سياسية

بدء أعمال قمة سرت بمشاركة الرئيس الأسد والقذافي يحذر القادة العرب من التحديات الشعبية

بمشاركة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد عقد القادة والزعماء العرب جلسة مغلقة لبحث جدول أعمال القمة العربية في مدينة سرت الليبية مساء اليوم ..

وكانت قد بدأت ظهراً أعمال القمة العربية العادية فى دورتها الثانية والعشرين بمشاركة الرئيس الأسد والرؤساء والملوك العرب ,  حيث تحدث الزعيم الليبي معمر القذافي في مستهل أعمال القمة بإن النظام الرسمي العربي يواجه تحديات شعبية متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات حتى تصل إلى هدفها النهائي ..

وأعرب العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من أيلول الليبية في كلمة له بعد تسلمه رئاسة القمة العربية من أمير قطر عن تأييده الاقتراحات القطرية وقال .. المواطن العربي والشارع العربي ينتظران من القمة الافعال وليس الأقوال والخطب , وأضاف العقيد القذافي .. إن أي شيء نقرره لا نطمع بأن يقره المواطن العربي ولا أن يرضى عن أي شيء نفعله حيث كان المواطن العربي سابقاً يقر أي شيء نقرره أما اليوم فقد تخطانا.. والنظام الرسمي أصبح يواجه تحديات شعبية متزايدة لن تتراجع حتى تصل إلى هدفها النهائي.. ولذلك نحن القادة لا نطمع بأن نفرض أي شيء على المواطن العربي أو نقرر شيئا يقره لأن لدى الجماهير العربية اليوم قرارها ..

وقال العقيد القذافي إن الحكام العرب يواجهون تحديات غير مسبوقة ولذلك يجب أن نحاول فعل ما تريده الجماهير ونقرر ما تنتظره لأنه إذا قررنا أي شيء لن ترضى عنه الجماهير فلن يكتب له النجاح. ودعا العقيد القذافي إلى عدم ضرورة الالتزام بعد الآن بالإجماع وأن تمضي أي مجموعة من الدول العربية وافقت على أي شيء يلبي مطالب الجماهير ويسير في الطريق الصحيح ..

أمير قطر رئيس الدورة السابقة للقمة العربية : العمل العربي المشترك يواجه أزمة لم يعد بالإمكان تجاهلها 

وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الرئيس السابق للقمة العربية قال في كلمته الافتتاحية للقمة إن العمل العربي المشترك يواجه ازمة حقيقية ووقفنا على ذلك من اضطلاعنا بمسؤولية رئاسة القمة العربية في الدورة الماضية وهذه الأزمة المستعصية لم يعد ممكنا تجاهلها أو الالتفاف حولها ..

ورأى الشيخ حمد أن العرب أمام خيارين الأول ترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاته تذهب به إلى حيث تشاء والثاني الوقوف والتنبه وضرورة المراجعة وعدم الوقوف عاجزين أمام مسؤولية التاريخ مشيراً إلى أن إنجازات الدورة السابقة لمجلس الجامعة العربية لم تكن مرضية ..

ورأى الشيخ حمد أن العرب أمام خيارين الأول ترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاته تذهب به إلى حيث تشاء والثاني الوقوف والتنبه وضرورة المراجعة وعدم الوقوف عاجزين أمام مسؤولية التاريخ مشيراً إلى أن إنجازات الدورة السابقة لمجلس الجامعة العربية لم تكن مرضية ..

وقال الشيخ حمد.. لا يمكن لهذه الدورة أو أي دورة لاحقة أن تكون ناجحة ومجدية في ظل هذه الأوضاع ونحن لا نريد إلقاء المسؤوليات على الآخرين لأنها أثقل من مسؤولية أي طرف ولا نريد إلقاءها على الظروف لأن واجب الناس دائماً أن يرتفعوا فوق الظروف وهذا ما لم يتيسر لنا حتى الآن ..

واقترح الشيخ حمد لمواجهة الأزمة تشكيل لجنة اتصال عليا تعمل تحت إشراف رئيس القمة ويكون عليها التقدم للقمة باقتراحاتها لحل أزمة العمل العربي المشترك بحيث يستطيع أن يتشاور مع إخوانه الملوك والأمراء والرؤساء العرب لبلورتها ولتكون موضع نقاش خاص على مستوى القمة وعلى مستوى كل التجمعات السياسية والشعبية لكي تبدي الأمة رأيها وتتخذ قرارها وتواجه أمور مستقبلها عارفة بالحقائق ومقدرة للمسؤوليات.

