نجاد وجيتس يتراشقان بالكلمات في أفغانستان
تراشق الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ووزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس بالكلمات يوم الأربعاء خلال فترة وجيزة امضياها اثناء زيارتين متداخلتين لأفغانستان
حيث تنشر واشنطن قوات تخوض حربا لكن نفوذ إيران اخذ في التنامي.
وقال أحمدي نجاد الذي وصل في الوقت الذي كان فيه جيتس يستعد لاختتام زيارة استمرت ثلاثة أيام في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أن القوات الأمريكية والأوروبية لن تتمكن من هزيمة الارهاب عن طريق شن حرب في أفغانستان.
وقال جيتس في وقت سابق هذا الأسبوع إن إيران تلعب "دورا مزدوجا" في أفغانستان بأن تكون ودودة مع الحكومة وفي الوقت نفسه تحاول تقويض جهود الولايات المتحدة. وقال يوم الأربعاء انه نقل مخاوفه هذه إلى كرزاي.
وانضم وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إلى الانتقادات المتبادلة خلال كلمة القاها في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في كامبردج بولاية ماساشوستس
وانتقد ميليباند تصريحات احمدي نجاد الأخيرة في كابول ووصفها بانها "استعراض وعبراات طنانة غير مفيدة".
وتقول واشنطن التي سيبلغ قوام قواتها في أفغانستان مئة ألف جندي بحلول نهاية 2010 انها تعتقد أن إيران تقدم دعما ما للمقاتلين هناك وإن لم يكن على النطاق الذي تنفذه في العراق حيث تنشر الولايات المتحدة قوات كذلك.
ويقود التمرد في افغانستان مقاتلون سنة يعادون إيران الشيعية منذ فترة طويلة.
وتلقى طهران اللوم على التدخل العسكري الغربي في أفغانستان في زعزعة الاستقرار ورد أحمدي نجاد على تصريح جيتس بمثله.
فقال "لماذا لا ينجح كل من يقول انه يريد محاربة الارهاب؟ اعتقد ان ذلك لأنهم هم من يلعبون دورا مزدوجا".
وقال في المؤتمر الصحفي مع كرزاي "انهم هم من وضعوا الارهابيين على المسار وهم الآن يقولون : نريد ان نحاربهم. لكنهم لا يقدرون هذا مستحيل".
وقال وكأنما يخاطب جيتس "ما الذي تفعلونه في هذه المنطقة؟ انتم من مكان على مسافة عشرة آلاف كيلومتر. دولتكم على الجانب الآخر من العالم. ماذا تفعلون هنا؟"
وقبيل بدء المؤتمر الصحفي جمع حرس الأمن الافغاني بقلق زجاجات المياه المعدنية نصف الممتلئة من الصحفيين. وقال أحدهم إن ذلك لمنع أي شخص من رشق أحمدي نجاد بزجاجة.
وغادر جيتس كابول بعد فترة وجيزة من هبوط طائرة أحمدي نجاد. وقبل مغادرته وصف توقيت زيارة الرئيس الإيراني بأنه "يغذي أفكار أصحاب نظريات المؤامرة".
وأضاف "أبلغت الرئيس كرزاي أننا نريد لأفغانستان ان تكون لها علاقات طيبة مع جميع جيرانها. لكننا كذلك نريد من كل جيران أفغانستان بالبدء بالتعامل بشكل صريح مع حكومة أفغانستان".
ولإيران نفوذ كبير ومتنام في أفغانستان خاصة في غرب البلاد حيث ترتبط بعلاقات اقتصادية قوية. ولجأ ملايين الأفغان الى إيران خلال حروب استمر 30 عاما وأحد لهجات اللغة الفارسية هي واحدة من اللغتين الرسميتين للدولة.
وقال كرزاي في المؤتمر الصحفي "أكدنا لأشقائنا في إيران أننا لا نريد ان تستخدم أراضينا ضد جيراننا".
وكانت إيران الدولة الكبيرة الوحيدة في المنطقة التي رفضت دعوة لحضور مؤتمر دولي بشأن أفغانستان في يناير كانون الثاني.
ووصف ميليباند ذلك القرار بانه "قصير النظر الى حد كبير" من جانب القيادة الايرانية.
وقال "النظام الايراني … يجب عليه ان يعترف بان خير سبيل لحماية استثماراته وتعزيز مصالح الافغان الذي يشاركونه مذهبه الشيعي هو العمل للنهوض بالسلام لا تقويضه".
وأشادت الدول الغربية رغم تشككها بجهود طهران في مكافحة تجارة المخدرات. وتواجه إيران مشكلة كبيرة تتعلق بإدمان الهيروين في حين تنتج افغانستان كل انتاج العالم تقريبا من الأفيون المستخدم في تصنيع الهيروين.