فرنسا تكشف عن خطط لتعزيز الهوية الوطنية
أعلنت الحكومة الفرنسية الإثنين سلسلة من الإجراءات الرامية لتعزيز الاندماج في المجتمع الفرنسي من خلال إصدار أوامر لجميع المدارس برفع العلم الفرنسي أملا في تعزيز الهوية الوطنية في هذه الفترة التي تشهد هجرة كبيرة إلى البلاد.
وكشف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون عن هذه الخطط التي تأتي في نهاية جدل محتدم على المستوى الوطني دام ثلاثة شهور بشأن ما يعنيه أن يكون المرء فرنسيا.
وهاجم منتقدون من مختلف ألوان الطيف السياسي العملية برمتها التي أثارها الرئيس نيكولا ساركوزي وقالوا إنها مثيرة للانقسام وستثير مشاعر معادية للمسلمين.
ولكن فيون دافع عن الجدل وقال إن لجنة من الخبراء ستبحث بصورة أكثر تعمقا في هذه القضية مضيفا أن ساركوزي سيوجه كلمة مهمة بشأن الهوية في إبريل نيسان.
وأضاف فيون بعد اجتماع مع وزراء للاتفاق بشأن متابعة النقاش في هذا الأمر "إن مسألة الهوية الوطنية من المقرر مناقشتها على المدى الطويل بصورة هادئة وطبيعية وغير متصلة بحزب أو بآخر.. لأنه لا يوجد ما هو أسوأ من الصمت".
ومن بين الإجراءات المعلنة إعطاء مزيد من الدروس في التربية الوطنية للشبان وإقامة احتفال "مهيب" عند اكتساب المهاجر الجنسية الفرنسية. وقال أيضا إن الإعلان الخاص بحقوق الإنسان لا بد من تعليقه في كل فصل دراسي.
وتابع فيون الذي كان يقف بجانبه وزير الهجرة إريك بيسون "لم تعد مسألة الهوية الوطنية من المحرمات".
وكانت الهوية الوطنية عنوانا أساسيا في حملة ساركوزي الانتخابية الناجحة التي أوصلته للرئاسة عام 2007. وعاد ليطرق هذا الموضوع من جديد في العام الماضي داعيا بيسون لتنظيم اجتماعات على المستوى البلدي في مختلف أنحاء فرنسا لمناقشة هذا الموضوع.
ويقول المعارضون الاشتراكيون إن تلك محاولة فجة من جانب ساركوزي لتشتيت الرأي العام عن سلسلة الأخطاء والمشاكل الاقتصادية التي جعلت شعبيته تتراجع إلى مستوى قياسي قبل الانتخابات المحلية المهمة المقرر إجراؤها في مارس آذار.
ولم تلق هذه الحملة استقبالا طيبا بل غضبا عند الأقلية المسلمة البالغ عدد أفرادها خمسة ملايين نسمة في فرنسا. فرأى منتقدون أن ذلك الجدل هجوم على المهاجرين من شمال أفريقيا الذين يملك كثير منهم صلات قوية ببلادهم الأصلية.
وقال فيون إن الأحزاب الرئيسية مثل حزب الحركة الشعبية بحاجة إلى استعادة تبني موضوع الهوية الوطنية من حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد الذي قدم نفسه على الدوام بأنه المدافع عن "فرنسا الحقيقية".