افتتاح الندوة السورية الفرنسية للدراسات المسمارية في المتحف الوطني بدمشق
عقدت اليوم في المتحف الوطني بدمشق الجلستان الأولى والثانية من الندوة السورية الفرنسية للدراسات المسمارية الحادية عشرة التي تنظمها جامعة دمشق بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف والكوليج دو فرانس وجامعة السوربون الفرنسية.
وقال الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق في افتتاح الندوة إن هذه الندوة تعكس عمق الصلات العلمية والثقافية التي تجمع بين جامعة دمشق وجامعة باريس الأولى السوربون والكوليج دو فرانس والمعهد العالي للدراسات العليا في السوربون.
وأضاف أن جامعة دمشق تعي مدى أهمية علم التاريخ ولاسيما القديم منه والذي يعكس عمق الطبقات المعرفية المستمدة من آثارنا ونصوصنا المسمارية والأبجدية موضحا أن هذه الجامعة أصبحت من خلال قسمي التاريخ والآثار قادرة على تقديم الكفاءات العلمية المميزة وعلى المساهمة في نهضتها الفكرية مشيرا إلى تنامي دور المؤسسات الثقافية التاريخية والأثرية في وزارات الثقافة والتعليم العالي والسياحة.
وقال رئيس جامعة دمشق إن سورية تمتلك كنزا معرفيا وأثريا يؤهلها لأن تكون قبلة ومقصدا للباحثين والمثقفين والسياح.
وشارك في الندوة باحثون ومتخصصون من سورية وفرنسا وركزت المداخلات على العائلة في العصر الاموري في مفهومها القبلي والمدني وحرص الملوك ورجال الدين على وحدة العائلة وتنظيم شؤونها فيما يتعلق بالزواج والطلاق وحضانة الأطفال وموضوع التبني وتقاسم الأملاك.
كما بينت المداخلات المكانة الهامة التي احتلتها المرأة في العصر الاموري من خلال إدارتها لشؤون بيتها وحضانة أطفالها وموقفها من موضوع تعدد الزوجات التي كانت تعارضه قدر الإمكان ودورها أيضا في الحياة الدينية والزراعية والاقتصادية.
وأوضح الدكتور فيصل عبد الله منسق الندوة أن الهدف الأساسي من هذه الندوة التي تم تأسيسها منذ عشرة أعوام نشر ثقافة ومعارف التاريخ القديم الأبعد عن ذاكرة الناس وثقافتهم المعاصرة مشيرا إلى أن هذه الندوة طرحت العديد من المواضيع الحيوية التي تبين الالتزام والتأكيد العلمي والرسمي كعلاقات المدن السورية ببعضها البعض وأصالة الثقافة السورية والهوية القومية والداخل والساحل إضافة إلى العائلة السورية.
وقال عبد الله إن الندوة تهدف من خلال طرح ثلاثة عشر بحثا حول العائلة في القرن الثامن قبل الميلاد الى نقل التراث المسماري في مدينة ماري التي عثر عليها منذ 75 عاما وقدمت أكثر من عشرين ألف نص تم دراسته ونشره ونقل ما أمكن إلى جامعاتنا العلمية لإظهار أهمية وعمق تاريخنا.
من جانبه أشار الدكتور جان ماري ديوران مدير الدراسات المسمارية في الكوليج دو فرانس إلى أن التراث المسماري بالنسبة لتاريخ الحضارات الإنسانية ليس ملكا للشعب والثقافة العربية عامة بل هو ذخر يلقي الضوء على ماضي الإنسانية العالمي.
وقال إنه وفريقه العلمي المتخصص بالدراسات المسمارية يعملون على نشر نصوص ماري من خلال أبحاث تنشر في الدوريات والكتب بصورة عامة.
وتناولت الندوة مواضيع حول العائلة في العصر الأموري والعائلة السومرية والعائلة في إيبلا والمرأة في اوغاريت وإشكالية عائلية حول ارث الأم في ماري وجناح النساء في قصر الملك زمري ليم.