مسير جماهيري لتشجيع أنماط الحياة الصحية .
نظمت الجمعية السورية للترقق العظمي اليوم مسيراً جماهيرياً من باب توما إلى قلعة دمشق للتشجيع على تعزيز أنماط الحياة الصحية كالمشي والغذاء الصحي للوقاية من ترقق العظام.
وأكدت الدكتورة ديالا الحج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أهمية تكريس ثقافة صحية جيدة لدى جميع الأعمار للتعريف بالأمراض والوقاية منها من خلال نقل رسالة للمواطنين والنساء بشكل خاص لأنهم أكثر عرضة للإصابة بترقق العظام لافتة إلى التركيز على الوقاية عبر عادات صحية إيجابية كالمشي والرياضة كجزء من العادات السلوكية اليومية.
وأشارت الوزيرة الحج عارف إلى أن الوزارة تشجع الجمعيات الأهلية للارتقاء وبعملها وتحويل أهدافها الخيرية والإعانية إلى أهداف تنموية تستطيع من خلالها أن تكون فاعلة ومؤثرة في الإسهام في بناء المجتمع والمشاركة في الفعاليات العامة بقصد نشر الوعي الاجتماعي والصحي كجزء من عمل هذه الجمعيات إضافة لأعمالها الإنسانية.
بدورها لفتت الدكتورة جمة أديب رئيسة الجمعية السورية للترقق العظمي إلى دور الأطباء والمهتمين من العامة للتعريف بطرق الوقاية من ترقق العظام من خلال مشاركة عدد من الفعاليات الرسمية والشعبية والأفراد من جميع الأعمار للنهوض بالوعي العام حول الوقاية والعلاج والتشخيص.
دور التغذية والأدوية والتمارين في الحد من مرض الترقق العظمي
وفي سياق ثان، تابع المؤتمر العربي الخامس للترقق العظمي أعماله لليوم الثاني بجلسات علمية اختصاصية تركزت حول مواضيع التكوين الأساسي للنسج والخلايا العظمية وإصابات المراهقين والشباب بالمرض وعلاقة إفرازات الغدة الدرقية بالإصابة وأهمية التزود بالكالسيوم وفيتامين "دي" للوقاية منه وتشخيص كسور العمود الفقري والعلاج المركب للمرض والتوعية والوقاية والعلاج لدى النساء بعد سن اليأس.
وتناولت جلسات المؤتمر العمومية تشخيص ترقق العظام في المنطقة وبرنامج الوقاية منه ودور التغذية والأدوية والتمارين في الحد من تفاقمه.
وقدم الدكتور الياس سابا أمين عام الجمعية العربية لترقق العظام في بداية الجلسة تجربة الجمعية الفلسطينية التي يرأسها للوقاية من هذا المرض والإجراءات التي تتبعها في نشر التوعية بمخاطره وطرق الوقاية منه من خلال تدريب فريق وطني مختص وتعزيز التعاون بين المؤسسات المعنية لخلق شبكة وطنية دائمة تضع إستراتيجية صحية للوقاية من الترقق العظمي.
وقسم سابا العوامل التي تسهم في زيادة الإصابة بالترقق العظمي إلى ثلاثة هرمونية و بيئية و غذائية ويمكن معالجتها والتقليل من مخاطرها في حين أن العامل الوراثي لا يمكن التدخل به لأن عوامل الجنس ولون البشرة والبنية الجسمية تؤثر فيه.
بينما شبه الدكتور جون كانيس رئيس المؤسسة الدولية للترقق العظمي الفراغات الناجمة عن هشاشة العظام بالكسور مبيناً أن الدراسات حول الكسور التي يسببها المرض تصيب العمود الفقري بنسبة 16 بالمئة والورك والساعد 18 بالمئة و 8 في العضد و 40 بالمئة في أماكن مختلفة من الجسم.
وأوضح كانيس أن اختلاطات كسور العمود الفقري تتسبب بحدبة وانحناءات تؤدي بدورها إلى نقص في السعة التنفسية في حين تتسبب إصابات عنق الفخذ والورك بنسب عالية من الوفيات مشيراً إلى أن هذا المرض يتسبب بأكثر من 2 مليون وفاة وإعاقة في أوروبا سنوياً.
وقال كانيس إن المشكلة الأساسية التي تواجه معالجة المرض تكمن بالاهتمام بمعالجة الكسور دون البحث عن الأسباب التي قد يقف وراءها الترقق العظمي لافتاً إلى أهمية توجيه المعنيين في الصحة والأخصائيين بإيجاد الحلول المناسبة للمصابين بالمرض وطرق الوقاية والمعالجة وخاصة أن احتمال الإصابة به بين النساء يصل إلى واحد من ثلاثة وبين الرجال واحد من خمسة.
وأشار الدكتور غسان معلوف رئيس الجمعية اللبنانية للترقق العظمي وعضو منظمة الصحة العالمية إلى تزايد أعداد المرضى في المنطقة العربية مبيناً أن دراسة الحالات يجب أن تتعدى دراسة الكثافة العظمية إلى هندسة العظام وتركيبها.
وقال معلوف إن الطب نجح في إيجاد وسائل الوقاية والتشخيص والمعالجة للمرض لتبقى المسؤولية الرئيسية أمام الجمعيات الأهلية والعلمية بالتعريف به ونشر التوعية بمخاطره وطرق الوقاية منه وأسلوب التغذية الصحيح داعياً الأطباء إلى التعاون والعمل للقضاء على هذا المرض أو التقليل منه.
بدوره لفت الدكتور سمير بدوي رئيس الجمعية المصرية للترقق العظمي إلى أهمية الفحوص السريرية الدورية للمصابين بالمرض ومتابعة العلاج فيما يتعلق بالأدوية البانية والداعمة للعظم مشيراً إلى التركيز على التغذية والنشاط الحركي والتعرض لأشعة الشمس كطريقة للوقاية من ترقق العظام.
وأوضح بدوي ضرورة تغيير بعض العادات السلوكية كالتدخين وتعاطي الكحول والخمول البدني للعمل على تخفيف نسبة حدوث الإصابات والتحكم في العوامل غير الذاتية المنشأ المؤهبة للمرض مبيناً أن المنطقة العربية تعاني من نسبة عالية قابلة للتضاعف مستقبلاً.
وتخللت الجلسة مناقشات أجاب من خلالها الباحثون عن أسئلة الحضور التي تركزت على بعض النظريات الطبية الجديدة التي تتناول الترقق العظمي والحالات المرضية وعلاجها وأهمية التعاون بين الجمعيات الأهلية والنقابية من جهة والجهات المسؤولة للتعريف بالمرض وطرق الوقاية منه والتخفيف من آثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية.