذلك، هو استخلاص النتائج المحفزة للإسهام في توعية جيل شاب يطمح للعيش في ظل حياة سعيدة وآمنة.
من يقرأ المقال سيشعر ان هناك أسماء كبيرة حاضرة وحتى لو لم يجرأ صاحب المقال لذكر أسماؤهم قهم ليسوا بحاجة لذكر اسمائهم
الاخ كاتب المقال نسي ان الفضل الاول والاخير في حل هذاالنزاع يعود الى الشيخ محمد فيصل الهويدي