تطوير مهارات الشباب لتشجيعهم على دخول عالم الأعمال ( مشروع شباب )
ينطلق مشروع شباب أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية من رؤية تقول إن سورية تزدهر بشباب مبدع ومنتج قادر على الاعتماد على نفسه يدرك قدراته ويحقق النجاح لنفسه ولمجتمعه ..
ويهدف مشروع شباب إلى دعم ثقافة ريادة الأعمال عند الشباب السوري وتشجيعهم على دخول عالم الأعمال وتزويدهم بالمهارات الأساسية اللازمة لكي يصبحوا أفراداً منتجين في المجتمع إضافة إلى خلق انطباع إيجابي عند المجتمع تجاه العمل في عالم الأعمال وتأسيس مشاريع صغيرة.
وانطلاقا من هذه الرؤية تأتي الشراكة الفعالة لمشروع شباب مع المجلس الثقافي البريطاني ومنظمة ما وراء البحار لمبادرة التبادل العالمي التي أطلقها مشروع شباب عام 2007 بالتعاون مع المجلس والمنظمة حيث تقوم نشاطات هذه المبادرة على أساس تبادل شبابي عالمي يفسح المجال أمام الشباب لتطوير مهاراتهم، كي يصبحوا أيدي مساهمة وفعالة في مجتمعاتهم المحلية ويتعرفوا على ثقافة الآخر.
وفتحت المبادرة أبوابها هذا العام وللمرة الثالثة من سورية بعد نجاح التجربة في العامين الماضيين في كل من حلب غلاسكو وحمص لوتن لتستقبل الشباب المميزين الراغبين بتفعيل دورهم في خدمة المجتمع المحلي، وذلك من منطلق وعيهم بأهمية الإطلاع على ثقافة الغير وتبادل الخبرات مع الشباب من خارج سورية والاستفادة منها وإعطائهم بالمقابل فكرة حقيقية عن واقع الشباب السوري.
ويبلغ عدد المشاركين 16 شابا وشابة من سورية وبريطانيا تتراوح أعمارهم ما بين 18-24 عاما وهم يتلقون تدريباً مكثفاً بهدف تزويدهم بالمهارات اللازمة لإتمام المهام الموكلة إليهم والتي تركز على مهارات ريادة الشباب والتطوع لخدمة مجتمعاتهم المحلية.
وتطبق المبادرة في مرحلتها الأولى بدمشق ويقضي الشباب السوري والإنكليزي أوقاتهم في أداء مجموعة من الأعمال التطوعية مع عدة جمعيات ومؤسسات أهلية وذلك لمدة ثلاثة أشهر، ثم سينتقلون في المرحلة الثانية إلى مدينة نيوكاسل في بريطانيا ليتابعوا العمل التطوعي حاملين معهم خبرات ومهارات جديدة وحماسة لا متناهية.
وقالت لين اللاطي منسقة تطوير البرامج في مشروع شباب في تصريح لوكالة سانا إن برنامج التبادل العالمي اختار هذه السنة 16 من المتطوعين الشباب من كل من سورية و بريطانيا بين عمر الثامنة عشرة والخامسة والعشرين وفق معايير مهنية محددة تركز على قدرتهم على التعلم وعمل الفريق وغيرها مشيرة إلى أن الاختيار وقع هذا العام على مدينتي دمشق في سورية ونيوكاسل في المملكة المتحدة ليعمل و يعيش المتطوعون في كل منهما لمدة ثلاثة أشهر حيث سيساهم المشاركون بعمل تطوعي تنموي ضمن المجتمعات المحلية لهذه المدن، خصوصاً وأنه تم تدريب المتطوعين من قبل مشروع شباب والمجلس الثقافي البريطاني على موضوعات متصلة بالفقر والمرض و مفهوم التطوع والصحة والبيئة وغيرها من المواضيع ذات الصلة المحلية والعالمية.
وأوضحت أنه تم اختيار المتطوعين من مناطق مختلفة في سورية، حيث بدأت المرحلة الأولى من البرنامج في مدينة دمشق بداية شباط الحالي أما المرحلة الثانية فستكون في مدينة نيوكاسل ابتداءً من الأسبوع الأول من أيار المقبل.
بدورها قالت إليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني إن التجربتين في السنتين الماضيتين حظيتا بأهمية كبيرة لدى المشاركين معربة عن تفاؤلها بأن التجربة الثالثة تكون مميزة للشباب المشاركين مع غنى المعلومات والمعارف والخبرة.
وحول تطبيق برنامج التبادل العالمي للمرة الثالثة في سورية أوضحت يمامة العريبي مديرة مشروع "شباب" إنه تجسيد عملي لكيفية تطوير المهارات الأساسية لدى الشباب ووجهة نظرهم عن العمل، وفي الوقت ذاته يتيح الفرصة أمامهم للتعرف على ثقافة جديدة مشيرة إلى أن المتطوعين الذين شاركوا في البرنامج خلال العامين الماضيين استفادوا بصورة كبيرة وسيجني الفائدة نفسها المتطوعون هذا العام.
ويقيم المتطوعون البريطانيون والسوريون لدى عائلات سورية مضيفة في دمشق حيث سيعملون مع جمعيات ومنظمات محلية على تطوير مهارات العمل وزيادة المعرفة حول الإعاقة الجسدية والمساعدة في تصميم ورشات العمل التي تركز على تعليم الكبار الذين يعانون من مشاكل في التعلم وفي نيوكاسل سيركز البرنامج على مواضيع صحة الشباب والعمل البيئي ومساعدة اللاجئين.
ويعمل المتطوعون ال16 كفريق واحد ويقومون بأعمال تطوعية أربعة أيام في الأسبوع على مجموعة متنوعة من المشاريع المحلية فيما يمضون اليوم الخامس من الأسبوع في ورشات عمل غير رسمية يطلق عليها "أيام المواطنة العالمية" والتي ينظمها المتطوعون أنفسهم وتركز هذه الأيام على المواضيع العالمية ورفع الوعي بالمواضيع التنموية والحوار بين الثقافات المختلفة.
يذكر أن شباب أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية مشروع غير ربحي يعمل على تأهيل مهارات الشباب لدخول عالم الأعمال من خلال تطوير مهاراتهم الأساسية.
وقدم المشروع أكثر من 66 ألف ساعة تدريب في مجال عالم الأعمال للمشاركين في برامجه.