المطرب كابي : أنصح الفنانين السوريين أن يصنعوا هوية لهم وبعدم وجودها فإن بريقهم يزول
( شو بحبك ) العلامة الفارقة والانطلاقة الجديدة في أرض الوطن , الحياة ألوان والتعدد إبداع بحد ذاته , أعتبر نفسي في مكاني الصحيح، عكس كثر من الذين تعدوا على المهنة ..
نظر إلى القمر كعادته وأرخى جفونه متطلعاً إلى المدى عند الغروب قرب ضفة نهر الخابور ولم يكن يعلم ذلك الفتى أنه سيسافر إلى أبعد من ذلك النهر الذي غنى معه أحلى الأغاني العراقية والمارتينية والجزراوية الخاصة بتراث الحسكة وتعلق حينها بالعظيم ناظم الغزالي، ورغم أن الريح وقفت ضده إلا أنه كان يعرف دائماً ماذا يريد وإلى أين سيصل متخيلاً أن صوته لن يضيع في المدى وسيصفق له الكثيرون حتى لا يبقى من التصفيق إلا الصدى والرحيق.
شهد بصوته الكثيرون في المهجر ووصفوه بالجبار الذي يستطيع غناء أي لون من ألوان الغناء ويعطيها من روحه فيسافر بنا إلى عوالم الحب والثورة، الحزن والفرح بحيث لم يستطع أحد أن يصحو من انخطاف الحلم، عندما يقرأ كابي الفنجان ويتهادى به، كما تهادى صوت عبد الحليم على ضفاف التايمز وهو ينشدها!
ويثبت أنه يقف على أرضية صلبة لا في أرض المهجر فحسب بل في وطنه الأم سورية الذي دفعه الحنين إليه للرجوع بعد عقود من البعد كان فيها خير سفير للفن السوري في أمريكا وكندا والسويد ومصر ومؤنس المغتربين العرب الذين لم يرسل أغنياته قبلة على خدهم فحسب، بل عاشوا معه أجمل اللحظات في حفلاته وأغنياته التي حملت دوماً بصمة صوتية من نوع مختلف وكلمات وألحان متفردة دلت دوماً على استقلاليته الفنية التي ترجمها إلى نجومية تتميز بالتواضع دوماً، في ملامح لفحتها الشمس اسمراراً فزادت ذلك الأمير عربي وسامه وتمنوا لو يستمر فسكب كابي عطراً مميّزاً طبعه بلون آخر ليسمعهم ميزة الغناء العربي في أصالته وتناسقه واندماجه وطربه عبر ألبومه الجديد (شو بحبك) بحيث أعاد الرومانسية الهادئة بإحساسه المرهف إلى القلوب. عن فنه وحياته وأعماله ومشاريعه المستقبلية المطرب كابي تحدث في لقاء كانت الأحلام فيه دوماً والعمل طريقه للنجاح ..
*كيف أطلقت أول صرخة في مسيرة الفن لتقول أنا موجود؟
انطلقت من مدينة الحسكة المميزة بتراثها وأغنياتها التي امتزجت مع الفن العراقي الأصيل العذب كما ماء الفرات الرقراق ومنها تدرجت حيث كنت أغني اللون العراقي والأغاني المارتينية والجزراوية المعروفة الخاصة بتراث الحسكة وكنت أعشق ناظم الغزالي وابتدأت الموهبة تكبر رويداً رويداً فشاركت بالغناء مع فرق الشبيبة في الحسكة حتى شكلت فرقة موسيقية واحترفت الغناء كمهنة في عام 1991 واعتمدت من قبل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حيث شاركت في العديد من المهرجانات والحفلات وأنتج لي وقتها إحدى عشر أغنية خاصة بين فيديو كليب وحفلات منها (هاتي ايديك، قولي أنساها) وحصلت في تلك الفترة على الجائزة الثالثة في مهرجان الحركة التصحيحية عبر أغنية وطنية للقائد الخالد اسمها (أبو باسل والمجد) عملت بعدها العديد من الأعمال الفنية حتى عام 1995 وبسبب ظروف العائلة والعمل اضطررت للسفر إلى أمريكا وكندا واستقريت بين أمريكا وكندا حيث اغتربت ما يقارب خمس عشر سنة كنت معروفاً حينها بمطرب المهجر وتنقلت بالغناء في نيويورك، كاليفورنيا، نيوجرسي، كندا، مونتريال، السويد واليونان مروراً بمصر سنتين فدرست الصولفيج وأصول الغناء المقامات وعزف العود فيها ثم دبي وأبو ظبي وبالمهجر بدأت بالأعمال الخاصة ورغبت أن يكون لي بصمتي الخاصة ويكون عندي تميز وتخصص بهوية معينة وفي هذه الفترة حافظت على مستواي الفني وقدرت استقطاب أكبر عدد من المستمعين وفي جولتي لمصر تعاونت مع ملحن مصري وتعرفت على الفنان سوري اسمه يعرب جبيل وسجلنا 8 أغاني وفي وقتها كانت شركات الإنتاج قليلة ولم ينل حقه من التوزيع والترويج.
