أصعب ما في الأمر .. بقلم نهاد خراط حلو
أصعب ما في الأمر .. أن تكون شاهداً على موت أشلائك .. شلواً .. شلواً
أن تحمل بين كفيك نعشك .. وترقب بذهول الرحيل
أن تسير بقدميك إلى قبرك..وتوصل نفسَك بنفسِك
إلى نهاية الطريق..
أصعب ما في الأمر ..
أن ترى بعضَك يصلي على بعضِك..
وبعضَك يكفّن ويندب بعضَك..
أصعب ما في الأمر..
أن تشيّع ضلوعك .. ضلعاً فضلعاً..
وتحرق أحلامك .. حلماً فحلماً..
وترى آمالك تجثو عند أقدام الوهم الجميل.,
لعل الأصعب ..
أن تطعن قلبك بيدك ..وتشاهد النزيف المرير..
النزيف المجبول بالخيبة .. بالألم .. والأنين..
أحياناً أو غالباً ..لا يهم
لكن المهم .. أن شيئاً ما يضطرك إلى تقتطع من قلبك أغلى القطع وتجتث من أحلامك أجملها لكي تستمر الحياة ..
شيئاً ما يجبرك على التخلي عن قمرك.. وتبقى تتخبط في قرارة ليلك فيما إذا كانت هذه أحلامك أو أوهامك..
وأي فرق بينهما أصلاً إن كانت أحلامنا في غالبها محض أوهام..
و لعل الأصعب..
أن تشعر بيديك تخنقان الأمل .. ولا تستطيع لهذه الدوامة إيقافا
وأن ترى إصبعيك.. يرميان عود ثقاب في قش الفؤاد ..فلا تدري لهذي النيران إخمادا..
أن تتخبط لكونك القاتل والمقتول..الجلاد والمسجون..وتبقى تتساءل إلامَ..؟
حالة من الأعاصير التي تجتاح غرفنا الداخلية..
عندما نرى أحلامنا تستباح .. ولا ندري لها من مسؤول
– هكذا يمر العمر .. بين وهم وحلم وذهول..
كأم ترقب سقوط أطفالها .. واحداً تلو الآخر
وهي واقفة بذهول لا تستطيع التصديق