شاعرة المليون تتصدى للفتاوى المتشددة عبر قصائدها
يعتبر البرنامج الإماراتي شاعر المليون مساويا لبرنامج American Idol في شهرته بين الخليجيين بشكل خاص، والعرب بشكل عام، فهذا البرنامج يعتمد على ركن من أركان الفصاحة العربية، ألا وهو تأليف القصائد الشعرية، وإلقائها أمام لجنة تحكيم.
وتصل قيمة جوائز هذا البرنامج إلى نحو 1.3 مليون دولار.
إلا أن بعضا من المشاركين مؤخرا اتخذوا من هذا البرنامج منصة للتعبير عن رأيهم في قضايا اجتماعية وسياسية ودينية، لعل أبرزها كان الهجوم الذي شنته المتبارية السعودية، حصة هلال، على رجال الدين المتشددين في فتاويهم، التي يطلقونها بين حين وآخر.
فمن بين الفتاوى التي هاجمتها هلال كانت واحدة أطلقها رجل دين سعودي، يدعو فيها إلى تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء، وقتل كل من يقوم بذلك أو يدعو إليه.
فبالنسبة لهلال، مثل هذه الفتاوى تشعرها بالغضب الشديد، كما أن الطريقة التي يتقبلها الناس فيها تزيد من غضبها، وكل ذلك بسبب الخوف الشعبي من التصدي لرجال الدين هؤلاء، بحسب وجهة نظرها.
ومع أن سلاحها لا يتجاوز الميكروفون الصغير الذي تضعه، لم تتوان هذه السيدة، والأم لأربعة أطفال، عن تحدي المتعصبين، الذين يبثون الخوف والرعب في قلوب من يرغبون بالسلام الكاذب، حسب وصفها.
تقول هلال: "الخبث والوحشية هو ما يسيطر على عقول هؤلاء، فهم بربريون ولا يتطلعون إلى المستقبل."
من ناحية أخرى، أطلقت مجموعة من المواقع الإلكترونية المتشددة تهديدات بقتل حصة هلال، وهو شيء توقعته مسبقا.
تقول هلال: "كتبت قصيدة قوية، وتوقعت ردود أفعال قوية، غير أنني لم أتوقع أن تكون بهذه القوة."
وقد أدت ردود الفعل إلى ذهول الحكام في البرنامج، مما دفعهم إلى التصفيق لها بحرارة، والتأكيد على الدور المهم الذي لعبته النساء العربيات في تاريخ الشعر.
يقول سلطان العميمي، أحد أعضاء لجنة التحكيم: "لقد كتبت قصيدة تعالج قضية واقعية، إلا أن مثل هذه التهديدات غير مقبولة، فالبعض يتحدث حول جواز قتلها، وهذا مرفوض تماما."
وحصة هلال هي أول سيدة تتمكن من الوصول إلى النهائيات في هذه المسابقة التي سيطر عليها الطابع الذكوري، والتي يتابعها نحو 18 مليون مشاهد أسبوعيا.
تقول موزة الدرمكي، إحدى المشاهدات: "أعتقد أنها ستفوز، فهي شجاعة لمواجهتها الجمهور والمجتمع، الذي يرفض ظهور المرأة عبر وسائل الإعلام."
وفي الحلقة الأخيرة من البرنامج، ستعلن لجنة الحكام الفائز في أغلى مسابقة شعرية على الإطلاق، وسواء فازت حصة هلال أم لم تفز، فهي بالتأكيد أدت دورها في التشجيع على تغيير أنماط وسلوكيات هذا المجتمع.