ايروغلو يفوز بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص ويعد بالعمل من اجل السلام
فاز القومي المتشدد درويش ايروغلو الاحد بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص من الدورة الاولى
وهو فوز قد يوجه ضربة قوية الى عملية التفاوض الجارية لتوحيد
الجزيرة تحت اشراف الامم المتحدة.
وحسب النتائج النهائية الرسمية حصل ايروغلو رئيس الحكومة ورئيس حزب الوحدة الوطنية (المحافظ) على 50,38 % من الاصوات فيما حصل "الرئيس" المنتهية ولايته محمد علي طلعت على 42,85% من الاصوات. وبما ان احد المرشحين حصل على اصوات تفوق نسبة الخمسين بالمئة، فانه في هذه الحالة يعتبر فائزا ولن يكون هناك من داع لاجراء دورة ثانية.
واشارت اللجنة الانتخابية الى ان نسبة المشاركة بلغت 75% في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها الا تركيا.
وحاول الفائز ايروغلو التخفيف من المخاوف حول مصير عملية توحيد الجزيرة بعد اعلان فوزه. وقال في تصريح الى قناة ان تي في التركية الاخبارية "يجب الا يظن احد انني ساغادر طاولة المفاوضات، ان عملية المفاوضات ستتواصل". وتابع "ساعمل بحسن نية للتوصل الى تسوية تاخذ بعين الاعتبار حقوق مجموعتي" مضيفا انه لتحقيق ذلك سيدخل "في حوار مكثف مع الوطن الام" في اشارة الى تركيا التي تنشر 35 الف جندي في شمال الجزيرة المقسومة منذ العام 1974.
وبعد سنوات من الجمود استؤنفت المفاوضات بين طرفي الجزيرة في ايلول/سبتمبر 2008 بين الرئيس القبرصي (اليوناني) ديمتريس خريستوفياس و"رئيس" القبارصة الاتراك محمد علي طلعت. الا ان ما تحقق من تقدم لم يكن كبيرا.
وتابع ايروغلو في كلمة القاها امام انصاره بعد اعلان فوزه "سنبحث في سبل التوصل الى توافق" في المحادثات بين طرفي النزاع في الجزيرة. واضاف "لا يوجد سبب لعدم التوصل الى اتفاق اذا تصرف الطرف الاخر (القبرصي اليوناني) بحسن نية ايضا".
واثار فوز ايروغلو الذي ترأس "الحكومة" عدة مرات موجة من الفرح في صفوف انصاره الذي تجمعوا امام مقر حزبه في نيقوسيا. واطل ايرغلو برفقة زوجته على انصاره من على شرفة مقر حزبه واطلقت الالعاب النارية بكثافة.
من جهته، اعلن طلعت انه يحتفظ ب"حلمه" بالتوصل الى حل. وقال للصحافيين "حلمي بالتوصل الى حل لا يزال قائما، لكننا بالطبع في صدد مرحلة جديدة".
ويدعو ايروغلو الى حل يقوم على دولتين الامر الذي يرفضه القبارصة اليونانيون بشدة. الا ان المراقبين يعتبرون ان ايروغلو سيكون مضطرا لتليين مواقفه لان انقرة التي تتفاوض للانضمام الى الاتحاد الاوروبي تفضل التوصل الى حل لازمة قبرص لتسهيل دخولها الى الاسرة الاوروبية.
واعرب رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان السبت عن الامل بان يواصل الطرف القبرصي التركي المفاوضات مع الطرف القبرصي اليوناني. وقال "العملية يجب ان تستمر (…) ولم يقل ايروغلو انه سيقوم بالعكس. ولا اتوقع ان تسير العملية باتجاه اخر". واعرب عن امله في التوصل الى حل "بحلول نهاية العام".
وقال المحلل السياسي القبرصي التركي نيازي كيزيليورك في حديث تلفزيوني "لا اعتقد ان ايروغلو سيتمسك بالمواقف التي نعرفها عنه". وتابع "ان ايروغلو يتمسك بفكرة اقامة دولتين الامر الذي لن يقبله المجتمع الدولي على الاطلاق كما لن يقبله بالطبع الطرف القبرصي اليوناني".
ولا تزال قبرص منقسمة منذ عام 1974 الى قسمين : شمالي تحت السيطرة التركية وجنوبي معترف به دوليا.