«النعاس الجنسي» مرض جديد يهدّد فراش الزوجية!
عندما يأتي الإنسان بتصرفات جنسية أثناء نومه، فهذا يعني أنه مصاب بمرض يدعى «النعاس الجنسي» أو «المعاشرة أثناء النوم». ويؤكد المتخصّصون في العلاقات الزوجية ان هذه الحالة قد تسبّب الكثير من الاضطراب والقلق والحرج للمريض، وقد تتحوّل إلى مشكلة كبيرة حين تتحوّل
تتلخّص شهادات كل من الأزواج والزوجات في هذه الحالات على الشكل التالي: يقول أحد الأزواج: «لا تكاد تمر ساعات قليلة على موعد نوم زوجتي حتى تبدأ في القيام بحركات وكأننا في علاقتنا الزوجية الحميمة، رغم أنها تكون مستسلمة للنوم!» ويضيف: «تحدثنا إلى طبيبها لكنه لم يبد اهتماماً جاداً بذلك، اذ وصف لها نوعاً من المهدئات أدّى إلى اختفاء هذه الحالة لأسبوعين.ولكن، سرعان ما عاودتها هذه الحالة!».
وفي حالة أخرى، كان الزوج مصاباً بمرض «النعاس الجنسي،» فتحوّل الأمر إلى كابوس انتهى بمأساة عندما فشلت الزوجة في التعايش مع هذه الحالة… فانتهى الزواج الذي دام خمس سنوات بالطلاق!
ما هو النعاس الجنسي؟
في عام 1996، تم تعريف «النعاس الجنسي»، بأنه «حالة طبية قد تعرّض الإنسان إلى خطر الاتهام بالاعتداء الجنسي». لذا، فإن الشخص الذي يدرك أنه مصاب بداء النعاس هذا عليه أن يتعامل مع الأمر بجدية، وأن يتخذ عدداً من الاحتياطات حتى لا تقع له أحداث يتمّ تفسيرها على نحو سيئ، يؤدي به إلى الوقوع في المشاكل. ويشير الدكتور الأميركي مايكل ماجنان الذي يعتبر أوّل من لاحظ هذا المرض وعكف على دراسته منذ العام 1999 إلى «أن الإحصائيات الأولية تشير إلى احتمال إصابة 1 % من إجمالي سكان العالم بداء «النعاس الجنسي»، وهو ما يعني أننا نتحدث عن ملايين المرضى في مختلف أنحاء العالم!».
وقد ورد ذكر «النعاس الجنسي» ضمن التصنيف الدولي لاضطرابات النوم، الذي يمثّل دليلاً يرشد الأطباء المتخصصين في أمراض النوم إلى التشخيص السليم.
لكن بعض العلماء تحدثوا عن الحاجة إلى إجراء العديد من الأبحاث لتمييز النعاس الحسي أو الجنسي كمرض مستقل بذاته، يختلف عن اضطرابات النوم المعروفة.
كيفية اكتشاف المرض؟
وغالباً ما يكتشف الشخص إصابته بهذا المرض عندما يخبره شريك حياته بسلوكياته الجنسية الغريبة أثناء نومه! وقد لا يصدّق هذا الشخص أنه يتصرّف على هذا النحو أثناء النوم، علماً ان ذلك يكون مصدر خلاف محتدم بين الزوجين، لأن من المحرج فعلاً قبول ذلك، خصوصاً حين يشكو أحد الزوجين بأن شريكه لاطفه في علاقة زوجية حميمة، بينما يبدو نائماً تماماً!
وتعلم الغالبية أنه بمقدور الشخص أن يمشي وأن يتكلم وأن يأكل خلال نومه، ولكن الإتيان بسلوكيات جنسية أثناء النوم ليس معروفًا لدى الكثيرين. وقد يجد المصاب بهذه المشكلة صعوبة في الشفاء لأنه يعتقد أن أحداً لن يصدقه.
أي نوع من العلاقة؟
وقد يمارس المريض العلاقة الحميمة الطبيعية أو الملاطفة المعتادة في المعاشرة الزوجية، كما يتضمن الأمر ممارسة «العادة السرية» أثناء النوم أو حتى بعض التصرفات الشاذة.
وتشير الأبحاث، التي أجريت في المركز الطبي في جامعة ستانفورد، إلى أن مرض «النعاس الجنسي» ناتج من خلل في الأمواج الصادرة عن المخ خلال النوم. ورغم أن غالبية الحالات تشير إلى أمراض نفسية، يعتقد الباحثون في جامعة ستانفورد أن المشكلة في حقيقتها ترجع إلى عملية النوم ذاتها. فقد لوحظ أن بعض مرضى «النعاس الجنسي» يعانون من مشاكل عاطفية إضافية قد تؤدي إلى تغيير نمط نومهم ما يجعلهم أكثر قلقاً واضطراباً. ومن الممكن أن يكون سلوك المرضى ناتجاً عن إحباط بسبب مشاكل يختزنها العقل الباطني. ولكن، إذا كان المريض لا يعاني من مشاكل نفسية، فإن اضطراب النوم قد يستمر. لذا، فإن داء النعاس الجنسي قد يكون ناتجاً من مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية المجتمعة معاً، وعبر لفت الانتباه إلى هذا الاضطراب يأمل الباحثون أن يسعى المجتمع الطبي إلى إعادة تعريف اضطراب النوم طبياً بأنه مرض عضوي أكثر من كونه مرضاً نفسياً.
الأعراض
وتتمثّل الأعراض التي يتقاسمها مرضى «النعاس الجنسي» وفق الأبحاث التي أجريت مؤخراً، على الشكل التالي: إدمان المخدرات والمشروبات الكحولية والتعرّض الى الضغط السيكولوجي والفسيولوجي والتعب والإرهاق، وسوء استخدام الأدوية.
كما ورد أيضاً بعض الأمور التي لم تثبت إكلينيكياً، مثل:
> الحركة أثناء النوم ليلاً أو الاتصال بشريك الحياة أثناء النوم.
> انخفاض الاهتمام الجسدي.
> ندرة النشاط في المعاشرة الزوجية وتباعد أوقات ممارستها.
> كثرة الأحلام الجنسية الخيالية.
ويكون مرضى «النعاس الجنسي» ذوي تاريخ يتضمن أنواعاً أخرى من اضطرابات النوم كالتبول في الفراش أو الاحتلام أو المشي أثناء النوم أو طحن الأسنان. وكل هذه الأمور تفترض وجود اضطرابات كيميائية أو نشاط غير طبيعي للعقل. وقد يكون الأمر وراثياً بحسب الأبحاث المحدودة التي أجريت حتى الآن.
وفي الموازاة، يمثّل العنف أثناء النوم أحد الجوانب المظلمة والخطيرة في هذا المرض، باعتباره مشكلة خطيرة للغاية يمكن أن يعرّض حياة الكثيرين للخطر.
فملايين النائمين، وخصوصاً النساء يفاجأن بمن يتلمس أجسادهن، ويتعرضن للاعتداء الجنسي من جانب شخص يغطّ في نوم عميق! فالكثير من الزوجات اللاتي شاء القدر لأزواجهن أن يكونوا مصابين
بـ «النعاس الجنسي» تعرّضن لعنف أثناء الاتصال من جانب أزواجهن. وتزيد حدّة المشكلة عندما تفاجأ الزوجة بأن الزوج لا يتذكر شيئاً عند استيقاظه، أو أنه يدّعي ذلك بحسب اعتقاد الزوجة.
هل يمكن علاج «النوم الجنسي»؟
لم يجرَ الكثير من الأبحاث حول هذا المرض بسبب رفض غالبية المرضى الخضوع للدراسة، بسبب الخجل والحرج.
ورغم ذلك وجد الباحثون علاجاً طبياً أظهر تحسّناً ملموساً في السلوكيات الجنسية المتقطعة خلال النوم، ويسمى هذا الدواء «كلونازبام».
وبشكل عام، يتوجّب على مرضى «النعاس الجنسي» ألا يترددوا في السعي لطلب المساعدة من المتخصصين والأطباء النفسيين أو حتى المتخصصين في الاضطرابات الجنسية واضطرابات النوم.