مخاوف من قرصنة أجهزة طبية داخل أجسام البشر
أعرب عدد من العلماء عن قلقهم حيال إمكانية أن تشهد الفترة المقبلة عمليات قرصنة إلكترونية تستهدف الأجهزة الطبية القابلة للزرع في أجسام البشر، مثل منظم دقات القلب ومضخة الإنسولين وسواها من الأدوات التي تقوم ببث ذبذبات لاسلكية.
وقال باحثون من جامعتي هارفرد وماساتشوستس إنهم تمكنوا من اختراق أجهزة تنظيم القلب باستخدام جهاز بث عادي مع برنامج كمبيوتر يمكن الحصول عليه بسهولة، كما تمكنوا من إثبات إمكانية التلاعب به ودفعه إلى إحداث خلل قد يتسبب بوفاة المريض.
ودفع هذا الأمر مجموعة من الباحثين إلى محاولة تطوير وسائل لمواجهة هذا الخطر، بينها تطوير "كلمات سر" لهذه الأجهزة، وخاصة منظمات دقات القلب أو البطاريات الكهربائية.
ولكن الباحثة تمارا ديننغ من جامعة واشنطن، شككت في فعالية هذه الخطوة، خاصة وأنها ستتسبب بتعقيد حالات الطوارئ الطبية التي يحتاج خلالها الأطباء إلى التحكم بالأجهزة المزروعة في أجسام المرضى، داعياً إلى تجنب هذه المشاكل من خلال ارتداء المرضى لقطع معدنية تحمل كلمة السر، أو تزويد الأطباء بجهاز يحل الشفرات آلياً.
من جهة أخرى، طالب وليام مايسل، الأستاذ المساعد في كلية هارفرد للدراسات الطبية، أن تقوم دوائر الصحة الحكومية بالإشراف المباشر على طرق صناعة الأدوات الطبية التي تستخدم البث اللاسلكي، وتطوير وسائل لتوفير حماية إلكترونية لها.
وقال مايسل: "مع تطور الأجهزة القابلة للزرع في جسم الإنسان تصبح مسألة قرصنتها أكثر سهولة.. هذه الأجهزة قادرة على إنقاذ حياة البشر، لكن تطور اتصالاتها اللاسلكية وتزايد عددها يجعلها أضعف على المستوى الأمني."
أما جهات تصنيع هذه الأجهزة، وعلى رأسها شركة "ميدترونيك" فقد أعربت الناطقة باسمها، وندي دوتري، إنها على استعداد للعمل مع الجهات الحكومية لزيادة الحماية لهذه المنتجات الطبية.
يذكر أن الكثير من الأجهزة القابلة للزرع في أجسام البشر تبث ذبذبات يصل مدى بعضها إلى خمسة أمتار، ولكنها ليست مزودة بأنظمة تحميها من الاختراق، كما في موجات "واي فاي" الموجودة في المنازل والمكاتب.
ورغم وجود خطر اختراق هذه الأجهزة وقرصنتها، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من تسجيل حالات جرى فيها قتل شخص معين بقرصنة هذه الأجهزة، ولكن المعنيين يعتقدون أن هذه العمليات ستصبح "حتمية" بعد تكاثر هذه الأجهزة وتوفير وسائل اتصالها التلقائي بالهواتف النقالة والكمبيوترات.