المعلم: نأسف لتورط الخارجية الأمريكية بتبني مزاعم إسرائيل..
أعرب السيد وليد المعلم وزير الخارجية عن أسفه لتورط الخارجية الأمريكية بتبني مزاعم إسرائيل التي تدعي إدخال سورية لصواريخ سكود إلى حزب الله في لبنان.
وأشار الوزير المعلم في تصريح له أمس إلى أنه تم تحذير المسؤولين الأمريكيين من تجاهل الدوافع الإسرائيلية في إطلاقها لهذه المزاعم والضجيج الذي تثيره بهدف خلط الأوراق وحرف الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وحصارها لقطاع غزة والتي تلقى إدانة دولية واسعة إضافة إلى الأزمة القائمة في علاقات إسرائيل الخارجية بسبب تحديها للمجتمع الدولي برفضها بديهيات متطلبات السلام العادل والشامل.
وقال المعلم إن الخارجية الأمريكية استدعت على أساس المزاعم الإسرائيلية الشخص الثاني في السفارة السورية بواشنطن لافتاً إلى أنه سبق لسورية أن أصدرت بياناً رسمياً قبل أيام نفت فيه بقوة المزاعم الإسرائيلية التي تهدف من خلالها إلى المزيد من توتير الأجواء في المنطقة وخلق مناخ يهيئ لعدوان إسرائيلي محتمل وموضحاً أن الموضوع أصبح مكشوفاً.
محللون: الإدارة الأمريكية تأخذ المزاعم الإسرائيلية بإدخال سورية صواريخ سكود لحزب الله دون تحقق
وفي سياق متصل، قال روبرت فيسك الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط إن الإدارة الأمريكية تأخذ بادعاءات الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز حول تزويد سورية لحزب الله بصواريخ سكود دون تحقق.
فيسك: إسرائيل تحاول هدم التقارب بين سورية والولايات المتحدة الأمريكية
وأضاف فيسك إن الإسرائيليين يعمدون إلى تهديد سورية ويحاولون إطلاق المزيد من التهديدات بهدف هدم التقارب بين سورية والولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الأمريكية تعرف ما يرمي إليه الإسرائيليون.
وأضاف فيسك: إن إسرائيل ستخسر إذا ما قامت بحرب ضد حزب الله لأنه منظمة قوية عسكرياً وفيه كفاءة أكثر من أي منظمة في الشرق الأوسط.. وأنا أستبعد امتلاك الحزب لصواريخ سكود التي يستغرق تحريكها ونقلها من مكان إلى آخر أياماً.
وقال فيسك: إن المخاوف الإسرائيلية لن تنتهي بخصوص الملف النووي الإيراني لافتاً إلى أن إسرائيل تأمل أن تذهب الإدارة الأمريكية وتأتي بعدها إدارة جديدة برئاسة جون مكين أو أي رئيس آخر يسير في ركب إسرائيل ولا يعارض احتلالها للضفة الغربية.
بدوره اعتبر باتريك سيل الصحفي البريطاني المتخصص بشؤون الشرق الأوسط إن إسرائيل تحاول من خلال التصريحات الأخيرة حول قيام سورية بإدخال صواريخ سكود إلى حزب الله إثارة المشاكل بين سورية والولايات المتحدة والتأثير على مجريات عملية السلام في الوقت الذي تخطط فيه الولايات المتحدة لإرسال سفيرها الجديد إلى دمشق.
باتريك سيل: محاولة إسرائيلية لعرقلة مجريات عملية السلام
ولفت سيل في حديث لقناة بي بي سي أمس إلى أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو لا تستطيع تحقيق تقدم في عملية السلام وتحاول من خلال هذه التصريحات تأجيل البحث في السلام والإيحاء بتهديدات تؤثر على الوضع الدولي.
ورأى سيل إن إسرائيل لا تريد لحزب الله الذي إخرجها من لبنان أن يتمتع بأي سلطة وتسعى لزعزعة وجوده مؤكداً فشل العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006.
وأشار سيل إلى أن إسرائيل تشعر بالقلق من التقارير التي تتحدث عن عزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إطلاق خطة سلام خاصة به وهو آخر ما تريده إسرائيل.
من جهته قال رياض قهوجي مدير مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري إن صواريخ سكود كبيرة جداً بالحجم ويبلغ طول الصاروخ مع الناقلة حوالي 41 متراً ما يجعل نقل هكذا نوع من السلاح عبر الحدود دون رؤيتها من قبل الأقمار الصناعية أمراً صعباً جداً وبالتالي فإن إدخال سورية لهذه الصواريخ إلى حزب الله من السهل على أمريكا أو أي طرف من الدول الكبرى يملك أقمارا صناعية كشفه ولا يمكن إبقاوءه طي الكتمان.
وأضاف قهوجي في حديث لقناة العربية أمس إن صاروخ سكود كبير جدا لإطار وأسلوب عمليات حزب الله التي تعتمد على السرعة في الحركة والسهولة في الاختفاء ولذلك لا يمكن إخفاء هكذا صاروخ في لبنان لأن حزب الله سيجد صعوبة كبيرة بتحريكه وإطلاقه وخاصة انه يعمل بالوقود السائل وان عملية إطلاقه تحتاج إلى ما لا يقل عن ساعة من التجهيز في مكان مكشوف ومنبسط وهذا ما لا توفره تضاريس لبنان.
وأشار قهوجي إلى أن ضابطاً روسيا ًمختصاً أبلغه أن إطلاق هذه الصواريخ معقد وصعب جداً ولا يستطيع طرف مثل حزب الله الذي يعتمد حرب العصابات في أساليبه استخدام هذا النوع من الصواريخ التي تستخدم بالأصل ضمن الجيوش لأهداف إستراتيجية وليست تكتيكية.
الخارجية الأمريكية: واشنطن لم تتحقق بعد ما إذا كانت سورية أدخلت صواريخ سكود لحزب الله
من جهتها قالت الولايات المتحدة إنها لم تتحقق بعد ما إذا كانت سورية أدخلت صواريخ سكود إلى حزب الله اللبناني.
وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في رد على سؤال حول ما إذا كان لدى واشنطن أدلة على إرسال تلك الصواريخ: إننا لم نتحقق بعد ما إذا كانت قد جرت عملية نقل لتلك الأسلحة مضيفاً: لم نتوصل إلى أي رأي قاطع بهذا الشأن.