الشغب في الملاعب ماهي أسبابه وكيف يتم علاجه ولماذا يتحول التشجيع إلى شجار وخصام
أثارت مشاهداتنا وملاحظاتنا على المشهد الكروي في مدرجات الملاعب العديد من ردود الأفعال المتباينة وتحديداً في مساحة حديثنا عن الشغب في الملاعب السورية ..
فالبعض وجد أن هناك بعض الأشياء تجبر الجمهور على الشغب والبعض الأخر وجد العكس ومن جهة ثانية اتفق الكثيرون على أن المشاهد التحكمية التي نراها في كل مباراة هي السبب في هذه الظاهرة ونتابع حديثنا اليوم عن مشاهدات ومحطات الشغب التي حفلت بها المراحل السابقة من دورينا وبعضها عشناه على الطبيعة ولمسناه من خلال شاشات التلفاز .
وبغض النظر عن نتيجة الشغب التي تعود على أساس ملاعبنا خاصة والكرة السورية عموماً , لا يزال عند الكثيرين قناعة بان التقليل من مساحة الشغب في دورينا يصب في مصلحة كرتنا ولصالح منتخباتنا الوطنية فالذي يحدث في مدرجات الملاعب هو أشبه بزلزال مدمر ..
ويسال البعض .. ما الذي ينقص جماهيرنا ليدخلوا في أجواء الروح الرياضية وهم الغنيين بها , والإجابة , هي استقرار الروح الرياضية عند كل المحبين وعشاق الكرة السورية وحلمهم سيبقى كذلك طالما غاب استقرار الروح الرياضية ولن تنفع مهارات اللاعبين في المنتخب السورية لتقدم الكرة التي أفسدها الشغب .
وللتعرف أكثر عن هذا الموضوع في عيون المشجعين والمحبين للكرة السورية بنادي أمية ( زهرة سورية ) أجرت الاستطلاع التالي ..
لروابط المشجعين دور في إزالتها
فراس شاكر ( مشجع ) أكد بأن لرابط المشجعين دور كبير في إزالة التوتر والحساسية بين الجماهير من خلال إقامة ندوات التوعية كذلك إقامة بطولة المحافظات ويفيد هذا المجال كون لاعبي الأندية سيلعبون تحت لواء واحد وهذا ماسيقرب بين جمهور الفريقين .
ووافقه في الرأي محمد طفاش ( لاعب نادي معرة النعمان ) عندما نوه على أهمية الدور الذي تقوم به روابط المشجعين في التشجيع الرياضي الصحيح والابتعاد على التشجيع الغير الأخلاقي بين جماهير الفريقين .
الشحن النفسي للاعبين
صبحي سحاري ( صحفي رياضي ) يقول بأن الإعلام الرياضي له دور كبير في زيادة الحساسية من خلال الشحن النفسي للاعبين والجمهور قبل كل مباراة بين الفريقين , فنرى هذه الصفحة تنحاز لفريق دون الأخر , وأجريت المقابلات الصحفية مع لاعبي وجمهور فريق مع تجاهل الأخر وكذلك تفتح أوراق الماضي من خلال مباراة أضاع بها احد الفريقين ضربة جزاء أو إلغاء الحكم هدفاً صحيحاً والتعويض سيكون في هذا اللقاء … وهكذا …؟
وبرأي لإزالة هذه الظاهرة بين الفريقين وجمهورهما يجب البدء من الإعلام الرياضي كذلك عودة بطولة المحافظات لما فيها من فائدة رياضية وأخلاقية تفيد في إزالة الشغب والتوتر بين الجماهير السورية في الملاعب .
المشهد التحكيمي … ربما ..؟
سامر حمادي ( كابتن فريق أمية ) يقول : المشاهد التحيكمية الخاطئة التي يقوم بها بعض حكامنا في المباريات تثير الغضب والتوتر في نفوس اللاعبين وهذا مايجعل الجمهور يخرج عن سرب الروح الرياضية وخاصة بأن جمهور أي نادي لا يقبل الخسارة لفريقه مما يزيد من التوتر لديهم والجري وراء الشغب .
إما شادي بخوري ( لاعب نادي أمية ) : من المتعارف عليه في جميع المباريات بين أي فريقين فقدان الروح الرياضية من الجمهور وخاصة بعد تكرار الأخطاء التحكمية وهذا مايؤدي إلى الشغب في المدرجات وإثارة الفوضى وأحيانا تؤدي إلى الشتم .
مطلوب .. شرط ألا يتجاوز الأخلاق الرياضية
عبد الروؤف أصفري ( رئيس نادي أمية سابقاً ) نوه إلى أهمية التشجيع الرياضي من قبل الجمهور لأنه اليد الأساسية في مساندة الفريق في أرضية الملعب ولكن ألا يتجاوز حدود الأخلاق الرياضية وعلاقة جماهير الأندية تتفاوت وتختلف من حيث تشجيع الفريق , ولكن في بعض الأحيان تتعدى هذه العلاقة بين الجماهير حد التشجيع لتصل إلى المخاصمة والكراهية وغيرها وأضاف بأن وللأسف لقد ساهمت الاتحادات الكروية بزيادتها بشكل غير مباشر من عندما ألغت بطولة المحافظات التي كان لها الدور الكبير في لم شمل الجماهير الرياضة في المحافظة لتشجيع فريق محافظتهم .
لنا رأي ..
لا شك بأن الشغب في ملاعبنا مهما تطور وارتفع ,لا يجب أن يصل إلى حد المقاطعة وعدم تكلم مشجع هذا الفريق مع مشجع ذاك الفريق ….؟ والتشجيع حق لكل متابع ولكن أن يبقى التشجيع في إطار الروح الرياضية وألا تتعدى الحالة حدود الملعب ولا تصل إلى حدود الشغب وأن تعود المياه إلى مجاريها بعد انتهاء المباراة , والرياضة تساهم بشكل كبير في خلق علاقات اجتماعية بين المشجعين والرياضيين فالرياضة فن وذوق والتحلي بالروح الرياضية من أولى الواجبات التي يجب أن يتحلى بها الرياضيين والمشجعين للابتعاد عن الشغب .