وأشار الشيخ حمد إلى أنه لا فائدة من اتخاذ قرارات أو توصيات أو تبني مشروعات في ظل ازمة عامة مستحكمة تعطل الفعل وتغلق الطرق.

وتساءل الشيخ حمد في ختام كلمته .. هل تكفي القدس والأقصى قرارات الإدانة.. وهل نقتنع نحن وتقتنع شعوبنا إن كل ما بوسعنا فعله هو الإدانة والشجب.. وهل علينا فعلاً أن ننتظر الرباعية بشأن القدس والأقصى.. وهل يصدق أحد أننا غير قادرين على رفع الحصار عن غزة. 

موسى: السياسة الإسرائيلية الخرقاء لا تترك فرصة لتحقيق السلام في المنطقة إلا وتهدرها 

بدوره قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته أمام القمة العربية: إن هذه القمة تتم في ظروف دقيقة ويجب مناقشة استراتيجية العمل في السنوات القادمة في مواجهة التحديات غير المسبوقة التي يواجهها العالم العربي ومعالجة التحديات الخارجية والوضع الإقليمي والقضايا العربية المختلفة.

وأضاف موسى: إن الشعور القومي هو شبكة أمان تربط الشعوب العربية وتوثق عرا التواصل والتشابك ولا يتعارض مع العصر ومتطلباته مشيراً إلى أن العمل العربي المشترك خط يجب ان نستمر في تبنيه.

وقال موسى إن المسيرة العربية المشتركة حققت عدداً من مؤشرات الحركة والتقدم ومنها الربط الكهربائي العربي وربط شبكات الغاز وبدء الدراسة العملية لإقامة الطرق التي تربط بين الأقطار العربية وانطلاق دراسات الجدوى لربط السكك الحديدية والتوسع في تجارة الخدمات في مختلف مجالاتها وتطور منطقة التجارة الحرة وبدء الحركة نحو طرح مشروع لاتحاد جمركي عربي.

وقال موسى إن المصالحة العربية وحل الخلافات بين الدول العربية أصبحا من المطالب الرئيسية للمواطنين العرب الذين سئموا هذه الخلافات وطريقة إدارتها.

ولفت موسى إلى ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي العربية داعياً إلى البدء ببلورة موقف واضح وموحد إزاء هذه الممارسات وتنسيق المواقف في إطار مؤتمر المراجعة القادم في أيار لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية والإصرار على ضرورة مطالبة المؤتمر إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار وأن تقبل بوضع برنامجها النووي تحت الإشراف الدولي مع إقرار حق الدول الأعضاء في المعاهدة بإقامة البرامج السلمية والتعهد الرسمي بمساعدتها في ذلك.

وقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية مقترحاً لإقامة منطقة جوار عربي تضم تركيا وايران والسنغال والنيجر وتشاد وغينيا ومالي واثيوبيا.. تقيم هذه الدول جميعاً رابطة إقليمية مع جامعة الدول العربية يتحدد أعضاؤها من هذه الدول.. وتدعى إليها في مبادرة تطلق من هذه القمة على أن نبدأ بدعوة تركيا لتشكل النواة الأولى لهذا التجمع مع دول الجامعة العربية مؤكداً أن لا مكان لإسرائيل في هذه المنطقة.

وفيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط أشار موسى إلى أن جهود تسوية النزاع العربي الإسرائيلي بفرعيه القضية الفلسطينية والأراضي المحتلة في الجولان العربي السوري والأراضي اللبنانية تصطدم بالموقف الإسرائيلي المغالي في صلفه وغروره والذي يكرس الاستفادة القصوى من سياسة ازدواجية المعايير والانحياز المطلق له والتي مكنته طوال العقود الماضية وحتى الآن من تحدي الأسس التي قامت عليها العلاقات الدولية.

وقال موسى: إن السياسة الإسرائيلية الخرقاء التي لا تترك فرصة لتحقيق السلام في المنطقة إلا وتهدرها أو مناسبة لخرق القانون الدولي الإنساني كما حدث في غزة إلا وترتكبها آن الآوان للتصدي لها.

وفيما يخص العراق والسودان واليمن والصومال رأى موسى أن الوضع في هذه الدول لا يزال يثير القلق ويدعو إلى المتابعة والدعم حفاظاً على الوحدة الترابية لدولنا الشقيقة وعلى استقرارها السياسي والاجتماعي.