*رغم فترة رجوعك القصيرة إلا أنها توجت بمفاجآت كثيرة مثل جائزة مهرجان أوسكار الأغنية المصورة في مصر فماذا عن ذلك؟
عودتي للغناء في الوطن العربي وسورية لم تأتي اعتباطية بل كان الحنين وفكرة أن أثبت نفسي وفني في بلدي هي الدافع الأكبر لعودتي وشاركت فور عودتي بمهرجان أوسكار الأغنية المصورة في القاهرة وأخذت الجائزة الأولى عن أغنية (شو بحبك) ولا شك بأن ذلك حملني مسؤولية أكبر بهدف الحفاظ على هذا النجاح، ولم أصب بالغرور فبالنسبة لي النجاح يوازي مزيداً من الوعي وليس الضياع، وهذا يدفعني أن أكون دقيقاً جداً وأن تتلازم اختياراتي مع ترويج محترف، وكلما كبر جمهور الفنان كبرت مسؤوليته، وبالتالي يفترض أن يزداد تواضعه، كما دعيت بعد حفلات عيد رأس السنة وأعياد الميلاد إلى الغناء في افتتاح مهرجان أوسكار السينما المصرية بعد إعجاب مدير المهرجان بصوتي في إحدى الحفلات التي قدمتها في مصر، وهذه بداية طيبة إضافة إلى تفاعل الجمهور في سورية بعد حفلة عيد الميلاد التي أقمتها بقصر الخير في دمشق مما دفعني للتفكير أكثر في استكمال وانتقاء أغاني ألبومي الجديد (شو بحبك) الذي سيصدر في بداية شباط 2010.
* فلنتحدث عن غنائك المستمر في حفلاتك للفنان الراحل عبد الحليم حافظ؟
الأمر يجسّد فخراً بالنسبة لي ولأجل ذلك أحرص على أن أغنّي في كل حفلاتي أغاني للفنان العظيم الراحل عبد الحليم حافظ الذي أعتبره قامة شامخة وصوت لا يتكرر ولكن العديدين قالوا أني أقلده ولكني أعتبر الغناء له تقليداً بل أعده شرفاً وأتحفظ على كلمة التقليد بل غنيت أغنياته بصوتي وإحساسي والعديد من الفنانين الكبار يؤدون أغنياته، ومن المهم التذكير بهؤلاء العظام (أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم) وهذا لا يلغي أني فنان له بصمته وأغنياته الخاصة التي لاقت أصداء رائعة لدى المغتربين هناك وتفاعلوا معها ورددوها ونالت إعجابهم الأمر الذي حقق لي انتشار مهم وسط تلك الجموع الرائعة والتي تدفعك للعطاء والانتقال من أغنية إلى أخرى دون أن تشعر بتعب، وبالنسبة لي كفنان أنصح الفنانين السوريين أن يصنعوا هوية لهم وبعدم وجود هذه الهوية فإن بريقهم يزول بعد فترة قصيرة والتركيبة لهذه الهوية هي أن تتخذ لون محدد وتحبه وتقدم له كل إمكانياتك وألا ينساق نحو ما يريده السوق ويقلد الآخرين والفنان الحق هو بشخصيته وإحساسه.
