عمال سورية يحتفلون بالأول من أيار غداً
يشارك نحو خمسة ملايين عامل في سورية عمال العالم احتفالاتهم في الأول من أيار عيد العمال العالمي والذي يشكل وقفة تقدير وعرفانا بالجميل لانجازات العمال وجهودهم ومساهماتهم في بناء أوطانهم.
وبهذه المناسبة يقيم المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال غدا مهرجانا عماليا مركزيا في مقر الشركة العامة لصناعة الكابلات بدمشق.
ويتزامن احتفال عمال سورية الحامل الاساسي لتطور الوطن وازدهاره واستقراره الاقتصادي هذا العام مع صدور تشريعات جديدة من شأنها تعزيز جهود العمل النقابي ودوره في النهوض بالاقتصاد الوطني ودعم حقوق الطبقة العاملة والارتقاء بمستواها المعيشي ومن بينها المرسوم المتضمن التأمين الصحي لعمال القطاع الاداري والقانون رقم 17 المتعلق بحقوق العمال وعلاقات العمل في القطاع الخاص والشركات العربية الاتحادية والقطاع التعاوني والقطاع المشترك غير المشمول بأحكام القانون الاساسي للعاملين في الدولة.
وحظيت الطبقة العاملة باهتمام القيادة السياسية والحكومة خلال السنوات القليلة الماضية وتمثل ذلك بالمراسيم التشريعية العديدة بزيادة الرواتب والاجور الشهرية المقطوعة للعاملين في الدولة وتعديل الحدود الدنيا للرواتب والمعاشات التقاعدية وفتح السقوف واقرار عدد من القوانين التي رعت هذه الطبقة والمتضمنة احداث صندوق دعم الانتاج الزراعي وصندوق تنمية الصادرات والصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية.
وبهذه المناسبة قال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال محمد شعبان عزوز في لقاء مع وكالة سانا ان هذا العام سجل تحقيق مطالب مهمة للعمال في سورية من أبرزها الضمان الصحي أو الرعاية الصحية للعمال في القطاع الاداري غير المشملين في الرعاية الصحية والذين يزيد عددهم على 700 ألف عامل لافتاً أيضاً إلى ان القانون رقم 17 المتعلق بحقوق العمال وعلاقات العمل في القطاع الخاص جاء ملبيا لكثير من مطالب الاتحاد ومراعيا لمصالح العمال وأرباب العمل وفيه كثير من المزايا التي نتمنى ان يكون هناك التزام بتطبيقها حتى يتمكن العمال ورب العمل من الاستفادة من أحكام هذا القانون.
وأشار عزوز إلى ان قانون العمل الذي استغرقت مناقشته نحو 5 سنوات جاء مكسبا لعمال القطاع الخاص حيث لم يعتبر الاتحاد ان مهمته حماية عمال القطاع العام فحسب بل يسعى للدفاع عن حقوق ومصالح جميع العمال في القطاعين العام والخاص.
ولفت الى ان عيد العمال العالمي الذي يصادف الأول من أيار والذكرى ال72 لتأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال يمر هذا العام ولا تزال الطبقة العاملة تعاني من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي عصفت في العالم وأدت إلى تسريح ملايين العمال مؤكدا انه لم يكن هناك أي انعكاس لهذه الازمة في سورية على موضوع العمال حيث لم يتم تسريح أي عامل.
وأشار عزوز إلى ان الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية يعيش ما تعيشه الحركة النقابية العربية والعالمية من خلال مشاركته ورئاسته لاتحاد العمال العرب واتحاد النقابات العالمي ويعرف الآثار التي ترتبت نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية والتي كان المتضرر الأول من اثارها هم العمال نتيجة التراجع عن الحقوق والمكتسبات سواء من حيث الضمان الصحي والرعاية الصحية.
وأوضح عزوز ان عدد العمال في سورية يقدر بحدود 5 ملايين عامل في جميع القطاعات وبالنسبة لعدد العاملين المنتسبين لاتحاد العمال يبلغ عددهم نحو850 ألف عامل وعدد العمال في القطاع الخاص حوالي5ر3 ملايين عامل وباقي العاملين هم في وزارات الدولة السيادية وليسوا خاضعين لقانون التنظيم النقابي لان لهم قوانينهم الخاصة.
واستعرض عزوز الدور الوطني للاتحاد العام لنقابات العمال الذي تأسس منذ نحو72 عاماً وخاض مع القوى الوطنية صراعا من اجل الوصول إلى جلاء الاحتلال الأجنبي والحصول على الاستقلال واستمرت مسيرته النضالية والكفاحية من اجل الدفاع عن قضايا الوطن ومصالح العمال والتزامه بالخط الوطني عبر مراحله التاريخية.
وقال عزوز إن ثورة الثامن من آذار المجيدة ومنذ انطلاقتها ركزت اهتمامها على العمال والفلاحين الذين يعتبرون الركيزة الأساسية لحزب البعث العربي الاشتراكي ما أدى الى تغير آلية العمل النقابي وأصبح الاتحاد مشاركا في صناعة القرار في سورية وخاصة بعد الحركة التصحيحية التي أعطت للعمال والفلاحين 51 بالمئة في عضوية الهيئات التشريعية من مجلس الشعب والإدارة المحلية واضيف الاتحاد إلى القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية ودخل في كل اللجان المشكلة مثل اللجنة الاقتصادية والمجلس الاعلى للتخطيط والمجلس الاعلى للشركات.
ولفت إلى ان الاتحاد العام لنقابات العمال كان ولا يزال يمارس دوره الوطني وفي الدفاع عن القضايا الوطنية حيث ان هناك الكثير من العمال استشهدوا في حرب1973 عندما قصف العدو الإسرائيلي مصافي النفط وبعض المواقع الأخرى.
بدورها اعتبرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ديالا الحج عارف ان عيد العمال هو لكل شرائح الوطن وافراده لانه يحتفي بالايدي التي تبني وتصنع وتقوم بكل ما هو في صالح التنمية في هذا البلد.
ولفتت الى ما تقوم به سورية من اصلاحات على المستويات كافة سواء كانت تشريعية او على مستوى الادوات والتأهيل والتمكين للعمال في اطار التوجه بأنهم عماد الوطن ومرتكز التنمية وغايتها وبأنهم الاساس الذي ينبغي ايلاؤءه الاهمية القصوى وقالت ومن هنا كانت الاجراءات المتلاحقة التي قامت بها الحكومة تجاه الطبقة العاملة للوصول الى هدف شمول التنمية بنتائجها لجميع الافراد والقطاعات ومن اهمها وفي اولويتها الطبقة العاملة.
يشار الى انه في عام 1869 تأسست في أمريكا منظمة فرسان العمل كتنظيم نقابي يسعى إلى تحسين الأمور وتخفيض ساعات العمل ومع تطور الحركة النقابية نجحت مجموعة من القيادات النقابية في تكوين هيئة للعمال عام 1886 وتبنت هذه الهيئة الدعوة لاعتبار الأول من ايار من ذلك العام يوما للإضراب العام من اجل تخفيض ساعات العمل الى ثماني ساعات في جميع المهن والصناعات وقد حصلت مصادمات بين العمال والشرطة ادت الى سقوط عدد من القتلى والقي القبض على عدد من قيادات ذلك التحرك واعدم أربعة منه.
ومنذ ذلك اليوم اتسع الاهتمام بيوم الأول من أيار الذي كرس ذكرى تستعاد كل عام ليكون يوما عالميا للعمال يحتفل به في كل انحاء العالم بهدف لفت الأنظار إلى دور العمال ومعاناتهم والعمل على تأمين متطلبات عيش كريم.