جنوب أفريقيا: مقتل زعيم اليمين المتشدد يوجين تيريبلانشي
أفادت تقارير بأن زعيم اليمين الأبيض المتشدد في جنوب أفريقيا، يوجين تيريبلانشي، تعرَّض للضرب حتى الموت في مزرعته يوم السبت.
وقالت التقارير إن السلطات المختصة ألقت القبض على اثنين من
المشتبه بهم بالضلوع بقتل تيريبلانشي البالغ من العمر 69 عاما.
ونسب موقع نيوز 24 على شبكة الإنترنت إلى مسؤول في حزب تيريبلانشي قوله إن الزعيم الأبيض "ضرب حتى الموت بأنابيب ومناجل في مزرعته الواقعة شمال غربي البلاد."
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم الشرطة في جنوب أفريقيا قوله: "لقد تم العثور على جثة تيريبلانشي في سريره، وقد ظهرت إصابات على وجهه وعلى رأسه."
قد دعا رئيسُ جنوب أفريقيا جاكوب زوما إلى الحفاظ على الهدوء بعد انتشار خبر مقتل تيريبلانش، قائلا إن على المواطنين عدمَ السماح لأحد باستغلال الوضع لإثارة الكراهية العنصرية.
وذكرت التقارير أنه يُعتقد بأن تيريبلانشي قُتل على خلفية نزاع نشب بينه وبين اثنين من العمال الذين كانوا يعملون لديه ولم يتلقوا أجورهم.
وقد تم اعتقال الرجلين ووجِّهت إليهما تهمة قتل تيريبلانشي الذي كان قد أُطلق سراحه من السجن في عام 2004 بعد أن كان قد أمضى ثلاث سنوات من فترة حكم بحقه لمدة خمسة أعوام بسبب إدانته بجريمة الشروع بالقتل.
وقالت مراسلة بي بي سي في جوهانسبيرج، كارين ألان، إن مقتل تيريبلانشي جاء وسط موجة من تنامي القلق بشأن ازدياد معدل الجريمة في البلاد.
وأضافت المراسلة قائلة إن المعارضة في جنوب أفريقيا تشعر أيضا بالاستياء جرَّاء التصريحات التي تصدر عن فئة قليلة من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والتي ترى المعارضة أنها تساهم بإزكاء نار التفرقة العنصرية في البلاد، وتنم عن شعو بانعدام المسؤولية لدي من مطلقيْها.
يُشار إلى أن نجم تيريبلانشي كان قد لمع في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بسبب تزعمه لحركة نادت بـ "تفوق العنصر الأبيض" ودعت إلى وضع حد للجهود التي سعت لإنهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) السابق في جنوب أفريقيا.
وقد اتُّهم حزب تيريبلانشي "حركة المقاومة الأفريقية" (AWB) باتباع تكتيكيات إرهابية، لطالما هدد بخوض حرب أهلية خلال الفترة التي سبقت أول انتخابات ديمقراطية في جنوب أفريقيا في عام 1994، وانتخب فيها الزعيم نيلسون مانديلا كأول رئيس أسود للبلاد.
وكانت حكومة بي دبليو بوثا في جنوب أفريقيا قد تبنت خلال ثمانينيات القرن الماضي خطة دستورية تسمح للآسيوين وأفراد الأقليات العرقية الملونة (أي ذوي الأعراق المختلطة) بالتصويت لانتخاب برلمان يقوم على مبدأ نظام الفصل العنصري.
ورأى المحللون أن تلك الخطوة شكَّلت بالنسبة لتيريبلانشي وأمثاله "بداية الانزلاق نحو الديمقراطية والشيوعية وحكم السود ودمار الأمة الأفريقية".
وعلى الرغم من أن تيريبلانشي كان يزعم في المناسبات أن حركته هي عبارة عن "منظمة ثقافية"، وذلك على الرغم من حمل عناصرها للسلاح وارتدائهم الزي الموحد، فلم يخف الزعيم الأبيض المتشدد وعوده بالقتال لهدف جلي وواضح، وهو "بقاء القبيلة البيضاء في أفريقيا".
وكان أنصار "حركة المقاومة الأفريقية" قد المنظمة قبل نحو عامين، وذلك تحت غطاء الجهود الرامية لتشكيل جبهة موحدة تنضوي في إطارها الجماعات اليمينية للبيض المتشددين في جنوب أفريقيا.