خدمة خمـس نجوم .. بقلم شاكر شاكر
مقالتي هذه ليست لها أية علاقة بالسياحة .. كما أنها ليست ترويجياً إعلانياً عن افتتاح أحد الفنادق أو المرابع السياحية في القطر ..
فانأ ولله الحمد لا أهتم بالسياحة كثيراً ومعرفتي بها كمعرفتي بقوانين الرياضيات والفيزياء النووية .. وأعترف دون خجل أو إحراج بأني لست مطلعاً اطلاعاً تاماً ومعرفة كاملة بكل الأماكن السياحية في بلدنا السياحي الجميل أو حتى في الدول المتاخمة لقطرنا الجميل والسبب طبعاً يكمن فيّ أنا وبإمكانياتي المادية التي لا تقدر أن تغطي هذه المعرفة لو أحببت فالخدمة والأسعار كما بتنا نعرف صارت خمس نجوم , وأحياناً كثيرة تتخطى العشرة وبما أننا نتكلم عن النجوم والنجومية , وعددها وخدماتها اكتشفت بالصدفة المحضة أن النجومية طالت الكثير من جوانب حياتنا ..
ولم تعد تقتصر على الأماكن والفنادق السياحية بل تغلغلت في جزئيات كثيرة من حياتنا .. فهناك الفنان النجم والفنانة النجمة السوبر ستار .. والمعهد التعليمي الخاص بأجر فاق الخمس نجوم والمدرس الخمس نجوم الخاص والأزياء ( السينييه ) للنجوم وبأسعار نجومية إلخ إلخ ..
لكني اكتشفت أن هناك خدمات في قطرنا ومن طراز الخمس نجوم تقدمها إلينا الدولة مجاناً وفوقها (بوسة و ابتسامة ) وأحسست أن من واجبي وواجب الإعلام والذي ليس من مهامه فقط كما يظن الجميع تسليط الضوء على النواحي السلبية وتسقطها بل لتسليط الضوء على النواحي الايجابية أيضا ..
خدمة قديمة جديدة وجدت منذ بدء الخليقة .. خدمة ليست لها أية علاقة بالسياحة لا من قريب أو من بعيد .. أو لها أي طابع سياحي .. خدمة تتسم بالطابع الإنساني البحت .. خدمة تكنى بخدمات ملائكة الرحمة والإنسانية .. هذه الخدمة رأيتها ولمستها عن قرب في المشفى الوطني باللاذقية مديراً وأطباء وممرضين وممرضات ..
قد يقول قائل أو يظن أحدهم أني أكتب ما أكتب تحت وطأة الظرف الذي كنت فيه .. وقد يتهكم ساخراً أن ما رأيته طفرة مؤقتة وحالة خاصة .. لكني أؤكد أن هذا الأمر لم أخص به وحدي بل لمسته في كل أقسام المشفى .. ولكي يكون رأيي واقعياً وليس انطباعياً قمت وبفضول الصحفي بسؤال أكثر المرضى في أكثر الأقسام وكانت الإجابات أكثر من رائعة وصادقة ومفاجئة ..
لذا أردت وأحببت وبدقة أكثر شعرت أن من واجبي تسليط الضوء على هذه المنشأة الوطنية الإنسانية والإشارة بوضوح للجوانب الايجابية في هذه المشفى , وأقول لكل مغرض ومنتفع من الإساءة لمشافينا الوطنية كفاكم ذر الرماد الكاذب في أعين الناس .. وكفاكم تشويها لما تقدمه هذه المشافي بغية تقديم مصالحكم الخاصة على مصلحة المواطن والوطن ..
فمنذ وصول ولدي قسم الإسعاف في المشفى الوطني مصاباً إصابة جسيمة في يده .. رأيت كل من في القسم يتراكض مسرعاً يدفعه واجبه الإنساني قبل الوظيفي للإطلاع على إصابته وتأمين الإسعافات الأولية له .. وخلال لحظات تم الاتصال بطبيب قسم الجراحة العظمية المناوب والذي كان من بين المصادفة الجميلة مدير المشفى ذاته الدكتور منذر بغداد الذي سارع مشكوراً وكل طاقم قسم العمليات الجديدة في المشفى بإجراء جراحة مستعجلة
سألته قبل الجراحة إن كنت أستطيع نقل ولدي لمشفى خاص حرصاً على سلامة ولدي ولمعرفتي المسبقة عن تواضع خدمات مشافينا الوطنية وقد أكون معذوراً في شكي لما نسمعه ولما يروجه بعض المنتفعين من الإساءة لمشافينا الوطنية والذي ابتسم لي مطمئناً ومؤكداً أن المشفى الوطني لا يقل شأناً من المشافي الخاصة ..
وأذعنت للأمر والشك مازال يراودني بخدمات المشفى .. المهم نقل ولدي على أثر العملية لقسم الجراحة العظمية الذي فاجأني .. وأقول فاجأني لأن ما رأيته وما لمسته فيه فاق كل تصوراتي وأزال كل ظنوني وشكي فيما يقال عن مشافينا ..
فالخدمة فيه فاقت الخمس نجوم .. حتى وللوهلة الأولى ظننت وكل من جاء ليطمئن على سلامة ولدي أننا في مشفى خاص .. وبعشرة نجوم رغم أن هذا لا يعني أن لا سلبيات تذكر .. فقطعاً وفي كل قطاعات ومؤسسات الدولة لا تخلو الأمور من بعض المنغصات والسلبيات ولكن عندما تطغى الايجابيات على هذه السلبيات بإمكاننا أن نتغاضى عنها ونعتبرها غير موجودة أصلا ..
كل الشكر والمحبة .. مع الشد على أيدي كل طاقم المشفى الوطني ابتداءً من مدير المشفى الدكتور منذر بغداد وقسم الإسعاف والعمليات الجديدة ولقسم الجراحة العظمية متمثلة برئيس قسمها الدكتور محمد اختيار ولكل أطباء القسم أخصائيين ومقيمين وممرضين وممرضات .. وانتهاءاً بالمستخدم اللطيف .. مازن ..
مشكور أخي شاكر على هذا المقال الرائع بالتوفيق