أوباما يدعو إسرائيل إلى الانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة النووية
أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء عن أمله في أن تنضم اسرائيل إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، رافضا التعليق على موضوع الترسانة النووية التي لم تقر اسرائيل يوما بامتلاكها بشكل علني.
وردا على سؤال حول هذا الموضوع خلال المؤتمر الصحفي الذي اختتمت به قمة الأمن النووي في واشنطن، قال أوباما "فيما يتصل بإسرائيل، لا أريد التعليق على برنامجهم. لقد شجعنا كل الدول على ان تكون أعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي. إذن لا تناقض".وأضاف "سواء تحدثنا عن اسرائيل او عن اي دولة اخرى, نعتقد ان الانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي أمر مهم. ليس هذا موقفا جديدا، كان ذلك رأي الحكومة الأمريكية حتى قبل إدارتي".وأحجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المشاركة في قمة واشنطن النووية وأوفد مكانه الوزير المكلف شؤون الاستخبارات دان ميريدور.واعتبر هذا القرار الذي جاء في ذروة ازمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية قضية الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة ترجمة لمخاوف إسرائيل من أن تضطر الى شرح أمر ترسانتها النووية المفترضة.وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان نتنياهو أبدى قلقه من مشاركة عدد من الدول الإسلامية في القمة مثل مصر وتركيا، سبق أن اعلنت أنها ستمارس ضغطا على اسرائيل لتفتح منشاتها النووية امام التفتيش الدولي.وتؤكد اسرائيل في المقابل أن طهران تطور برنامجا نوويا عسكريا تحت ستار اغراض مدنية ولم تستبعد توجيه ضربة عسكرية لايران.من جهة أخرى طالب اكثر من ثلاثة أرباع اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ادارة الرئيس باراك اوباما الثلاثاء بالتهدئة مع اسرائيل بعد الخلاف الذي اثاره القرار الاسرائيلي بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة.ففي رسالة وجهت الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون دعا 76 عضوا في مجلس الشيوخ من اصل 100، وزيرة الخارجية الى "تجديد تأكيد العلاقات التي لا تنفصم بين الولايات المتحدة واسرائيل والى احتواء سريع للتوتر" القائم مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.وجاء في الرسالة "نكتب لكم لنطلب فعل كل ما هو ممكن حتى لا تؤدي التوترات الحالية الى تعطيل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية أو الاضرار بالعلاقات الاسرائيلية الأمريكية".واضاف اعضاء مجلس الشيوخ "نعتقد في شكل قاطع انه من المهم جدا لاسرائيل وللفلسطينيين أكثر من اي وقت مضى، اجراء مفاوضات مباشرة بدون اي شروط مسبقة من هذا الطرف او ذاك".ورأوا ان الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة ينبغي الا يؤثر على المصلحة المشتركة المتمثلة في استئناف المفاوضات في الشرق الاوسط وفي "منع ايران من حيازة السلاح النووي".وقد دعا اوباما المجتمع الدولي الى التحرك "بشجاعة وسرعة" لفرض عقوبات جديدة على ايران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.وقال خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة واشنطن حول الامن النووي "امل أن نتقدم بشجاعة وسرعة".وشدد على تقدم الجهود الأمريكية في هذا الصدد، داعيا الى المقارنة بين "ما كنا فيه قبل عام" و"واقع أن روسيا والصين تبحثان قرارا في الأمم المتحدة" مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن.وأكد أوباما أن "الولايات المتحدة لا تحرز تقدما بمفردها" و"الرسالة" التي وجهت الى طهران عبر التلويح بعقوبات مفادها ان "امام ايران نهجا اخر لسلوكه" هو غير النهج القاضي بتحدي المجتمع الدولي ببرنامجها النووي.وتعهد أوباما بالسعي الى ان تكون العقوبات الدولية التي ستفرض على ايران "شديدة".وشهدت قمة واشنطن حملة دبلوماسية أمريكية مكثفة لإقناع اعضاء مجلس الأمن المترددين بالانضمام الى موقف واشنطن.وكان أوباما قال إن القمة الدولية حول الأمن النووي اتخذت خطوات ستجعل الولايات المتحدة وبقية العالم أكثر أمنا.وقال ان "الشعب الأمريكي سيكون اكثر أمانا، العالم سيكون أكثر أمانا بفضل الاجراءات التي اتخذناها".وتعهدت الدول المشاركة في المؤتمر والتي بلغ عددها 47 ان يقوموا خلال أربعة أعوام بضمان أمن المواد الانشطارية التي قد تتعرض لخطر الاستيلاء عليها من جانب الارهابيين.وأشار أوباما إلى أن روسيا أعلنت أنها ستوقف قريبا مفاعلا ينتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع القنابل النووية.ووصف أوباما هذا القرار "بالخطوة المهمة" التي قامت بها موسكو لمصلحة الامن النووي.وكان أوباما قد حذر في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر من أن احتمالات وقوع هجوم نووي قد ارتفعت مؤخرا، إذ تحاول جماعات مثل "تنظيم القاعدة" الحصول على المواد اللازمة لانتاج سلاح نووي.وحث الرئيس الامريكي الزعماء المجتمعين على عدم الاكتفاء بالكلام، بل العمل الجاد لمنع المواد النووية من الوقوع في الايادي الخطأ.كما اعلن الرئيس اوباما أن قمة الامن النووي المقبلة ستعقد في كوريا الجنوبية عام 2012.