بان كي مون: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية..الوضع الحالي في غزة غير مقبول

بدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى احترام أهمية مدينة القدس بالنسبة للجميع وقال إنه لا بديل من التفاوض على طاولة الحوار والالتزام من خلال إطار عمل يلتزم بحل الدولتين مشيراً إلى أن الثقة الإقليمية بحكومة إسرائيل منخفضة جداً. 

وأكد بان على الالتزام القوي باقامة دولة فلسطينية مستقلة بناء على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية عام 1967 وإيجاد طريقة من خلال المفاوضات لحل قضية القدس ومشكلة اللاجئين مشيراً إلى معاناة الشعب الفلسطيني من خلال فرض الوقائع على الأرض وإعلان إسرائيل الأخير عن خطط بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس.
ولفت بان إلى أن هناك الكثير من التصرفات التي قامت بها اسرائيل فيما يتعلق بالقرارات ذات الصلة بالأماكن المقدسة والخليل وبيت لحم ومنطقة سلوان والشيخ جراح والتوتر المحيط بالقدس داعياً إلى إنهاء النشاط الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني والمخالف للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن الوضع الحالي في قطاع غزة غير مقبول وإن الحصار خطأ يجب أن ينتهي داعياً إلى تطبيق القرار 1701 ومؤكداً استمرار الأمم المتحدة في العمل على تحقيق السلام الشامل ضمن قرارات مجلس الأمن ذات الأرقام 242 و338 و1397 و1515-1850 بما في ذلك مرجعيات مدريد وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية.

وقال بان إن هناك تحديات في العراق.. والأمم المتحدة ترحب بالانتخابات الوطنية التي حصلت هذا الشهر وإن من سلم أولوياتها في السودان ضمان الانتخابات الوطنية لكل السودانيين.

بينغ : اسرائيل مستمرة بتحدي المجموعة الدولية

من جهته قال جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: إن إسرائيل تستمر بتحدي المجموعة الدولية من حيث مضاعفتها لاختراق القرارات الدولية ومجلس الأمن والقانون الدولي مشيراً إلى أن هذا الاختراق يسهم في إبعاد الحل السلمي وتطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام مؤكداً أن استمرار الاحتلال الاسرائيلي بعمليات القمع في الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات يشكل مصدر قلق عميق بالنسبة لنا ويجب إدانته بشدة.

وأضاف بينغ أن الاتحاد الإفريقي مصمم على تأييد كفاح الشعب الفلسطيني وهذا ما تجلى في القرار رقم 16 لمجلس الأمن الإفريقي الذي وضع خطة لمواجهة القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وقال بينغ إن العمل التاريخي الذي جمعنا انجز اللجنة الدائمة للتعاون الإفريقي العربي التي عقدت اجتماعين هامين في مجال التعاون الاقتصادي الأول هو الاجتماع الوزاري الإفريقي العربي للتنمية الزراعية وللأمن الغذائي حيث ان الخطة المشتركة التي اعتمدت تمثل تقدما هائلا في جهودنا المشتركة التي ستتم مراجعتها في القاهرة بين 19 و21 نيسان القادم.

وأضاف بينغ.. إن هذه الخطط الكبيرة يمثل تنفيذها مساهمة كبيرة في تمتين علاقاتنا الاقتصادية المدعومة بجهدنا المشترك للبحث عن حل للخلافات وعلى الأخص في السودان والصومال.

وأكد بينغ ضرورة الوصول إلى تسوية سياسية لمشكلة دارفور.. والاتحاد الإفريقي سيقوم بالعمل على تنفيذ هذه التوصيات بالتعاون مع الأطراف السودانية وجامعة الدول العربية.

وأضاف بينغ.. إن الاتحاد الإفريقي تعهد بالوقوف إلى جانب الدول العربية وشعوبها والى جانب الدول الإسلامية وجميع الشعوب المناصرة للسلام والعدالة.

بدوره قال اكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: إن مدينة القدس تعيش مخاض ظروف عصيبة إذ بات يهددها خطر داهم محدق وبات ينتظرها اليوم مستقبل مظلم قاتم يطبق عليها الخناق من كل جانب فعمليات التهويد الاسرائيلية قائمة على قدم وساق من بناء الكنس وتهجير سكانها الفلسطينيين ومحو هويتها التاريخية وحفر الأنفاق التي تهدد أسس المسجد الأقصى وتكثيف الاستيطان وتطويقها بالجدران العازلة.

