محمد حمود :لا أهتم للتوقيع بالأخضر بل أعيش تفاصيل عمل مؤسستي لأنها تجعل قلمي مسموعا
مستمع بارع لأفكارك ودبلوماسية في التعامل مع الموقف التي تحيط به . كمية كبير من التواضع الذي يتحلى به السيد محمد حمود مدير عام المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية وربما هذا هو سر النجاح . يعرف أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ويسيرا مدركاً أنه سيصل إلى
أهدافه.
في جلستنا التي قصدناه فيها للحوار حول تطور المؤسسة وواقعها الإقتصادي جذبنا الحديث معه إلى أيام الصبا والشباب والدراسة على مقاعد الجامعة فكان رحب الصدر معنا مدرك الأهمية الكبرى لكلمة شباب، دقيق في الإجابة، حازم في الإدارة وهذا نص الحوار الذي دار بيننا :
– هل أمكن لكم أن تضعونا بصورة عمل المؤسسة في السنوات الأخيرة وما قمتم به ؟
أرحب بكم بداية وأشكركم على اهتمامكم الدائم بعمل مؤسستنا وتطورها، بالنسبة للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية خلال الفترة السابقة حققت قفزات كبيرة سواء في المعارض الداخلية أو الخارجية أو على صعيد الإرادات والسبب في ذلك العقل المؤسساتي الذي يسود العمل والذي يعود عليها بالجدوى الاقتصادية و بالريعية نتيجة ما تحققه المؤسسة من خلال المشاريع التي تقوم بها.فمثلاً على صعيد المعارض المتخصصة ازداد عدد المعارض المتخصصة وقفزت قفزات كبيرة خلال السنوات السابقة ففي العام الماضي كان عدد المعارض التي أقيمت على أرض المعرض 56 معرضا أما الآن من المتوقع أن يصل عدد المعارض إلى 68 معرض وهذا مؤشر على تطور كبير جدا في آلية العمل وهذا مؤشر جيد عندما نتجه إلى التخصص في المعارض ، وعندما تأخذ بعين الاعتبار حجم المشاركات الأجنبية في هذه المعارض حيث تصل لحوالي 40% مشاركات خارجية.
ما هو السبب الرئيس في التطور الكبير الذي خص صناعة المعارض ؟
القرارات الاقتصادية والسياسية الصائبة ونتيجة خلق مناخ اقتصادي للاستثمار وبيئة استثمارية ملائمة مما شجع المستثمرين للدخول للسوق السورية وبالتالي انعكس على زيادة عدد المعارض وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما تطورت العلاقات الاقتصادية مع تركية لا حظنا أن ذلك ترجم عمليا في حجم المشاركات التركية في المعارض التي أقيمت في العام السابق ونلاحظ الآن هناك حجوزات كبيرة من شركات تركية لإقامة المعارض في السوق السورية . وهذا عندما يكون هناك علاقات اقتصادية متطورة يترجم لواقع ملموس في زيادة عدد المعارض فالمعارض قاطرة أساسية من قاطرات التصدير فلذلك عندما تكون هناك مناخ اقتصادي صحيح وعندما تكون هناك بيئة استثمارية صحية تنعكس بشكل واضح على عمل المعارض وصناعة المعارض وتطورها.
حبذا لو تضعنا بصورة أرباح المؤسسة التي حققتها في عام 2009م ؟
أرباح هذا العام تفوق 950مليون ليرة سورية وهذا يدل على أن المعارض مؤسسة اقتصادية رابحة وناجحة في آلية عملها و استطاعت تحقيق إيراد مالي لخزينة الدولة .
اليوم سورية تتجه للتطوير الإداري ما الذي قمتم به في هذا الإطار؟
التطوير والتحديث هي عملية مستمرة وليست أنية والتطوير الإداري جزء من هذه المسيرة التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد ويجب أن يكون التطوير الإداري بشكل دوري والتطوير والتحديث يجب أن لا يقف عند حد معين وأن لا يحصر نفسه بقوالب جامدة ، ونحن دائما نقوم بالدورات التدريبية للعاملين ونحاول أن نجري تنقلات إدارية لمصلحة المؤسسة والمهمة الأساسية في مسألة التطوير الإداري هي أولا الاستفادة من خبرات الغير وهي أن تستفيد من أخر ما توصل إليه الغير فنحن نقيم دورات تدريبية بالتعاون مع نقابة المهندسين وبالتعاون مع المراكز المتخصصة بالتطوير وهناك دورات تدريبية نقيمها خارج سورية وهناك معارض نشارك فيها ونستفيد من خلال الاحتكاك مع باقي الدول مما ينعكس على خبرة وأداء العاملين في هذه المؤسسة والتطوير الإداري أسسه التدريب المستمر وأنا مع زميلي مدير التخطيط والعلاقات في المؤسسة نبحث عن الدورات المتخصصة التي يمكن للعاملين الاستفادة منها وليس فقط ما يتعلق بالتطوير الإداري فالمؤسسة تساهم برفع السوية العلمية والثقافية والفكرية لموظفيها بإخضاعهم لدورات للغة الإنكليزية والكومبيوتر والمحادثة والبرتوكولات الإدارية وهذه الدورات تتم على عدة مراحل
كما نعمل على إيفاد عدد من الموظفين للاستفادة من تجارب الدول الأخرى في التطوير والتدريب الإداري وبالنتيجة المؤسسة العامة للمعارض هي المستفيد الأول من تدريب موظفيها وتطورهم ونقل الخبرات إلى أقرانهم.
