رسالة إلى شخص يدعى المسؤولية .. بقلم أحمد دهان

حدثني صديقي الجامعي عن معاناة حدثت معه , صديقي فنان بمقاييس الجودة العالمية , أبدع في القيادة حينما كان طالباً خلف مقاعد الدراسة , وترك بصمات له في الكثير من بقاع الوطن ..

شارك في أعمال بطولية وتاريخه المشرق يشهد له , القليل من لا يعرف ما قدمه للبلد , لكنه حينما حاول أن يصنع عملاً فنياً ذو طراز هادف , كانت المعجزات , وبدأت المسيرة مع المتخاذلين , حدثني بأنه التقى مع شخص مسؤول  لدعم نشاطه , فقابله بجفاف وبؤس , لم يرتضي سيدنا المتنكر بالمسؤولية أن يصافحه أو يحترمه , فلا جديد بالأمر , الوقح لا يعبر إلا عن وقاحته والمحترم لا يعبر إلا عن احترامه ..

تعجبت كثيراً لما سمعته فمسؤولين من الطراز الممتاز كانوا يقفون باحترام أمام فنه وحضارته في الحوار , مشاركاته الوطنية أكبر من أن يقابل بمثل هذا الجفاف البائس , فعندما كانت حرب لبنان ساهم في دعم ومساندة أهلنا النازحين , حينما أقيمت بحلب مخيمات للعمل الوطني كان أبرز قادتها , وحينما حضر سيد الوطن إلى حلب برفقة رئيس الوزراء التركي كان بمقدمة مستقبليه على مدرج قلعة حلب ..

لم أذكر أكثر من ذلك , فأعماله تعرف عنه وعن فكره النير وتضحياته لكنني أورد القصة للعبرة , ولا أريد معالجة فأنا مقتنع تماماً بأن خير منصف لهذا الإنسان هو الرأي العام , لم يستحق هذه الوقاحة التي عبر عنها بعض الأشخاص الذين أفرزتهم الانتخابات ليكون قادة في التنظيمات الشبابية ..

المصيبة حينما تعتقد نفسك فنان أو كاتب أو أديب وتكون حساباتك على الهامش , والسؤال الذي تطرحه متى سنبقى نتجاهل كتابنا وفنانين وأدبائنا , ألم يحن وقت يتحدث مسرح الإبداع عن نفسه ويعرف نفسه للمجتمع ..

بين مؤيد ومعارض كان لابد من صياغة رسالة لهذا المتنكر خلف قضبان المسؤولية , فكرت كثير كيف يمكن لي أن أوجه لهذا الشخص رسالة , فكانت الإجابة بأنه لا ينفع مع هؤلاء الرسالة , إلا أنني بحثت كثيراً عن كلمات لحروف الرسالة , فكانت صفحات الانترنت أكثر تقرباً لكلمات لطالما بحثت عنها , لم أتوقع أن أجد ملاذي في كلمات تعبر عن ناري المتأججة , لم أجد أفضل من قصيدة القدس عروس عروبتكم للشاعر العربي مظفر النواب , حيث أن الشاعر العربي وجه نقده إلى المسؤولين العرب لكنني أوجه لهذا المسؤول اللامسؤول …

فقد قال فيهم شاعرنا العربي مظفر النواب .. " أقسمت بتاريخ الجوع
لن يبقى عربي واحد ..
إن بقيت حالتنا هذي الحالة
القدس عروس عروبتكم ؟!!
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركن ، وتنافختم شرفاً
وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض ؟؟!!
فما أشرفكم !
أولاد ؟؟؟؟؟ هل تسكت مغتصبه ؟؟!
أولاد ؟؟؟؟؟ !
لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى
أمَّا أنتم
لا تهتز لكم قصبه !
الآن أعريكم
أصبحت أحاذر حتى الهاتف ، حتى الحيطان
وحتى الأطفالْ
أقيء لهذا الأسلوب الفج
مَحفـوفةٌ برياضٍ لا تـزالُ تَرَى
ريشَ الطّواويسِ تَحكيه و يحكـــيهـا " … 

انتهت القصيدة ومازالت بعض معانيها تتأجج في نفوسنا العربية , وكل ما ورد من مفردات أقدمه عربون غضب وحزن وأسى لمن أفرزوا أنفسهم بأن يشكلون مجموعة أعداء النجاح , وقبل أن أنهي كلماتي أحب أن أذكرهم ببعض الكلمات التي تذكرني بهم .. 

أولاد ؟؟؟؟؟ ! لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم .. إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم ..تتحرك دكة غسل الموتى ، أمَّا أنتم .. لا تهتز لكم قصبه ! .. الآن أعريكم ..