واشنطن تسمي سفيرها في دمشق وتستأنف تعاونها الأمني معها…الرئيس الأسد يدعو الإدارة الأميركية إلى دعم دور تركيا
دعا الرئيس بشار الأسد الولايات المتحدة الأميركية إلى دعم الدور التركي في عملية السلام، مشدداً على ضرورة أن تقوم واشنطن باتباع سياسات تدفع إسرائيل للقبول بمتطلبات السلام.
جاء كلام الرئيس الأسد خلال استقباله وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية وليم بيرنز الذي أكد بدوره رغبة إدارة الرئيس باراك أوباما في العمل مع سورية من أجل تحقيق سلام عادل وشامل وقابل للحياة في المنطقة.
وجاءت زيارة بيرنز إلى دمشق متزامنة مع إعلان إدارة أوباما رسميا تسميتها روبرت فورد سفيراً لدى سورية.
وأجرى الرئيس الأسد وبيرنز لقاءين أحدهما مغلق، أعلن بعدهما بيرنز استئناف الجانبين اتصالاتهما في مجال مكافحة الإرهاب حين أشار إلى بقاء منسق هذه السياسة في الخارجية الأميركية دان بنجامين في سورية يوماً إضافياً لبحث هذه المسألة مع المسؤولين السوريين.
كما أكد بيرنز أن ما بين الجانبين من اختلافات لم يمنعهما من البحث عن أرضية عمل مشترك في مسائل يمكن التفاهم بشأنها. ووصف بيرنز لقاءه بالرئيس الأسد بالمثمر والمكثف معتبراً أنه بعث فيه الأمل في إمكانية تقدم العلاقة بين واشنطن ودمشق بما يحقق مصالح البلدين.
وأشار بيان سوري رسمي تلا اللقاء إلى تأكيد الرئيس الأسد أهمية الدور الأميركي في عملية السلام بحيث يكون داعماً للدور التركي. كما شدد الرئيس الأسد على ضرورة اتخاذ الولايات المتحدة لسياسات تدفع إسرائيل للقبول بمتطلبات السلام.
وذكر البيان أنه جرى خلال اللقاء استعراض سبل تحسين العلاقات الثنائية والخطوات العملية التي تمت في هذا المجال وضرورة مواصلة الحوار البناء والجاد المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لما فيه مصلحة البلدين.
كما بحث الجانبان خلال اللقاء تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصاً في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة وعملية السلام المتوقفة.
وضم اللقاء الموسع من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد والسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى. أما الجانب الأميركي فحضر إلى جانب بيرنز كل من مسؤولة الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية مورا كونيللي ومنسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية السفير دان بنجامين إضافة إلى المسؤولة في مجلس الأمن القومي ميغان مكديرموت والقائم بأعمال السفارة الأميركية في دمشق.
ولاحقاً وفي بيان مكتوب أكد بيرنز عزم بلاده مواصلة سياسة الحوار مع سورية، ملمحاً إلى إمكانية عودة التنسيق الأمني بين البلدين، بعد توقفه زمن إدارة الرئيس السابق جورج بوش بناء على رغبة سورية.
ووصف بيرنز لقاءه بالرئيس الأسد بـ«المثمر والمكثف»، مشيراً إلى أنه بالرغم من معرفة الطرفين بوجود اختلافات كثيرة بينهما، إلا أن العمل يجري على إيجاد أرضيات مشتركة.
وقال بيرنز معلقاً على خطوة تسمية الإدارة الأميركية سفيراً أميركياً في دمشق: إن هذه الخطوة «جاءت إشارة واضحة لرغبة الرئيس أوباما في العمل على تحسين العلاقات الثنائية وتعميق الانخراط في عملية السلام على كل المسارات بهدف تحقيق سلام شامل وقابل للصمود في المنطقة إضافة إلى تحقيق الاستقرار والسلام الإقليمي».
ولفت بيرنز إلى أن منسق وزارة الخارجية لسياسة مكافحة الإرهاب السفير دان بنجامين سيبقى في دمشق يوماً إضافياً للقاءات مسؤولين سوريين في إطار «تعميق الحوار للتقدم نحو الأمام».
وأعلن بيرنز أيضاً عقب اللقاء: «أنا هنا لأؤكد رغبة الرئيس باراك أوباما المستمرة في بناء علاقات أفضل مع سورية مبينة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، وأضاف: «سورية تعلب دوراً مهماً في الشرق الأوسط وهذه هي اللحظة التي على الطرفين سورية والولايات المتحدة بغض النظر عن اختلافاتهما أن يعملا على بحث طرق لكيفية التعاون».
وختم أنه ليس لديه «أوهام حول التحديات» أمام هذه العلاقة «ولكن لقاءنا مع الرئيس الأسد يجعلني آمل أننا نستطيع التقدم في سبيل مصلحة بلدينا».
وفي سياق متصل عيّن الرئيس أوباما رسمياً مساء الثلاثاء، الدبلوماسي روبرت فورد سفيراً أميركياً في سورية بعد شغور هذا المنصب خمس سنوات.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس: إن تعيين فورد «يعكس التزام الرئيس أوباما باستخدام الحوار للدفع قدماً بالمصالح الأميركية عبر تحسين العلاقات مع الحكومة والشعب السوريين»، وتابع: «إذا صدق مجلس الشيوخ تعيينه فإن السفير فورد سيبدأ حواراً مع الحكومة السورية حول كيفية تحسين العلاقات مع معالجة القضايا التي تشكل مصدر قلق».
وأثار هذا التعيين خلافاً مع النواب الجمهوريين، ونددت العضو الجمهوري في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، اتليانا روس-ليتينين، بهذه الخطوة معتبرة إياها «مبادرة متهورة» وقالت في بيان: «مع هذا التعيين تواجه سياستنا الخارجية مجدداً مخاطر توجيه رسالة مفادها بأنه من الأفضل أن تكون دولة ما عدواً لدوداً بدلاً من حليف مخلص ومتعاون مع الولايات المتحدة».
ووصفت تقارير إعلامية روبرت فورد الذي يتحدث العربية بطلاقة، بأنه صاحب خبرة دبلوماسية طويلة في منطقة الشرق الأوسط، وسبق أن عمل سفيراً لبلاده في الجزائر بين 2006 و 2008 خلال سنواته الـ25 في السلك الدبلوماسي الأميركي.
من جهتها دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون سورية وإسرائيل إلى القيام بخطوات لبدء مفاوضات السلام بينهما، وأضافت: «أود أن أرى إسرائيل وسورية تقومان بخطوات للانخراط في مفاوضات السلام لحل النزاع بينهما».
وفي مقابلة مع قناة «الحرة» الفضائية الأميركية انتقدت كلينتون ما أسمته تزويد سورية لحزب اللـه بالأسلحة، معتبرة أن هذا «غير إيجابي لكل من لبنان وإسرائيل، وهذا بدوره سينعكس بشكل سلبي على سورية»، وتابعت: «يجب علينا تغيير هذا الوضع، سورية تحتاج إلى التركيز على محاولة حل خلافاتها مع إسرائيل وليس مفاقمتها».