( بيثرا ) قلعة لحماية حواضر ( اليرموك )
الإطلالة الساحرة لها، والموقع الجميل الذي تتمتع به قرية ( بيت إرة ) يشعران المرء بأن هناك حضارة إنسانية هامة للغاية ..
كانت تتمتع بها هذه القرية الصغيرة، الواقعة على بعد حوالي إحدى وأربعين كيلومتراً شمال غرب مدينة "درعا"، على الطرف الشمالي "لوادي اليرموك" الساحر ..
إن المغارات والكهوف المنتشرة في أغلب أجزائها تدل على وجود حضارة مبكرة فيها، وإن كان العديد منها يعود للفترات "الرومانية" المتأخرة كمدافن مشابهة لما تم اكتشافه في موقع "خراب الشحم" على "وادي الزيدي" ..
زارها الرحالة الباحث "شوماخير" وذكرها في كتابه "عبر الأردن"ACROSS THE JORDAN وأورد بأن عدد منازلها في العام 1884م كان خمساً وعشرين منزلاً، من الطين والحجر، يقطنها حوالي تسعين شخصاً. اكتشفها الباحث ""SEETZEN وقال بأن اسمها: "بيثرا" Bethirra على أنها كانت تضم قلعة دفاعية خاصة بحماية بعض مناطق اليرموك، خاصةً خلال الفترة البيزنطية.
تم اكتشاف لوحة فسيفساء فيها مطلع العام 2008م ..
عملت فيها بعثة وطنية تابعة لدرعا، يتحدث عن تلك الأعمال الآثاري "محمد العيشات": «باشرنا بإجراء تنقيبات أثرية لمعرفة طبيعة الاستيطان وماهية الفترات التاريخية المتوضعة, فتم إجراء سبر اختباري بأبعاد 5× 5م، وبوشر بإزالة الأتربة، وصولاً لعمق ثلاثين سنتيمتراً، ظهر لدينا جزء من لوحة فسيفسائية مخربة، وبشكل متقطع في منتصف السبر تقريباً، بأبعاد غير متساوية تقدر بحوالي 40×50سم تقريباً. هذا الجزء يمثل الإطار الشمالي للوحة تخلله تزيينات وخطوط مجدولة بألوان متنوعة منها: الأبيض والأحمر والأصفر والأسود، تتجه من الغرب إلى الشرق. أما باقي اللوحة المخربة فكانت تتجه إلى الجنوب باتجاه الوادي, هذا النوع من الفسيفساء ساد في الفترة البيزنطية حيث تكثر على أطراف "وادي اليرموك" وفروعه في محافظة "درعا" تشكل أرضيات لأديرة وكنائس». بعد اكتشاف هذا الجزء يتابع "العيشات": تم إجراء عدة أسبار في الموقع تبين من خلالها أن هذه اللوحة مخربة سابقاً، إذ لم يتم العثور إلا على بعض القطع الحجرية المتناثرة مختلطة بالأتربة. كما أننا لم نتمكن من العثور على جدران أو أساسات المبنى التابعة له, وهذا يدل على أن الموقع تعرض سابقاً لتجريف بالآليات الثقيلة ناتج عن استصلاح الأراضي للزراعة. إنها يختم "العيشات": تضاف لما تم اكتشافه من فسيفساء في مواقع: "الشجرة" و"الأشعري" و"حيط"، لتشكل وحدة فنية سادت في الفترة البيزنطية حيث ازدهرت أغلب حواضر "حوران".