الحكومة القرغيزية المؤقتة تعلن رسميا تسلمها استقالة باقييف
اعلن ممثل الحكومة القرغيزية المؤقتة عادل بايسالوف للصحفيين الجمعة 16 ابريل/نيسان ان الحكومة استلمت النسخة الاصلية من بيان الرئيس القرغيزي السابق كرمان باقييف الذي اكد فيه تنازله عن مهامه الرئاسية.
واضاف " صباح هذا اليوم التقت روزا أوتونبايفا رئيسة الحكومة المؤقتة المبعوث الخاص لرئيس منظمة الأمن والتعاون الاوروبي ومدير مركز منظمة الأمن والتعاون في بشكيك، وتسلمت منهما البيان الأصلي لاستقالة باقييف".
وكتب باقييف استقالته في تاراز الكازاخستانية التي وصلها يوم الخميس بعد ان تم توفير ممر امن له ولاسرته لمغادرة البلاد من مطار مدينة جلال اباد. وفي وقت متأخر من ليلة امس ارسلها عن طريق الفاكس إلى الحكومة القرغيزية المؤقتة.
واكدت الحكومة القرغيزية المؤقتة يوم 16 ابريل/نيسان تسلمها عبر الفاكس بيانا من الرئيس القرغيزي كرمان بيك باقييف اكد فيه تخليه عن مهامه الرئاسية. وجاء في البيان "ادرك مسؤوليتي عن مستقبل الشعب القرغيزي وعن الحفاظ على وحدة اراضي قرغيزيا، فوفق المادة الخمسين من الدستور أقدم استقالتي من منصبي".
وكان احمد باقييف احد اشقاء الرئيس القرغيزي السابق، قال في وقت سابق بمقاطعة جلال اباد ان بيان استقالة باقييف، وهمي. "انه فاكس وهمي". وأضاف ان شقيقه يجري مباحثات خارج البلد وانه لا يوجد حديث عن الاستقالة حتى الان.
وقالت رئيسة الحكومة المؤقتة انه تم فتح قضايا جنائية ضد افراد اسرة باقييف الذين لهم ضلع في ارتكاب الجرائم. وافادت وكالة ايتار تاس للانباء الروسية بان انصار الحكومة الجديدة اعتقلوا وزير الدفاع السابق باكت بيك كالييف وسيتم تسليمه في الوقت القريب الى السلطات في بشكيك. ووفقا للوكالة فان السلطات تجري تحرياتها عن شقيق الرئيس باقييف للبلاد جاني بيك باقييف الذي كان يترأس الحرس الشخصي لشقيقه كرمان بيك باقييف، والمسؤول عن حوادث اطلاق النار تجاه المتظاهرين في المواجهات التي اندلعت يوم 6 ابريل/نيسان الجاري واسفرت عن مصرع 82 شخصا واصابة 1500 آخرين. وكذلك التحري عن رئيس الوزراء السابق دانيار اوسينوف، وعن اكبر ابناء الرئيس السابق مارات باقييف واخرين.
وفي السياق ذاته ذكر موفد قناة "روسيا اليوم" الى العاصمة بشكيك ان رئيسة الحكومة المؤقتة قد توجهت صباح اليوم بخطاب الى الشعب القرغيزي قالت فيه ان الحكومة المؤقتة هي من اتخذ قرارالسماح للرئيس بمغادرة البلاد، بغية تهدئة الاوضاع في البلاد ولاجل منع اراقة الدماء لان تصرفات الرئيس القرغيزي في الايام الاخيرة كانت من الممكن ان تجر الى دوامة عنف وربما الى حرب اهلية. واضاف موفدنا، بان روزا أوتونبايفا اشادت بالوساطة الروسية الامريكية الكازاخستانية التي دأبت على تهدئة الاوضاع في البلاد.
الى ذلك اعرب الامين العام لهيئة الامم المتحدة بان كي مون عن استعداد المنظمة الدولية للعمل مع السلطات الجديدة في قرغيزيا. وجاء في بيان للمتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن بان كي مون "يرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة القرغيزية المؤقتة والرئيس القرغيزي السابق كرمان بك باقييف، والذي أتاح له إمكانية مغادرة البلاد".