*ماذا عن ألبومك الأخير "شو بحبك"؟
"شو بحبك" ألبوم يتكون من ثمان أغاني أنجزت منها أربعه وهي (علقتيني وفليتي)) (شو بحبك)) (هين السمرة) و (اشتقتلوا) والأخرى في طور الانجاز وهذا الألبوم أعتبره العلامة الفارقة والانطلاقة الجديدة في أرض الوطن بالشراكة مع ملحنين وشعراء سوريين لهم بصمتهم المميزة، وهناك أغنية مختلفة في الألبوم عن المطروح في السواق وهي (هين السمرة) باللهجة البدوية وقد يعتبر الناس هذه اللهجة صعبة ولكني بالتعاون مع الأستاذ مازن أيوبي سهلنا الكلمات التي شكلت مع ألحان يعرب جبيل وتوزيع ناصر أسعد (لبنان) تمازجاً حقيقياً أنتج أغنية مميزة وهذه هي وصفة النجاح وهذا سبب خلود الأغاني القديمة، وهناك مشاريع دويتو تلوح في الأفق مع عدد من المطربين ولكنها تحتاج إلى وقت والأغاني جاهزة تقريباً ولا أستطيع أن أفصح عنها لكني أتوقع أن ينزل ألبومي الجديد إلى الأسواق عما قريب وأعد الجهور أن يتضمن لوناً غنائياً يختلف كلياً عما قدمت سابقاً وأعد أنه سيكون نقلة نوعية في مسيرتي الفنية.
*الهدوء هل هو من صفات كابي؟
يمكن أن يكتشف من يجلس معي أني لست هادئ ويمكن أن أشبه نفسي بالبحر فبقدر ما أنا هادئ بقدر ما أنا أغضب بسرعة ما يغضبني إلا الشيء الذي يجرح الإنسان كانسان، ولذلك أن أدرس الأشخاص الذين أقابلهم وأعرف صفاتهم وأحللها من خلال اللقاء الأول، وأنا من نوعية الأشخاص ذات الشخصية المركبة لذا من الصعب أن يتنبأ أحد بتصرفاتي فأنا أتعامل حسب الموقف والحياة ألوان وبدون الألوان لا يوجد طبيعة ولا أحب النمطية الواحدة والتعدد هو إبداع بحد ذاته وأنا أمشي على طريق أتمنى أن يزدهر ويكبر بي الحلم.
*هل ندمت يوماً على دخولك عالم الغناء؟
يمرّ كل شخص أحياناً بظروف تجعله يندم على اختياره المهنة التي يمارسها ولو للحظات، لكن الإنسان القوي لا يستسلم أمام العوائق التي تواجهه ويتقن كيفية التغلب عليها وخصوصاً في عالم الاغتراب يكون الموضوع أصعب، الفن حلمي منذ الطفولة وأقدّر هذه النعمة التي منحني إيّاها الله وأحاول تثبيتها وتطويرها لأني أعتبر نفسي في مكاني الصحيح، عكس كثر من الذين تعدوا على المهنة في السنوات الأخيرة.
*استطاعت الدراما السورية أن تخترق المحطات العربية وتثبت تواجد، ما السبب وراء عدم تواجد المطرب السوري؟
لأن ظهور المطرب وتواجده هو صناعة بحد ذاتها ويحتاج إلى تمويل كبير.
*ولكن في بيروت لا يوجد هذه الأموال الضخمة ولكنهم نجحوا؟
نحن نفتقر إلى شركات إنتاج متخصصة بهذه الصناعة ووجود محطات فضائية متخصصة وفي الدرجة الأولى هناك أصوات سورية خارقة ولكنها لا تأخذ حقها والعملية الإنتاجية متكاملة بين التلحين والكلمات والفيديو كليب ثم الترويج والحفلات
*كيف ينظر كابي للحب؟
الحب أساس الحياة و الإنسان، فالإنسان لا يستطيع العيش من دون حب، والحب الأجمل هو الذي يجدنا قبل أن نبحث عنه، وأنا أيضاً دائم التفكير بفتاة أحلامي، و أعيش الحب في كل يوم من أيامي عبر النجاح الذي أحققه والأهم في الحياة الحب الصادق النابع من القلوب واللامع في العيون، وبالموسيقى والغناء أعبر عن الحب الموجود في داخلي الذي أريد أن يتمتع به كل العشاق.
*كلمة حب أخيرة لجمهورك؟
أتطلع للغد والنجاح بخطى ثابتة فكل شيء في الفن عندما تقده بإحساس صادق ينجح وأعلم أني سأنجح لأنني أمتلك جميع المقومات التي تؤهلني للاستمرار، وما دام قلبي ينبض بحب الموسيقى والعمل دائماً للإبداع وتقديم المختلف الذي لا يخدش الحياء ويقدم فناً راقياً، وأنا بصدد تأليف فرقة دائمة معي وهذا الأجود للمشاركة في مهرجانات قرطاج ولبنان وجرش وتدمر والحمامات وسوسة (تونس) ومهرجانات الأغنية العربية في حلب ومصر.