علماء: تيار مغناطيسي قادر على تبديل نظرة أدمغتنا للحياة
رجح تقرير علمي وجود علاقة بين تيارات مغناطيسية موجودة في القسم الأيمن من الدماغ وبين مهارات وملكات معينة، على رأسها الحكم المنطقي على الأمور عبر دراسة عواقبها ومحاولة تجنب القيام بأمور قد تترك تبعات سلبية.
وذكر التقرير الذي أعده علماء في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، أن البشر ينقسمون إلى قسمين حيال الحكم على الأمور التي تجري حولها، فيرى القسم الأول أن النية هي أساس النظر إلى العمل واعتباره خطأ أم صواباً، في حين يعتبر القسم الثاني أن الأساس يتمثل في دراسة عواقب الأمور وما يمكن أن تتسبب به.
وأضاف تقرير الفريق العلمي الذي قادته الباحثة ليان يونغ، إن الحكم الصحيح على الأمور مرتبط بنشاط ذهني موجود في منطقة تقع بين الصدغ والفص في الجانب الأيمن من الدماغ، وأضاف أن الأشخاص الذين يرتفع منسوب النبضات الكهربائية لديهم في هذه المنطقة يحكمون على الأمور بناء على النوايا فقط.
وقالت يونغ إنها توصلت إلى نتيجة علمية جديدة مفادها أن التلاعب بالنبضات الكهربائية باستخدام تيار مغناطيسي في هذه المنطقة سيؤدي إلى تبديل حكم الناس على الأمور ودفعهم إلى التفكير في عواقب تصرفاتهم قبل القيام بها.
ولفتت يونغ إلى أن نتائج دراستها تظهر بأن مناطق محددة في الدماغ مسؤولة إلى حد بعيد على طبيعة النظر إلى الأمور، الأمر الذي يعني أن التبدلات التي قد تتعرض لها هذه الأجزاء قد تغيير نظرة الإنسان إلى الحياة والتصرفات.
ولكن غريغوري بيرنز، رئيس قسم الطب العصبي في جامعة "إيموري" لفت إلى أن الدراسة أهملت بعض الشيء التأثير الاجتماعي على قرارات الناس، والتي تدفعهم أحياناً للنظر إلى عواقب التصرفات بصرف النظر عن النوايا.
وأوضح بيرنز وجهة نظره بالقول: "الناس في أغلب الأحيان يتعاملون مع الأمور وفق ما ينتظره المجتمع منهم، والطريقة الوحيدة لمعرفة التصرف الذي قد نقدم عليه لن تظهر إلا على أرض الواقع.
واعتبر بيرنز أن الدراسة "جديرة بالاهتمام،" غير أنه شكك في وجود منطقة محددة في الدماغ مسؤولة بالكامل دون سواها عن تحديد النظرة الأخلاقية للتصرفات البشرية.
وشملت الدراسة 20 شخصاُ فقط، ولذلك اعتبرت يونغ أن نتائجها أولية وبحاجة للمزيد من البحث، وأضافت أن أبحاثها المقبلة ستركز على محاولة تحديد مناطق في الدماغ مسؤولة عن تحديد المحرمات الثقافية، مثل رفض أنواع محددة من الأطعمة أو رفض سفاح القربى مثلا.