مبعوث الرئيس الفرنسي يزور حمص .. المحافظة حاضنة لاستثمارات متنوعة خدمية وسياحية
بحث المهندس محمد إياد غزال محافظ حمص مع السيناتور فيليب ماريني المبعوث الرئاسي الفرنسي في مكتبه بدار الحكومة مختلف مجالات التعاون الاقتصادية والسياحية والتعليمية وإمكانية إقامة مشاريع استثمارية بالمحافظة
وتأتي هذه الزيارة بناءً على طلب الضيف لبحث آفاق تعزيز وتمتين العلاقات السورية الفرنسية التي أكدتها زيارات دبلوماسية واقتصادية فرنسية متعددة المستويات لحمص خلال الآونة الأخيرة.
ونوه السيناتور ماريني بضرورة تجاوز الخلل الذي أصاب العلاقات السورية الفرنسية بعدما أدركت السياسة الفرنسية في السنوات القليلة الماضية الأهمية البالغة لسورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وحالة الاستقرار الذي تتمتع به سورية من جهة وموقعها الاستراتيجي والجغرافي من جهة أخرى ما يؤهلها للقيام بدور إقليمي هام في الشرق الأوسط موضحاً رؤية الرئيس نيكولا ساركوزي والاهتمام الذي أخذ يوليه المسؤولون الفرنسيون لتطوير وتعميق العلاقات بين البلدين .
ويرى المبعوث الرئاسي الفرنسي أن للمحافظة أهمية خاصة في هذا المنظور باعتبار أنها المحافظة الأكبر والتي تقع وسط سورية ما يعني أنها تمثل مجالاً أوسع للقيام بدور محوري على كافة المستويات.
وخلال أجواء طيبة سادت اللقاء أشار المهندس غزال إلى تسارع عملية التنمية في سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وتوجيهاته للمسؤولين السوريين بإعداد الدراسات الإستراتيجية خلال السنوات الماضية في كافة المجالات منوهاً بما قامت به حمص خلال السنوات الخمس الماضية من إنجازات تمثلت في إعداد دراسات التخطيط الإقليمي الشامل وإنجازها بهدف توظيف الإمكانيات والموارد الذاتية لإطلاق مشروع حلم المحافظة لافتاً إلى مشروع حمص الكبرى.
وفي لفتة أثارت أعجاب الضيف أقام م. غزال مقاربة بين هذا المشروع ومشروع باريس الكبرى الذي يعمل عليه الأصدقاء الفرنسيون..
وأشار م. غزال إلى المرجعية التاريخية للعلاقات بين البلدين معتبراً أنها أساس لتنامي التعاون مؤخراً معبراً عن الرغبة في اتساعها.
كما بين م. غزال أن محافظة حمص تشكل حاضنة نشطة لاستثمارات فرنسية في مشروعات البنى التحتية وخاصة في مجال النقل الطرقي والسككي والمطارات منوهاً بأهمية إقامة جسر سككي بين مرفأ طرطوس على الساحل السوري وأحد مرافئ الإمارات العربية المتحدة مشيراً إلى تطور قطاع النقل السككي بفرنسا والدور الذي يمكن أن تقوم به فرنسا في هذا المشروع الحيوي باعتبار أن فرنسا مقراً للاتحاد الدولي للسكك الحديدية
وأضاف غزال أن وزارة النقل السورية ستعلن عن إقامة مطارين الأول جوار حمص في الضبعة 15كم جنوب غرب المدينة والآخر في تدمر مبدياً استعداد المحافظة للتعاون مع الفرنسيين في هذين المشروعين أيضاً وفق نظام الـ (Bot) فاتحاً آفاقاً أخرى للتعاون في مجالات النقل البري الطرقي .
ودعا م.غزال الضيف إلى التفكير بإقامة منشآت سياحية في تدمر مشيرا إلى الاهتمام الذي يوليه السيد الرئيس بشار الأسد في هذه المدينة التاريخية والتطور والنماء الذي أخذت تشهده مؤخرا. ويمثل تضاعف عدد السياح في السنوات القليلة الماضية مؤشرا على نجاح إقامة مجمع سياحي فرنسي فيها.
وتطرق الجانبان إلى الحديث عن التعاون القائم بين البلدين في مجالات التعليم العالي مشيرا إلى اتفاقيات موقعة بهذا الخصوص بين جامعات سورية وفرنسية منها جامعة الحواش الخاصة للصيدلة والتجميل التي تتشارك المحافظة معها في دراسة الأعشاب البرية في البادية السورية. وإمكانية أن يشمل التعاون بين البلدين إقامة معاهد فرنسية متخصصة في التعليم المهني والتقني لتدريب الشباب السوريين والطلبة وتأهيلهم لتوفير المزيد من فرص العمل.
على جانب أخر فقد أبدى المهندس غزال استعداد حمص لتوقيع اتفاقيات توأمة مع مدن فرنسية يختارها الأصدقاء لتعميق أواصر العلاقات بين الدولتين والشعبين الصديقين.
وبدا واضحا رغبة المسؤولين الفرنسيين لإقامة تعاون مشترك بناء لإطلاق جملة من المشروعات في سورية.
من جهة ثانية التقى د.طارق حسام الدين رئيس مجلس مدينة حمص أمس الأول في مكتبه السيد فيليب ماريني مبعوث الرئاسة الفرنسية وقدم د. حسام الدين خلال اللقاء عرضاً موجزاً لواقع المدينة والتطور الذي تشهده في مختلف المجالات والمشاريع الحيوية التي تلقى الاهتمام الكبير خاصة مشروع معالجة النفايات الصلبة والمنزلية وفرزها وإعادة تدويرها .
كما قدم شرحاً موجزاً عن المطمر الصحي للمدينة والخطط والبرامج للاستفادة من الغازات المنبعثة منه وتحويله الى حديقة جميلة .
وعبر السيد ماريني عن سعادته لزيارة حمص وتحدث عن برنامج زيارته الى سورية التي بدأها من حمص مشيراً الى علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين سورية وفرنسا وآفاق تطورها قدماً بما يخدم مصلحة البلدين .
وقدم خلال اللقاء عرضاً لأهم المشاريع في فرنسا خاصة المتعلقة بموضوع معالجة النفايات المنزلية وأبدى استعداده للتعاون مع مجلس المدينة في هذا المجال