الإطفاء … تضحية – شرف – فداء
منذ عدّة أيام وقع حادث مؤسف يقشعرّ له البدن اشمئزازا ًفي فوج الإطفاء ,مما حرّك في ّأحاسيس جمّة من سخطٍ وغضب واستغرابٍ وربما ذهول لكتابة هذه المقالة
كنا جميعا ًجالسين أنا وزملائي في ندوة الفوج نتسامر وبجاه زيتنا المعهودة لأي نداء استغاثة من أي مواطن ضمن الحدود الإدارية للمحافظة .
وإذ يقرع جرس الحريق فيهب زملائي لتلبية نداء الواجب طبعاً استلموا عنوان الحريق وكان حريق منزل وصعدوا (النجدة) سيارة الإطفاء وانطلقوا مسرعين باتجاه الحريق وعند وصولهم مكان الحريق شاهدوا ألسنة اللهب تخرج من نافذة الغرفة والشرفة فاقتحموا الحريق مباشرة ببسالة و شجاعة وأخذوا يتعاملون معه بالمياه والخراطيم وفي هذه الأثناء أعْلمَ صاحب المنزل المنكوب آمر زمرة الحريق (وهي مؤلفة من سائق وثلاث عناصر بالإضافة لآمر الزمرة )أعلمه بوجود نقود في كيس صغير داخل خزانة غرفة النوم فما كان من آمر الزمرة إلا أن اقتحم الحريق مكبراً ومجازفاً بحياته واخترق النيران التي كانت لمْ تـُطفئ بعد حتى وصل إلى الخزانة التي وصفها صاحب البيت فوجد كيس النقود الذي لم تطله النار بعد فأخرجه على وضعه وسلمه مباشرة ً لصاحب البيت وبعد دقائق معدودة سيطر زملائي على الحريق وتأكدوا من تبريده وعدم وجود أي بؤر مشتعلة ,فأخرجوا عتادهم وخراطيمهم داعين لصاحب البيت بأن يجبر الله مصيبته , وغادروا عائدين للفوج تأهبا ًلأي نداء استغاثة آخر محتمل.
طبعا ًإلى حد الآن الأمور طبيعية وعادية تحدث كل يوم في فوج الإطفاء ,ولكن الأمر الغريب حصل بعد ساعة من وصول زملائي إلى الفوج!!
حيث حضرت دورية شرطة للفوج ومعها إدعاء من صاحب البيت المنكوب يتهم فيه زملائي بأنهم( سرقوا ) من بيته مبلغ خمسون ألف ليرة ,وقال المدعي في ضبط الشرطة أنه (صاحب البيت)عندما عدّ النقود وجدها550ألف وهي 600ألف متأكد أن وضعها بالكيس منذ شهر.
و
هنا كان ذهول الجميع !!!
فكيف لرجل إطفاء يغامر ويخاطر بحياته ويقتحم النار لإنقاذ كيس حقير كهذا قبل أن تصله ألسنة اللهب وينطق الشهادة قبل دخوله , حيث أنه من المحتمل أن تحاصره النيران ولا يستطيع الخروج, أن يفكر هذا التفكير الدنيء ؟؟؟
والحق يقال أن رجال الشرطة كانوا قلبا ًوقالبا ً معنا ,وقال الضابط المسئول عن التحقيق : إني على ثقة تامة ومطلقة بنزاهتكم , رافض لهذه البلاهة ولكن القانون فوق الجميع , وأنا مضطر لفتح التحقيق حيث أنني أمام إدعاء رسمي .
للأسف لم يسأل نفسه (صاحب المنزل )سامحه الله لماذا خاطر رجل الإطفاء بنفسه ودخل الحريق ؟ لماذا نطق الشهادة قبل أن يدخل ؟
ألم يوقن أنه دخل في سبيل الله ؟
أيبيع مرضاة الله من أجل وسخ الدنيا ؟
ألم يعلم أن شعار الإطفاء هو: تضحية – شرف – فداء
ألم يتبادر لذهنه أن رجل الإطفاء لو لم يعشق هذه المهنة النبيلة ويهواها لما دخلها ؟
والجدير بالذكر أن معظم رجال الإطفاء من حملة الإجازات الجامعية والجاهل فينا يحمل الشهادة الثانوية , وأعتقد أن هذه الشهادة تخوله أن يدخل أي وظيفة إدارية بلا مخاطر ولا متاعب , يجلس خلف مكتب وربما يرتشي ويختلس إن كانت نفسه أمارة بالسوء والفرصة مواتية .
وبعد ثلاثة أيام حدث الموقف الأشنع من سابقه , حيث حضر صاحب المنزل إلى فوج الإطفاء برفقة أخوية حاملين علب الحلويات معتذرين متأسفين على سوء ظنهم بنا , وبدأ صاحب البيت بعد رمي السلام بالاعتذار والتأسف قائلا : انتم أشرف الرجال , أنتم أطهر الرجال أنتم وأنتم ………
إني آسف أشد الأسف على سوء ظني بكم , لقد ذهبت إلى قسم الشرطة الذي يتبع إليه منزلي وأسقطت إدعائي عليكم وللأسف لقد أخذت زوجتي قبل الحريق مبلغ 50 ألف من الكيس لتدفع قسط الجمعية السكنية التي اكتتبنا بها وعند عودتها ذعرنا جميعا بهول مصابنا وأنا مع الأسف نسيت أن أسألها ولكن البارحة عندما أخبرتها بنقصان النقود أخبرتني بالقصة فأسرعت للقسم وأسقطت إدعائي وهاأنا ذا بين أيديكم راجيا ً المعذرة والغفران ومستعد لتقبيل رؤوسكم جميعا ً.
سامحه الله وجبر مصيبته لكنه مع كل هذا الاعتذار قد احدث جرحا ً في كبرياء زملائي وألما ًمازال يئن .
أعزائي :
إني على ثقة أن كل من امتهن هذه المهنة امتهنا عشقا ًوهواية قبل أن تكون مصدرا ً للرزق والعيش .
فالكل يضع نصب عينيه الحديث الشريف الذي قالوه الأنبياء جميعا ً عليهم السلام
( من أحيا نفسا ً كمن أحيا الناس جميعا )
فهذه المهنة هي عمل إنساني في الدرجة الأولى لا يتميز بها إلا إذا كان مؤمن بالله وقضائه ومحبا ً لوطنه , جاهزا ً للشهادة في سبيل الله والوطن .
ختاما ً الإطفاء كان ومازال وسيبقى
تضحية شرف فداء
حقيقة إنها مساهمة رائعة جدا بوركت أياديكم يا أبطال
و أتمنى أن أرى هذه القصة في حلقة من حلقات بقعة ضوء
الجميع يعرف أن الاطفائيين هم الجنود المجهولون الشرفاء
وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنين
حماكم الله ورعاكم
شكرا على المقالة
تحياتى استاذ فؤاد
نعم انتم الابطال في ساحات الوغى حربكم مه النار كالحرب مع العدو النار ياكل كل شيء والعدو يفنى كل شيء كفاحكم مشترك مع الابطال انتم ابطال محاربة العدو ضمن المدن والجنو الاشاوس يدافعون عن الوطن على الحدود
تحية الى كل المناضلين من ابناء امتىدمت بود/نزار
الله محيي رجال الإطفاء والله
إنهم أبطال وشرفاء
الاطفاء رائع كمهنة ولكن ليس في اطفاء ديرالزور التابع لمجلس مدينة ديرالزور الذين يكنون الحقد لرجال الاطفاء في ديرالزور فأنا مثلا غرموني ب 585000 ل س لحادث تدهور حصل معي وأنا ذاهب لاطفاء منزل احد المواطنين فأكرموني مجلس المدينة بتغريمي فلا عتب على الذين يقولون الاطفاء سرقوا أموالنا والله يعطيكو العافية يا رجال الاطفاء بالرغم من المصاعب وانتم متفانين بالعمل