36 قتيلا في اعتداءين انتحاريين وقعا في مترو موسكو
فجرت انتحاريتان نفسيهما الاثنين في محطتين لقطارات الانفاق بوسط موسكو ما ادى الى مقتل 36 شخصا على الاقل في ساعات الازدحام الصباحية
كما اعلنت النيابة
العامة الروسية.
وقال المتحدث باسم لجنة التحقيقات في النيابة العامة فلاديمير ماركين ان "24 شخصا قتلوا و17 شخصا اصيبوا بجروح في الانفجار الذي وقع في محطة لوبيانكا. اما في محطة بارك كولتوري فقتل 12 شخصا واصيب 15 بجروح".
واضاف "في بارك كولتوري، وبحسب المعطيات الاولية، الهجوم نفذته انتحارية. بحسب اشلاء جسدها الجاري تحليلها حاليا فقد وضعت المتفجرة على مستوى الخصر. الامر نفسه حصل في اعتداء لوبيانكا".
وتابع "حتى الساعة لم نتلق اي اتصال يتبنى" الاعتداءين مشيرا الى ان شرطة موسكو "وضعت في حالة تأهب قصوى". وكشف مصدر في الاجهزة الامنية لوكالة انترفاكس ان السلطات اصدرت مذكرة جلب بحق امرأتين رافقتا الانتحاريتين حتى المترو.
واضاف المصدر "بعدما جرى فحص اشرطة فيديو كاميرات المراقبة، تم جمع معطيات حول امرأتين رافقتا الانتحاريتين الى مدخل المترو. البحث جار عنهما".
ووقع الانفجار الاول في قطار اثر توقفه في محطة لوبيانكا في وسط موسكو قرب مقر اجهزة الاستخبارات الروسية، كما اعلنت متحدثة باسم وزارة الاحوال الطارئة الروسية لوكالة فرانس برس. وبعد دقائق وقع انفجار ثان في عربة قطار اثناء توقفه في محطة بارك كولتوري في وسط موسكو ايضا.
واكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين ان روسيا ستحارب الارهاب بدون تردد وحتى النهاية، وامر بتشديد الاجراءات الامنية في قطاع النقل في سائر انحاء البلاد.
ونقلت وكالات الاعلام الروسية عن مدفيديف قوله في ختام اجتماع طارىء دعا اليه اثر الاعتداءين ان "سياسة قمع الارهاب في بلدنا ومكافحة الارهاب سوف تستمر".واضاف الرئيس الروسي "سوف نواصل عملية مكافحة الارهاب بدون تردد وحتى النهاية". وخلال الاجتماع اصدر الرئيس اوامره بتشديد الاجراءات الامنية "بشكل كبير" في قطاع النقل في سائر انحاء البلاد.
من جهته اعلن رئيس جهاز الامن الفدرالي الروسي (اف اس بي) الكسندر بورتنيكوف ان الاعتداءين الانتحاريين يبدوان مرتبطين ب"مجموعات ارهابية" في القوقاز الشمالي.
واوقع الانفجار الاول في محطة لوبيانكا 22 قتيلا فيما اصيب 12 بجروح فيما اوقع الانفجار الثاني في محطة بارك كولتوري 12 قتيلا و7 جرحى.
وسارع عمال الانقاذ الى المكان لكن وكالة ايتار تاس اشارت الى ان اجهزة الاسعاف واجهت صعوبات في الوصول الى موقعي الانفجار بسبب الازدحام الشديد صباحا.
وفي ساحة لوبيانكا قرب محطة المترو التي تحمل الاسم نفسه كانت تتواجد عشرات سيارات اجهزة الاسعاف والاطفاء كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وهبطت مروحية لاجهزة الطوارىء في ساحة لوبيانكا التي تضم مقر جهاز الاستخبارات الفدرالي الروسي الذي حل محل جهاز "كي جي بي" السوفياتي.
وفيما اغلقت المحطات التي وقع فيها الانفجاران، كانت خطوط اخرى للمترو لا تزال تعمل فيما تقوم الشرطة بالتدقيق بهويات الركاب وامتعتهم.
وكانت العاصمة الروسية شهدت في العقد الماضي سلسلة انفجارات دامية تبناها ناشطون من جمهورية الشيشان الانفصالية، لكنها تراجعت الى حد كبير في السنوات الماضية. وسارعت السلطات الى القاء مسؤولية الانفجارين على المتمردين.
وقال الناطق باسم لجنة المدعين للتحقيق فلاديمير ماركين كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية ان "تحقيقا فتح بموجب المادة 205 من القانون الجنائي الروسي اي الارهاب".
وكان رئيس الاستخبارات الفدرالية الكسندر بوروتنيكوف يعد تقريرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع. وفي هذا الوقت نفت السلطات شائعات كانت افادت عن حصول انفجار ثالث في محطة مترو اخرى.
وكانت الشيشان شهدت تزايدا في اعمال العنف ايضا في الاشهر الماضية مع مساعي السلطات المحلية الموالية للكرملين الى قمع انتفاضة اسلامية.
يشار الى ان روسيا انهت السنة الماضية عملية "مكافحة الارهاب" في الشيشان بسبب تحسن الوضع الامني والتي استمرت طوال العقد الماضي. والعنف المتزايد في منطقتي انغوشيا وداغستان حيث هناك غالبية مسلمة اثار مخاوف من قبل السلطات باحتمال امتداد الاضطرابات الى موسكو.
ودانت فرنسا الاثنين ما وصفته بانه اعتداء "همجي" في مترو موسكو والذي اوقع عشرات القتلى والجرحى ووعدت روسيا بتقديم كل الدعم لها. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "اقدم تعازي الى عائلات الضحايا واصدقائهم".
واضاف ان "فرنسا تدين بشدة هذه الهجمات الارهابية وتؤكد لروسيا تضامنها التام معها في مواجهة هذه المحنة المأساوية". واضاف "نرغب في ان يتم بذل كل الجهود الممكنة من اجل احالة المسؤولين عن هذه الهجمات الهمجية الى العدالة".
كما دان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن "بشدة" الاعتداءين الانتحاريين اللذين اوقعا صباح الاثنين 36 قتيلا في مترو موسكو.وقال في بيان "باسم حلف شمال الاطلسي، ادين بشدة الهجمات الارهابية التي وقعت اليوم في موسكو". واضاف راسموسن "لا شيء يمكن ان يبرر مثل هذه الهجمات ضد مدنيين ابرياء"، موجها "تعازيه لعائلات الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى".