مارسيل خليفة: الموسيقا مثل الجمال ليس لها وطن

عقد الفنان مارسيل خليفة والمايسترو نادر العباسي مؤتمراً صحفياً ظهر اليوم في دار الأسد للثقافة والفنون وذلك على خلفية الأمسيتين الموسيقيتين اللتين ستحييهما الأوركسترا الفلهارمونية القطرية عند الثامنة من مساء غد وبعد غد على مسرح الأوبرا بالدار ..
 

حيث ستقدم الفرقة الكونشيرتو العربي وتحية من تأليف الفنان خليفة والسيمفونية التاسعة لـ أنطونين دفورجاك.

وقال الفنان مارسيل خليفة المدير الفني للفرقة عن خصوصية عمله الموسيقي الجديد.. إن الموسيقا مثل الجمال ليس لها وطن وهي تأخذ من كل مكان جميل بذورها والموسيقي العربي يأخذ من تراثه وذاكرته ومقامات موسيقاه العربية التي تعتبر جزءاً من الموسيقا العالمية موضحاً أن عمله الكونشيرتو العربي يجمع بين رقة الموسيقا العربية وحساسية الفرقة السيمفونية وهذا يضع الموسيقا العربية في مكان أوسع من الذي توجد فيه حالياً.

وأضاف في رده على سؤال لسانا.. ان تأليف عمله الموسيقي كان صعباً جداً كونه استعمل المقامات الموسيقية المبينة على ربع الصوت مثل السيكا والرصد والبيات وغيرها لتتوافق مع آلات الاوركسترا وذلك تطلب التدقيق في المراجع الموسيقية القليلة أصلاً في هذا المجال مبيناً أنه طرح من خلال هذا العمل تساؤلات جمالية سيجد الجمهور الإجابة عنها عند سماعهم له.

وأكد الفنان اللبناني أهمية الوقوف ضد كل أشكال التطبيع مع إسرائيل بما فيها الموسيقا متمنياً من الجميع دعم القضية الفلسطينية العادلة بكل أوجه الدعم المتاحة وخصوصاً الثقافة الفلسطينية التي تسرق من قبل الاحتلال الإسرائيلي كل يوم مبيناً أنه قدم ما ناله من مبلغ مادي عن جائزة دولية لمعهد ادوارد سعيد في الأراضي الفلسطينية لإقامة مسابقة موسيقية كل خمسة أعوام تهتم بالمواهب الشابة ومنها التأليف الموسيقي.

وعن زيارته لمدينة دمشق وتقديمه لعمله الكونشيرتو العربي فيها قال الفنان خليفة.. إن دمشق مدينتي الجميلة مررت بها وامتلا جسدي بسحرها وتسللت إلى شوارعها وأمعنت النظر بكل شيء فيها وظلت حاضرة في روحي وذاكرتي والحنين إليها يعاودني دائما وأقيم في المدهش والمفاجئ والقاصي والغريب والنبيل بهذه المدينة.

بدوره قال قائد الاوركسترا نادر العباسي المدير الموسيقي للفرقة..إن الموسيقا الكلاسيكية هي موسيقا عالمية وكوننا جزءاً من هذا العالم لذا يجب أن ندخل هذا المجال وندرس أطفالنا هذه الموسيقا مبيناً أنه من خلال تواجده في أوروبا تفاجا بعدد الموسيقيين الكلاسيكيين العرب وبأهمية قدراتهم الفنية الموجودة في أهم الفرق الموسيقية العالمية وهذا شيء مهم لهؤلاء الفنانين ليقدموا مؤلفاتهم الموسيقية للعالم لإبراز الهوية العربية.

وأوضح المايسترو المصري أن الفرقة الفلهارمونية القطرية منذ تأسيسها عام 2008 تعمل على استحضار عازفين من عدة دول عربية ليعزفوا مع الفرقة كفرصة لهؤلاء العازفين ليتم التعريف بهم على المستوى العربي والعالمي من خلال حفلات الفرقة وخصوصاً غير المعروفين منهم مبيناً أن لدى الفرقة مسابقة للتأليف الموسيقي للشباب يتم فيها تقديم مقطوعة موسيقية لمدة عشر دقائق والفائز ينتج عمله ويسوق وهذا ضمن توجه مؤسسة قطر للتربية والعلوم.

من جانبها قالت الدكتورة حنان قصاب حسن مديرة دار الأسد.. إننا نرى اليوم توجها ثقافياً هاماً في دولة قطر قائماً على تأمين البنى التحتية الضرورية للنهضة الفنية والثقافية وعلى تأهيل الكوادر اللازمة لهذه النهضة مبينة أن التعاون بين سورية وقطر قديم وعريق ويتوج اليوم بهذا الحفل الذي تستضيفه دار الأسد للثقافة والفنون.

يذكر أن أربعة عازفين سوريين سيشاركون في الكونيشرتو العربي هم عازف القانون فراس شارستان وعازف الناي مسلم رحال وعازف العود كنان ادناوي وعازف البزق محمد عثمان.

واوركسترا قطر الفلهارمونية تأسست عام 2008 وتضم أكثر من 101 عازف من 30 جنسية مختلفة منهم اثنان من سورية وتقيم هذه الفرقة حفلاتها محلياً وعالميا بغية تشجيع الناس على الاستمتاع بهذا المزيج المتميز من الموسيقا العربية والموسيقا الغربية.