مدفيديف: على الحكومة القرغيزية المؤقتة اجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة
وفي السياق ذاته اعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف يوم 15 ابريل/نيسان ان تنمية علاقات الصداقة بين روسيا وقرغيزيا تتوقف على قدرة الحكومة القرغيزية المؤقتة على اجراء انتخابات عادلة وشفافة في هيئات السلطة في البلاد. وجاء في بيان صادر عن مدفيديف بثه التلفزيون الروسي ان الرئيس يأمل بأن "تكون الحكومة المؤقتة قادرة على اجراء انتخابات شفافة وعادلة في هيئات السلطة في الجمهورية مما سيكون الشرط الاهم لتنمية علاقات الصداقة الكاملة بين قرغيزيا وروسيا".
وقال مدفيديف ان "روسيا لا تزال تلتزم بجميع الاتفاقيات التى تم عقدها مع قرغيزيا وتؤكد تنفيذ جميع التزاماتها امام قرغيزيا بما في ذلك التعاون في المجالين الاقتصادي والاجتماعي والتعاون في اطار المنظمات الاقليمية".
وحسب رأي الرئيس الروسي فان "انهيار نظام باقييف يرجع الى عجزه عن توفير التنمية الاقتصادية والاجتماعية اعتمادا على مصالح الشعب القرغيزي، وكذلك الى الفساد وتحويل السلطة الى حكم العائلة التى تكونت في السنوات الاخيرة".
ويعتقد مدفيديف ان "الشعب القرغيزي يعيش حاليا مرحلة دراماتيكية. فان قدرة الحكومة المؤقتة على ضمان سير الاوضاع في البلاد وفق القانون واحلال النظام في قرغيزيا ستتوقف على رغبة الحكومة في ايجاد حل للقضايا الخطيرة التى تواجهها الدولة بجهود مشتركة".
هذا وافادت وكالة "انتر فاكس" للانباء ان مدفيديف امر مؤخرا بتقديم مساعدة انسانية للشعب القرغيزي واقامة اتصالات مع الحكومة القرغيزية المؤقتة لتحقيق هذه الاهداف.
وكان مدفيديف قال يوم 13 ابريل/نيسان في خطاب القاه بمعهد بروكينغ بواشنطن ان قرغيزيا تواجه خطر التفكك الى شطرين، جنوبي وشمالي، وان البلاد على عتبة حرب اهلية.
ميدفيديف : آمل في ان لاتقع الحكومة الجديدة في قرغيزيا بمطبات وعيوب سياسة النظام السابق
اعرب الرئيس الروسي دميتري مدفيديف للصحفيين عن أمله بأن تتجنب الحكومة القرغيزية المؤقتة في سياستها الاخطاءالتي كانت موجودة في سياسة النظام السابق.
واشار الرئيس الروسي الى ان قادة قرغيزيا الحاليين يجب ان يتفقوا فيما بينهم " وقال امل بان لديهم ما يكفي من الشجاعة السياسية للاتفاق حول مستقبل دولتهم "، مؤكدا بان مصير قرغيزيا يهم روسيا، واضاف "نحن نود اقامة علاقات الاخاء الاستراتيجية معها".
الرئيس الروسي لايستبعد تكرار سيناريو ماحصل في قرغيزيا في رابطة الدول المستقلة
وقال الرئيس الروسي للصحفيين يوم الجمعة " لا استبعد إمكانية تكرار السيناريو القرعيزي في رابطة الدول المستقلة ، إذا كانت ستتبع سياسات مماثلة لسياسة الرئيس القرغيزي السابق كرمان بك باقييف.
واضاف " كل شي جائز في العالم إذا كان الناس غير راضين عن السلطة ، واذا لم تتخذ الحكومات ما يلزم من جهود لدعم الشعب ، وحل المشاكل الأكثر أهمية، فان من الممكن ان يتكرر السيناريو القرغيزي في أي مكان ، خاصة في وقت تفقد فيه الحكومات التواصل مع الناس".