وأضاف إحسان أوغلو.. أن ما تقوم به اسرائيل في القدس يعتبر انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني مؤكداً أن وضع القدس الحالي يستدعي وقفة حازمة لمواجهة التحدي الإسرائيلي السافر ووقفة استثنائية لوضع استثنائي لا يوجد معه فرض كفاية بل فرض عين واجب على كل مسلم أن يسهم في نصرة القدس وإنقاذها من براثن العدوان.

وقال إحسان أوغلو إن قضية القدس بحاجة ملحة إلى دعم مالي كبير لتمويل القطاعات الحيوية في المدينة ولمواجهة أنشطة الأموال اليهودية التي تتدفق على المستوطنات لمصادرة الأراضي غير المستغلة لتهويدها كما ان هذا الدعم المالي ضروري لمساعدة سكان القدس على الصمود.

ولفت احسان أوغلو إلى استمرار الجهود في المنظمة لتنفيذ توصيات لجنة التحقيق الدولية في جرائم الاحتلال خلال العدوان على غزة وفي طليعتها إيجاد الآليات الضرورية لإحالة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب في القطاع إلى محكمة الجزاء الدولية.

وأشار إحسان أوغلو إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي واصلت دعمها لوحدة السودان وأهله كما أيدت جهود اللجنة العربية الإفريقية برئاسة قطر للوصول إلى اتفاق شامل في دارفور والى اقتراح المنظمة القيام بمبادرة مشتركة تحت الرعايات العربية والإفريقية والإسلامية وبتنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية في السودان لتحفيز مواطني جنوب السودان على العمل من أجل الحفاظ على وحدة السودان.

وقال إحسان أوغلو إن المنظمة تدعم وحدة العراق وسيادته واستقلاله والحفاظ على هويته العربية والإسلامية.

وأكد إحسان أوغلو في ختام كلمته ضرورة التعاون البناء بين منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية لتحقيق الأهداف المشتركة معرباً عن أمله في أن تكون هذه القمة مناسبة للعمل الفعال مع التحديات التي نواجهها لنصرة قضايانا العادلة.

من جهته قال سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا في كلمة له إن بلاده تؤمن بسلام دائم وشامل يتضمن وضع حد للصراع الاسرائيلي مع لبنان ومع سورية وعودة الجولان إلى سورية.

وأضاف برلسكوني.. إننا نحمل رسالة نعبر فيها عن تصميم مثابر في السعي إلى حل سلمي ومسؤول وفي أفق زمني قريب لا يتجاوز السنتين كحد أقصى وفق ما حدد في تصريح اللجنة الرباعية معرباً عن أمله في أن يستجيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى النداء الموجه إليه من المجتمع الدولي بكل أطرافه للقيام بمبادرات ملموسة وإيجابية لتحسين ظروف الحياة اليومية للفلسطينيين والإسهام في تأسيس علاقة جديدة ودقيقة بين الأطراف.

ولفت رئيس الوزراء الإيطالي إلى أنه لم يعد بالإمكان التسامح وتحمل الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة وعلينا تقديم أمل للشعب الفلسطيني.

وقال برلسكوني.. أكدنا لإسرائيل مجدداً أن قراراتها الأخيرة بشأن المستوطنات وخاصة في القدس ذات نتائج عكسية ومن شأنها الإضرار بشكل بالغ الخطورة بفرص استئناف الحوار وهذه الأعمال المنفذة والمعلنة عشية استئناف المفاوضات لا تسهل الوضع معرباً عن أمله في أن تستمع إسرائيل إلى صوت الأصدقاء مثل صوت إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف بوساطة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عبروا في الثامن من كانون الأول الماضي بشكل متوازن عن الإستراتيجية الواجب اتخاذها من أجل إحياء عملية السلام وإن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية في تناغم تام.. واللجنة الرباعية توصلت مؤخراً إلى نتائج محددة تدعمها إيطاليا.

وأضاف برلسكوني.. إن عملية السلام في الشرق الأوسط جوهرية أيضاً لضرورة ضمان الاستقرار والرخاء الاقتصادي في المنطقة مشيراً إلى أن إيطاليا ملتزمة بفاعلية في تعزيز البعد الشرق أوسطي للتوجه الأوروبي ليس على الصعيد السياسي وحده بل على صعيد الموارد المالية الواجب تخصيصها لمبادرات التعاون.