ماهي الصعوبات التي تعترض عمل المؤسسة العامة للمعارض؟
بكل شفافية المؤسسة رابحة و قادرة على التصرف بايراداتها بما يطور عملها ولذلك حجم الصعوبات قليلة جداً وعمل المؤسسة الخاص يقودها الى التميز وذلك يحملنا عبء في الانتقال الى خطوات أكبر وتطوير مفاصل العمل بشكل دائم، ويظهر ذلك من زيادة عدد المعارض وارتفاع ايرادات اليانصيب و المعرض الخارجية التي حققت حضوراً بالأسواق العالمية للمنتج السوري .وقد أعلنا عن مناقصة لاشادة صالة دولية بمساحة 6000 متر مربع وستكون على نظام المسابقات وهذه أفضل طريقة لهكذا مشاريع وتم تشكيل لجنة محكمين بقرار من وزيرة الاقتصاد لاختيار التصميم الأفضل لصالة دولية جديدة بمواصفات عالمية وحضارية.
معروف عن مؤسسة المعارض سمعتها الطيبة في التعامل مع القطاع الخاص "مؤسسة الدولة المحبوبة من القطاع الخاص" وهناك تعاون كبير وتناغم على أرض الواقع؟
أتمنى أن يكون لكل مؤسسات الدولة علاقة طيبة مع القطاع الخاص لأنه دائماً كما قال القائد الراحل" سورية هي ورشة عمل كبيرة" ومطلوب من كل أبنائها بناءها وليس لدينا تمييز بين قطاع عام أو خاص وبالعكس ما يميزنا وجود قطاع مشترك فاعل على الأرض وبوجد القطاعات الثلاثة وبعملها بالتوازي يتطور الاقتصاد السوري نحو الأمام وأنا أحرص على حالة التشاركية بين القطاع العام والخاص وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد من منطلق أننا جميعاً أبناء هذا الوطن ومكونات هذه البلد عبارة عن لوحة فسيفسائية متناغمة كل قطعة تكمل الأخرى.
ماذا غير القلم الأخضر بشخصية الأستاذ محمد حمود؟
يبتسم!! ويضيف ما أزال أوقع بالقلم الأزرق وموضوع التوقيع بالأزرق أو الأخضر أو الأحمر لا يهم فالأجدى أن تدرك عمل مؤسستك تماماً وتعيش تفاصيلها ويكون قلمك حينها مسموع مهما كان لونه، وهذا يأتي نتيجة تراكم الخبرة والاستقرار بالمؤسسة وحالة الاستقرار جداً مهمة وهي التي تهيئ لقرارات أقرب للدقة. فحالة الاستقرار بالمؤسسة بين تكليفي كمعاون مدير عام ومدير عام لم تغير بنمط عملي لأني عشت تفاصيل المؤسسة بشكل يومي، والذي اختلف هو زيادة العبء كمدير عام، وسر نجاح أي مدير هو فريق العمل ويستحيل أن نقول أن المدير العام هو الذي يصنع مؤسسة بمفرده. ودائماً يفترض أن توقظ المزايا الخفية في العاملين لديك وتنمية النواحي الايجابية وتعظمها وبالنتيجة من المهم أن تعزز حالة الانتماء للعامل في المؤسسة ويعتبرها مثل بيته ويبنيها بإخلاص لأن استمرار حياته بهذه المؤسسة .
ماهو عدد الموظفين في المؤسسة العامة للمعارض ؟
يجاوز عدد الموظفين في المؤسسة 500 موظف بين مؤقت ودائم.
سورية تتجه إلى اقتصاد السوق الاجتماعي، كيف تقرؤون بعض ملامحه؟
لاقتصاد السوق الاجتماعي شقين: اجتماعي وسوق والجانب الاجتماعي هو الذي يخفف من وطأة معاملات هذه السوق واقتربنا في سورية إلى تحقيق هذه المعادلة ومجموع ردات الفعل الناتجة عن هذا التحول كانت طفيفة ومن خلال جولتي على العديد من دول العالم فنحن بألف خير وبالتأكيد نحن نسير عل الطريق الصحيح والعقبات موجودة في أي مكان ونحن نعمل على تعزيز نظام السوق الاجتماعي لأننا لا نستطيع العيش بمعزل عن محيط العالم الموجود ولابد من الانسجام مع مجموع اقتصاديات العالم.
حبذا لو تحدثنا عن الجانب الإنساني في شخصية الأستاذ محمد حمود؟
تخرجت من كلية الحقوق بعام الـ89 وتعينت بالجهاز المركزي للرقابة المالية برتبة مفتش واستمريت عشر سنوات وبعدها تم نقل ملاكي من وزراة المالية الى وزراة الاقتصاد وتم تكليفي بمدير تخطيط ثم مدير المعارض الخارجية ثم معاون مدير عام وفي سنة 2008 تم تكليفي بادارة المؤسسة. و أنا أب لأربعة أطفال (ثلاث بنات وصبي)
اليوم في سورية أصبحت المؤسسات تدرك أهمية العامل الإعلامي الذي أدركته المؤسسة باكراً، كيف حققتم هذا التواصل وأهميته بالنسبة اليكم؟
العامل الإعلامي مهم لكل المؤسسات لأن هذا الجهد الذي تبذله إن لم يظهر ويوضح للعالم ماذا تعمل فبالقطع سيظل قاصر وفاقد لأهميته والإعلام مسألة جداً مهمة في حياة المؤسسة وقطاع المعارض.
كلمة أخيرة ؟
شكرا لكم على هذا اللقاء الشييق والجميل