الرئيس الأسد في ليبيا الشهر المقبل و القمة العربية تنعقد تحت شعار ( لا تفريط )
السعي الحثيث والحرص على نجاح القمة العربية التي ستجمع القادة والزعماء العرب في طرابلس الشهر المقبل أصبحت من أولويات السياسة الخارجية لدمشق , خاصة أن القمم العربية أصبحت الصيغة الوحيدة التي تجمع البيت العربي تحت سقف واحد ..
فقبيل انعقاد القمة العربية التي تستضيفها ليبيا أواخر آذار المقبل ارتفعت وتيرة الاتصالات السورية الليبية ، وتكثفت دبلوماسية دمشق باتجاه طرابلس الغرب ، عبر زيارات ولقاءات ورسائل حملت جميعها إلى مضارب العقيد القذافي لتصبح بذلك تركيزاً واضحاً على ما يمكن أن تخرج به القمة العربية من قرارات ..
الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم والمستشارة بثينة شعبان ورئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد جميعهم زاروا ليبيا خلال ثلاثة أشهر، وبعد يومين تحط طائرة رئيس مجلس الوزارء السوري المهندس محمد ناجي العطري وعدد من الوزراء في مطار طرابلس لترؤس الجانب السوري في اجتماعات اللجنة العليا السورية الليبية المشتركة ، وفق بيان رسمي سوري ..
وتشير بعض المعلومات في العاصمة السورية إلى أن دمشق ستسعى خلال القمة العربية المقبلة لتحييد الملفات العربية العربية الخلافية والتركيز على ملفات أكثر أولوية من قبيل المصالحة الفلسطينية والتهديدات العسكرية الإسرائيلية بالتنسيق التام مع القيادة الليبية التي تسعى لأن تكون قمتها حدثاً مختلفاً عن سابقاته من أحداث القمم الماضية.
في منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2009 زار رئيس البرلمان السوري محمود الأبرش العاصمة الليبية وبحث حينها مع أمين مؤتمر الشعب العام الليبي العلاقات السياسية تعزيز التضامن العربي وإنشاء فضاء سياسي عربي يستطيع الوقوف أمام التحديات التي تواجه العرب.
وأواخر الشهر الماضي بحث الأسد مع نظيره القذافي في ليبيا الأوضاع العربية وتحضيرات القمة العربية المقبلة ، وجاءت مباحثات الأسد خلال زيارة خاطفة إلى ليبيا رافقه فيها وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة بثينة شعبان.
وأشارت زيارة الأسد تلك وفق المراقبين إلى أهمية القمة العربية المقبلة بالنسبة لدمشق لجهة كلفاته المستجدة التي سيتم بحثها على طاولة القادة العرب أو لجهة الملفات الموجودة أصلاً منذ سنوات دون حل عربي لها، كما تناولت المحادثات الليبية السورية الشأن الفلسطيني والانقسام بين الفصائل الفلسطينية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وبعد أقل من شهر شد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع رحاله في جولة على دول المغرب العربي تشمل المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا، يرافقه بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية، حاملاً رسائل من الأسد إلى قادة هذه الدول تتعلق بالمستجدات العربية والإقليمية وبالأوضاع العربية وسبل معالجتها بما يوفر للقمة العربية القادمة في العاصمة الليبية طرابلس إمكانية تحقيق نتائج إيجابية في مسيرة التضامن والعمل العربي المشترك، وفق ما قاله بيان رسمي سوري حينها.
وبحث الشرع مع الزعيم الليبي ملفات عربية أبرزها الشأن الفلسطيني إضافة لموضوع القمة العربية المقبلة، ونقل له رسالة من نظيره السوري تتصل بذات الشأن.
وتقول المستشارة بثينة شعبان في تصريحات صحافية ان العنوان الرئيسي للقمة العربية القادمة هو ‘لا تفريط’ وهو التنسيق والتشاور بين جميع القادة العرب لما يخدم مصلحة الأمة العربية ما يشير إلى أن سورية قد اطمأنت إلى حد ما على الأفكار التي يجب أن تخرج بها تلك القمة بعد تحركها الدبلوماسي المغاربي والذي ركز على الدولة المضيفة وتوزع إلى مجموع الدول المغاربية.
وتشير مصادر إعلامية إلى قمة الأسد ـ القذافي انعقدت على خلفية التفاهم المشترك حول ترتيبات قمة طرابلس العربية التي ستلتئم الشهر المقبل , حيث يشير المراقبون إلى أن القيادة الليبية ما تزال تقدر جيداً مساهمة السوريين خلال حقبة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي في بناء المدن الليبية وإنشاء مشاريع ضخمة شكلت جانبا مهما في البنية الأساسية لنمو الدولة الليبية، وأنها تأخذ بوجهة النظر السورية إزاء عديد القضايا العربية وتطمئن للمشورة السورية تجاه تلك القضايا.
وبعد الإعلان عن تشكيل المجلس الاستراتيجي الأعلى المشترك للعلاقات السورية -الليبية خلال زيارة الأسد الأخيرة لطرابس الغرب اتجه بعض المتابعين للقول بأن نجاح هذا المجلس ـ الأمر الذي تسعى لتحقيقه دمشق ـ سيؤسس لما يسمى خط دمشق ـ طرابلس الذي سيندمج ضمن خط أوسع هو خط دمشق ـ أنقرة ـ طهران ـ بيروت.