واشنطن وتل أبيب تدرسان 4 مسارات لضرب إيران
كشفت تقارير صحيفة بريطانية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يسعى خلال زيارته الحالية لواشنطن، إلى الضغط على الولايات المتحدة، لتزويد بلاده بقنابل متطورة
قادرة على اختراق الغرف
المحصنة تحت الأرض، تحسبا لشن هجوم محتمل على المواقع النووية الإيرانية.
وذكرت صحيفة "صندي تايمز" أن مخططين عسكريين أمريكيين وإسرائيليين، درسوا عددا من الخيارات بشأن شن هجوم ضد إيران، يستهدف عشرات المواقع ذات الصلة ببرنامجها النووي، والمعروفة من قبل المسؤولين الغربيين.
وأضافت أن المشكلة التي يواجهها المخططون العسكريون الأمريكيون والإسرائيليون، في أي خطة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، تتمثل في عدم امتلاك أي وكالة استخبارات غربية، معلومات دقيقة عن المكان الذي تخفي فيه إيران، تقنياتها المتعلقة بإنتاج الأسلحة النووية.
ويعتقد محللون غربيون أن تل أبيب تسعى لجر واشنطن إلى خوض حرب ضد طهران، مع تلويح حكومة نتنياهو بتهديدات مستترة لمهاجمة إيران، مشيرين إلى وجود عدد من السيناريوهات بشأن الضربة العسكرية الاسرائيلية المحتملة لإيران، تدور جميعها حول تدمير المفاعلات النووية في المقام الأول، وحول المسارات الجوية المتاحة للمقاتلات.
وأوضح المحللون أن المسار الأول الذي اقترحه الخبراء في واشنطن وتل أبيب، هو المسار المباشر، الذي يمر عبر الأردن إلى العراق ومنها إلى مفاعل آراك الإيراني، وهو أقصر الطرق وأكثرها أمنا، باعتباره يمر عبر أجواء صديقة، يسهل تقديم الدعم اللوجستي للطائرات فيها، أو في حال هبوط الطيارين إضطراريا، حيث تسهل عمليات البحث والإنقاذ عنهم.
ورغم ذلك، استبعدت الصحيفة، استخدام هذا المسار، ما لم تحدث مفاجأت، نتيجة لرفض الولايات المتحدة القاطع، لاستخدام الأراضي العراقية لتوجيه ضربة جوية لإيران، بواسطة الطائرات الإسرائيلية، لأن ذلك قد يورط الولايات المتحدة في مشاكل كبيرة بالمنطقة.
أما المسار الثاني المقترح، فهو المسار الشمالي عبر البحر المتوسط، وعلى طول السواحل اللبنانية والسورية، ثم يتم بعدها عبور الحدود التركية – السورية، وهو ما يتطلب الحصول على موافقة أنقرة، وهو أمر غير مضمون، لاسيما مع تأكيد القيادة التركية على انها لن تسمح للمقاتلات الإسرائيلية بعبور أجوائها لضرب إيران.
ويتيح هذا المسار للمقاتلات الإسرائيلية الوصول إلى مفاعل أصفهان، باعتباره الهدف الأبعد، كما يوفر لها دعما لوجستيا، خاصة في حال فقدان عدد من الطيارين، أو الإضطرار للتزود بالوقود في الأراضي التركية، أو تحليق طائرات هليكوبتر إسرائيلية لعمليات البحث والانقاذ.
ويعتبر المخططون العسكريون أن مسار خليج العقبة إلى شبه جزيرة الفاو، وصولاً إلى مفاعل أصفهان، هو أقصر من سابقة نسبيا، لكنه يصدم أيضا بالرفض الأمريكي لاستخدام الأجواء العراقية، حتى ولو في أقصى الجنوب، بالإضافة إلى عن عدم توفر أي دعم لوجستي على الأرض، في مناطق مضطربة وشبه معادية، كما تصعب عملية التزود بالوقود جوا خلاله، تحسبا من تعرض طائرات الإمداد لهجوم إبراني.
أما مسار خليج العقبة إلى الصحراء السعودية ثم الكويت والخليج العربي، والذي يعتبر هو المسار الأقرب، فهو مستحيل تقريبا، بسبب الرافض القاطع للملكة العربية السعودية، لأن تمر المقاتلات الإسرائيلية عبر حدودها، ونفس الأمر بالنسبة للكويت.