تفعيل العلاقات المتنامية السورية التركية في المجال البرلماني والاقتصادي
تركزت مباحثات الدكتور محمود الأبرش رئيس مجلس الشعب مع وفد تركي يضم برلمانيين ورجال أعمال برئاسة وزير الدولة فاروق نافذ أوزاق أمس حول قضايا التعاون المشترك والإخوة القائمة بين البلدين والشعبين
والرغبة والإرادة في تعميقها بما يحقق المصلحة المشتركة في المجالات المختلفة ..
وتطرقت المباحثات إلى العلاقات البرلمانية والاقتصادية السورية التركية وسبل تفعيلها من خلال تبادل الزيارات والاستفادة من التجارب والخبرات إضافة إلى دور البرلمانيين وجمعيات الصداقة في الارتقاء بهذه العلاقات إلى أعلى المستويات ..
وأشار الدكتور الأبرش إلى العلاقات السورية التركية المتميزة على مختلف الأصعدة وضرورة الارتقاء بها بما يخدم القضايا المشتركة لافتا إلى أهمية إلغاء سمات الدخول بين البلدين ودور ذلك في تعزيز العلاقات بين الشعبين الصديقين.
ونوه رئيس مجلس الشعب بمواقف الشعب التركي تجاه القضايا العربية ودعمه حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته لأبناء غزة وإدانته للحصار الإسرائيلي المفروض عليها , وأكد أعضاء الوفد أن العلاقات بين البلدين تعتبر نموذجا بين الدول مشيرين إلى علاقات التعاون المتنامية بين سورية وتركيا في جميع المجالات وخاصة البرلمانية , ونوه أعضاء الوفد التركي بمواقف سورية معربين عن ارتياحهم للتطور الكبير الذي شهده التعاون الثنائي الذي سيكون ذا أثر هام في دفع عملية التنمية في المنطقة وتعزيز الأمن والاستقرار فيها ..
في سياق متصل أكدت لمياء عاصي وزيرة الاقتصاد والتجارة أهمية ملتقى رجال الأعمال والمستثمرين السوريين والأتراك في توطيد مسارات التعاون بين البلدين والذي أخذ يشهد تطوراً متنامياً بفضل الإرادة المتبادلة والرغبة المشتركة , وقالت عاصي خلال لقائها كورشاد توزمان نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي لشؤون العلاقات الخارجية و فاروق أوزاك وزير الدولة التركي: إن ما حققه البلدان خلال سنوات تعاونهما الماضية يبعث على الارتياح والتفاؤل ويؤكد المضي بعزيمة صادقة لإرساء علاقات تعاون متطورة تستند إلى إمكانات البلدين وموقعهما الجغرافي.
ونوهت عاصي بأهمية الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين وما وفرته من إطار تشريعي ناظم لتعاونهما المتنامي في المجالات كافة بما فيها الاقتصادية والتجارية لافتة إلى الزيادة المستمرة بحجم المشاريع الاستثمارية وتدفق البضائع وانسياب السلع وسهولة التنقل بين البلدين وتنظيم اللقاءات والمعارض الاقتصادية والسياحية والثقافية.
وأشارت وزيرة الاقتصاد والتجارة إلى أن الملتقى السوري التركي يحفل بالعديد من المحاور والندوات وجلسات العمل المشتركة التي تهدف إلى استشراف آفاق العلاقات الاقتصادية السورية التركية ومتطلبات توسيعها وتعزيز آلية التفاعل والتشاور بين صناع القرار ورجال الأعمال وشركاء العمل في البلدين منوهة بضرورة بلورة رؤية مشتركة حول سبل الارتقاء بالعلاقات التجارية وتبادل الخبرات والتجارب والتعرف على الإمكانات المتاحة والفرص التنموية والاستثمارية.
من جانبه أكد توزمان ضرورة مواصلة تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين منوهاً بالنتائج الايجابية التي ستعود بالفائدة على الجانبين بسبب الرغبة القوية والإرادة الصادقة لدى حكومتي البلدين , وأشار توزمان إلى أن حكومة بلاده تولي توطيد العلاقات مع سورية أهمية كبيرة نظراً لقربهما الجغرافي ومشاعر المحبة والتآخي التي يكنها شعبا البلدين مبدياً تفاؤله بأن تشهد العلاقات الاقتصادية نمواً سريعاً من خلال إقامة المشاريع الاستثمارية بين البلدين وتسريع عجلة التبادل التجاري.
ونوه توزمان بالتطور الاقتصادي الذي تشهده سورية وضرورة تبادل التجارب والأفكار وعرض الإمكانيات والفرص بما يعزز علاقات البلدين الاقتصادية ويدفعها خطوات إلى الأمام مشيراً إلى الزيادة المطردة في استثمارات رجال الأعمال الأتراك في سورية والتي ساهمت في زيادة حركة رجال الأعمال السوريين إلى تركيا.
ويأتي اللقاء على هامش اجتماعات أيام مرسين الترويجية والملتقى السوري التركي في دمشق والتي تستمر حتى اليوم .
وكانت العلاقات الاقتصادية التجارية بين سورية وتركيا قد تطورت في السنوات الأخيرة بشكل كبير حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 400 مليون دولار قبل عام 2004 إلى أكثر من ملياري دولار نهاية العام الماضي ويطمح البلدان للوصول إلى حجم تبادل تجاري يصل إلى 5 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث القادمة.