طهران: الدرع الصاروخية الأمريكية بالخليج استعراض دمى
قللت طهران من الجدوى العملية للدرع الصاروخية التي أعلنت واشنطن قرار نشرها بالخليج العربي تحسبا لهجوم إيراني ممكن، فيما جاء فشل تجربة صاروخ أمريكي مضاد للصواريخ داعما للطرح الإيراني الذي يحصر فائدة الصواريخ الاعتراضية الأمريكية في الجانب الدعائي والسياسي.
ووصف رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني نشر صواريخ أمريكية في المنطقة بـ"الاحتيال السياسي".
ونسبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية الى لاريجاني قوله أمام البرلمان "إن سيناريو نشر الصواريخ الأمريكية في المنطقة بذريعة الحفاظ على الأمن والاستقرار يعد نوعا من الاحتيال السياسي الجديد".
واشار لاريجاني الى الانباء التي تتحدث عن نشر صواريخ اميرکية في أربع دول عربية وقال "من المستغرب أن يبرر هذا الاجراء على انه جاء بسبب قلق بلدان المنطقة من ايران".
كما أعرب عن استغرابه لما وصفه بـ"جهل المسؤولين الجدد في الولايات المتحدة أن مشاکل المنطقة نابعة من تواجدهم العسكري فيها"، وقال مخاطباً هؤلاء "کلما بالغتم في نشر الأجهزة والمعدات العسكرية في المنطقة، زاد قلق بلدانها وزادت مشاکل جنودکم".
كما وصف لاريجاني الدرع الصاروخية الأمريكية بالخليج بأنه "استعراض دمى".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت في وقت سابق أن الولايات المتحدة تسرع عملية نشر درع صاروخية جديدة ضد إيران في أربع من دول المنطقة هي قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت.
في الأثناء أعلنت وزارة الدفاع الامريكية فشل تجربة صاروخ امريكي مضاد للصواريخ كانت أجريت الأحد بسبب عطل في الرادار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المضاد للصواريخ ريك ليهنر إن التجربة كانت تقوم على إسقاط صاروخ بالستي من النوع الذي قد تطلقه ايران او كوريا الشمالية.
وجاء في بيان للدفاع المضاد للصواريخ أن الصاروخ المستهدف الذي اطلق من موقع لسلاح البر الامريكي في جزيرة كواجالين في ارخبيل مارشال، لم يعترضه الصاروخ الذي كان معدا لإسقاطه والذي اطلق من قاعدة فادينبيرغ الجوية في كاليفورنيا بسبب رادار "لم يعمل كما كان مقررا".
واضاف ليهنر أن تحقيقا فتح ويجب ان ننتظر "عدة اسابيع قبل صدور النتائج الاولية". واوضح ان الصاروخ المستهدف يمثل "نوع التكنولوجيا التي يمكن ان تكون دول مثل كوريا الشمالية وايران قادرة على انتاجها في المستقبل والتي يمكن ان تهدد الولايات المتحدة".
وفيما تظل الدروع الصاروخية الأمريكية تثير التوترات السياسية على غرار ما حدث في السنوات الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة، بعد إعلان حكومة الرئيس الأمريكي السابق جوج دبليو بوش عن برنامجها لنشر درع صاروخية على أراضي بلدان من شرق أوروبا، تبقى الفاعلية الحقيقية لتلك الدروع محل جدل بين الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين. حيث يذهب البعض إلى أن فاعليتها لم تتعد إلى حد الآن جانب الضغط السياسي على بعض منافسي الولايات المتحدة وأعدائها، كما يرى البعض الآخر أن من أبرز فوائدها طمأنة الرأي العام في بعض البلدان التي يكون مطلوبا منها أن تنخرط في حروب الولايات المتحدة، ومن ثم مساعدة أصحاب القرار في تلك البلدان على تمرير قرار الحرب، وعدم مواجهة اعتراض شعبي عليه.
ويمكن لهذا الطرح أن ينطبق على بلدان الخليج العربي التي قد تتردد في دخول حرب ضد إيران تدور على أراضيها وتعرضها لمخاطر كبيرة.