بدوره قال عبد السلام التريكي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إن غطرسة إسرائيل وعدم التزامها بقرارات الشرعية الدولية التي تتهرب من تنفيذها تحت حماية دول كبرى أفشل الجهود الدولية والإقليمية في حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في سورية ولبنان.

وأشار التريكي في كلمته إلى الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يحرم ما يربو على مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة من أبسط حقوقهم الإنسانية والمعيشية إضافة إلى التعدي المستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والضفة الغربية واستيطان يأكل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية.

وأعرب التريكي عن اعتقاده بضرورة إعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة والعمل على اعتماد قرار من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة ينشئ دولة فلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 ويعتمد دخول فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة.. وهذا يتطلب قراراً عربياً يتبعه دعم إسلامي ومن جانب دول عدم الانحياز يخلق قوة دفع دولية تعزز من تحقيق هذا الهدف.

وقال التريكي.. إذا اجتمعت الإرادة العربية على جعل الأمم المتحدة ركيزة للتحرك العربي الجماعي فإن الدول العربية ستكون قادرة على دفع اولوياتها وصولاً إلى تحقيق طموحات شعوبها المشروعة في العيش في أمن ورخاء آملاً في أن تدشن قمة سرت العربية تحركا جاداً على هذا المسار بما يساهم في تعزيز الجهود الرامية إلى إرساء قواعد نظام دولي متعدد الأطراف يقوم على العدل والمساواة ويحقق الأمن والسلام للجميع.

وقال التريكي.. لقد سعيت منذ تولي مهام رئاسة الدورة 64 للجمعية العامة للدفع ببعض أولويات عالمنا العربي على الأجندة الدولية من التعامل مع تقرير غولدستون حول الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة التي تم ارتكابها في غزة ومسائل نزع السلاح ومنع الانتشار النووي مشيراً إلى انعقاد اجتماع رفيع المستوى بالجمعية العامة يوم 19 نيسان المقبل لمناقشة ملف نزع السلاح ومنع الانتشار النووي لما يشكله من تهديد للسلم والأمن الدولي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

ودعا التريكي في ختام كلمته القادة العرب إلى إنهاء جميع الخلافات والعمل معاً من أجل مواجهة الأخطار التي تحدق بالامة العربية سواء في فلسطين أو السودان أو الصومال او غيرها من الأقطار العربية.

من جانبه، قال ميغيل انخل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي إن تحقيق السلام يتطلب انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الجولان السوري المحتل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومبدأ الأرض مقابل السلام.

ولفت موراتينوس في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثانية والعشرين في مدينة سرت الليبية اليوم إلى أن من أهم أولويات الاتحاد الأوروبي الانخراط في عملية السلام في الشرق الأوسط والتزامه بحل الصراع العربي الإسرائيلي على المسارات الفلسطيني والسوري واللبناني معتبراً أن تحقيق السلام يشكل مصلحة أساسية لجميع الأطراف بما فيها الاتحاد الأوروبي.

وأكد موراتينوس أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بأي تغيير طرأ على حدود عام 1967 بما فيها القدس ولا يعترف بضم القدس.

وأشار موراتينوس إلى أنه حتى يكون هناك سلام حقيقي فلا بد من إيجاد طريق للمفاوضات لحل وضع القدس موضحاً أن الاتحاد مارس ضغطاً على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء كل النشاطات الاستيطانية في القدس والضفة الغربية فوراً مشيراً إلى أن الاستيطان غير شرعي حسب القانون الدولي.

وعبر موراتينوس عن قلق الاتحاد من الوضع في غزة والتزامه بتجنب تكرار المأساة مشيراً إلى أن غزة معرضة اليوم مرة أخرى لكارثة أسوأ من التي شهدتها داعياً إلى تجنيب المدنيين تبعية الصراع السياسي ورفع الحصار عن غزة.

وقال موراتينوس إنه لا بد من قيام الدولة الفلسطينية وإن هذا يجب أن ينجز وفق جدول زمني متفق عليه ولا يمكن الانتظار أكثر حيث إن هذا هو هدف الجهود الحالية لاستئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإن إسبانيا والاتحاد الأوروبي يدعمان هذه الجهود ويدعوان لبدء المفاوضات دون أي تأخير حيث إنه لا بد من الفهم أن الفلسطينيين يستحقون أن يكون لديهم دولتهم.

وأضاف موراتينوس إن المنطقة تواجه تحديات لم تر مثلها من قبل وادعو العرب والأوروبيين لتبني تحالف قوي من أجل السلام وحل الصراع العربي الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى