إلهام القاسمي.. أول إمرأة عربية تسعى إلى القطب الشمالي

آن بياتريس كلاسمان: تجلس الفتاة الإماراتية إلهام القاسمي في حالة توتر وهي تترقب موعد خوضها مغامرة تستغرق ثلاثة أسابيع تتزلج خلالها الى القطب الشمالي، بداية من خط العرض 89.
تتناول إلهام مشروب الشاي بالنعناع بأحد فنادق دبي الفاخرة انتظارا لانطلاق رحلة العمر "لأول امرأة عربية" تطأ بقدماها القطب الشمالي بعد فترة من التدريبات استمرت ستة أشهر تعلمت خلالها كيفية مواجهة العيش في ظل ظروف جوية قاسية تصل خلالها درجات الحرارة إلى أقل من 60 درجة تحت الصفر.

تؤكد إلهام أن الهدف من المغامرة ليس فقط "اثبات التحدي الجسدي، وإنما تحفيز المرأة الامارتية والمسلمة للخروج من نمط الحياة الروتينية وخوض مغامرة تجسد طموحها للوصول إلى أعلى الغايات".

قالت إلهام في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" اليوم الأحد إنها تلقت الكثير من الرسائل الالكترونية المشجعة من المملكة العربية السعودية وسوريا وغيرها من الدول العربية، وأعربت عن سعادتها بهذه التجربة الفريدة.

وأوضحت القاسمي "إذا نجحت من خلال هذه المحاولة في تحريك سيدتين عربيتين لاجتياز الحواجز الصعبة، فسيكون هذا مصدرا لسعادتي".

ستنتقل إلهام إلى ظروف جوية تختلف تماما عن درجة الحرارة السائدة الآن في بلادها والتي تصل إلى 30 درجة مئوية، وستتجه المغامرة عبر مدينة ميونيخ الألمانية ومنها إلى العاصمة النرويجية أوسلو، ثم منها الى جزيرة تابعة للنرويج وبعدها ستستقل طائرة صغيرة إلى المعسكر الرئيسي لاكتشافات القطب الشمالي.

ومن هناك ستنطلق الرحلة عن طريق مزلجة تجرها بنفسها، بمرافقة إيطالي وآخر بريطاني، بالإضافة إلى المرشد الأمريكي الخبير في شئون القطب الشمالي.

وقررت إلهام حمل جميع لوازمها الشخصية التي تزن 30 كيلوجراما فوق زلاجة تسير خلفها وأوضحت أن استخدام الكلاب لجر مزلجة مكلف للغاية رغم وجود جهات راعية لهذه الرحلة.

وتوقعت الشابة الإماراتية -27 عاما- أن تستغرق الرحلة أسبوعين قبل أن تعود مرة أخرى إلى المركز بواسطة مروحية.

أكدت إلهام أنها أعدت نفسها جيدا بالتدريب مع المرشد لمدة خمسة أيام خلال شهر كانون ثان/يناير الماضي في مينوستا لتعلم التزلج لمسافات بعيدة وكيفية الاقامة في الخيمة الباردة، وعن ذلك، قالت إلهام "في ظل درجة حرارة تقل عن 20 درجة تحت الصفر تكون الحياة صعية ، خاصة إذا بقى الانسان دون حركة".

الطريف أن إلهام أعدت جسدها بشكل خاص للمهمة الشاقة بزيادة وزنها وممارسة التدريبات الرياضية لتقوية العضلات، وكشفت عن أن وزنها بلغ 52 كيلوجراما، في حين أن طولها 60ر1 متر، وأعربت عن اعجابها بعضلاتها الجديدة التي لا يظهر منها أي شيء، بفضل العباءة السوداء الواسعة التي ترتديها.

وعن تجربتها في العاصمة لندن، قالت القاسمي إنها عاشت هناك خمس سنوات أنهت خلالها دراستها وعملت بأحد البنوك، حيث رأت اهتمام الزملاء حولها بتحقيق طموحاتهم قبل أن يصلوا إلى الخامسة والثلاثين، وقالت لنفسها ان الجميع ينسى في خضم هذه الأحداث أن يعيش حياته الطبيعية.

تعلم إلهام من قصص وحكاوي جدتها أن ظروف الحياة في وطنها الإمارات كانت شاقة للغاية قبل 60 عاما ولم تقل ضراوة عن المواقف التي ستواجهها في مغامرتها المقبلة ، ولم تنس الجدة اخبار حفيدتها عن الخيام التي كانوا يعيشون فيها في الصحراء دون تكييف، وفي درجات حرارة مرتفعة للغاية واضطرار الأشخاص لركوب الحمير للتسوق ، في الوقت الذي تذهب فيه الحفيدة اليوم إلى مراكز التسوق في سيارة رباعية الدفع.

تحولت دبي الآن، وصارت مدينة حديثة بكل ما تحمله الكلمة من معان، وأصبح سكانها يفكرون بكثير من المنطق رغم أنهم يمثلون نسبة 10% من مجموع السكان.

ورغم التقدير الكامل للمغامرة ، غير أن سفر الفتاة الجميلة إلى بقعة بعيدة على سطح الأرض، دون مرافق من الأهل والأقارب، يثير استغراب الجميع.

اعترفت القاسمي أن فرصها في الزواج في مجتمعها المسلم ستتقلص بسبب هذه المغامرة وأشارت إلى أن معظم الانتقادات لهذه المغامرة جاءت في الصحف الإماراتية من جانب الرجال الذين طالبوها بالبقاء في منزلها وانتظار زوج المستقبل.

ترفض القاسمي هذه الطريقة "العقيمة" في الزواج وتقول إنها تفضل البقاء بدون زواج، إذا لم يتفهمها زوجها ويقدر طموحها.

وعن فارس أحلامها، تقول "أتمنى أن يكون رياضيا ومحبا للمغامرة وألا يوقف طموحاتي" وتضيف أنها لم تحدد حتى الآن خطواتها المستقلبية في أعقاب الرحلة ومدى امكانية عودتها إلى لندن مجددا، واختتمت حديثها بالقول "أفتقد عملي للغاية، ولكني أركز كل تفكيري حاليا على قهر القطب الشمالي خلال أسبوعين.. لن أفكر في أي شئ آخر