قتيل واربعون جريحا في اعمال عنف جديدة في جنوب قرغيزستان
ذكرت مصادر حكومية الجمعة ان شخصا قتل وجرح اربعون اخرون في جلال اباد جنوب قرغيزستان بين انصار الحكومة الانتقالية ومعارضيها
ما اغرق مجددا هذه الجمهورية
السوفياتية السابقة باسيا الوسطى في الفوضى بعد شهر من ثورة دامية.
وقالت وزارة الصحة في بيان "بحسب المعلومات الاولية ارتفع عدد الضحايا الى 45. قتل شخص وخمسة من الجرحى في حالة خطيرة".
واطلق الجانبان عيارات نارية وتراشقا بالحجارة في هذه المواجهات التي شارك فيها نحو خمسة الاف شخص.
وكان معارضون يؤيدون الرئيس المخلوع، معظمهم من النساء، سيطروا الخميس على الادارات الاقليمية في جلال اباد واوش وباتكين، المناطق الثلاث في جنوب البلاد.
وقال المكتب الاعلامي للحكومة "ان انصار الحكومة الانتقالية سيطروا على الوضع في جلال اباد حوالى الساعة 16,00 (10,00 ت غ)".
وفي اوش المدينة الكبيرة الثانية في جنوب البلاد اندلع شجار بين 400 من انصار الحكومة الانتقالية ومؤيدي باكييف. وقالت وكالة "اكي برس" انهم "يتراشقون بالعصي والحجارة".
لكن وسائل الاعلام المحلية ذكرت ان الحكومة الانتقالية في قرغيزستان استعادت الجمعة السيطرة على الادارة الاقليمية لاوش التي احتلها الخميس انصار الرئيس المخلوع.
وشهدت بشكيك عاصمة قرغيزستان في نيسان/ابريل ثورة دامية اسفرت عن سقوط 86 قتيلا.
واستقرار هذا البلد الاستراتيجي مهم خصوصا للولايات المتحدة التي تملك فيه قاعدة عسكرية اساسية لنقل الجند والمعدات الى افغانستان.
وعبرت واشنطن الجمعة عن قلقها لاعمال العنف، وذلك في بيان صادر عن السفارة الاميركية في بشكيك.
وقال البيان ان "سفارة الولايات المتحدة قلقة لورود المعلومات عن حصول اطلاق نار واعمال عنف اخرى على خلفية سياسية في منطقتي اوش وجلال اباد".
وتابع البيان "نواصل جهودنا لاقناع جميع الاطراف بالامتناع عن استخدام العنف ونأمل ان تتمكن قرغيزستان من التقدم على طريق السلام والديموقراطية".
بدورها، تملك روسيا التي تدعم السلطات الانتقالية قاعدة عسكرية في اطار منظمة معاهدة الامن المشترك التي تتراسها موسكو. لكن الاخيرة اعلنت انها لا تنوي التدخل لمساعدة الحكومة في ارساء الامن.
ووصل المبعوث الخاص للكرملين الى قرغيزستان فلاديمير روشايلو الذي عين الخميس، صباح الجمعة الى بشكيك حسبما ذكر مصدر في الكرملين نقلت وكالة انترفاكس تصريحاته.
الا ان الامين العام لمجلس الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف للصحافيين ان روسيا "يجب الا تتدخل" في الشؤون القرغيزية.
ويشكل تجدد التوتر اختبارا للنظام الجديد الذي اثار توليه السلطة منذ البداية شكوكا في الجنوب الذي يتحدر منه كرمان بك باكييف المقيم في المنفى في بيلاروسيا.
وقالت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا اوتومباييفا في بيان ان "خصوم السلطة الجديدة لا يريدون الاعتراف بان سكان كل المناطق بدون استثناء في قرغيزستان لم يعودوا يريدون النظام السابق الفاسد".
واتهم عمر بك تكباييف العضو في الحكومة الانتقالية باكييف بانه وراء هذا التوتر وب"احداث نزاع اتني" في قرغيزستان حيث العلاقات بين الشمال والجنوب متوترة اصلا. وقال ان باكييف "لا يحظى بدعم المجتمع".
من جهته، اوضح عضو اخر في الحكومة هو عظيم بك بكنازاروف بحسب معلومات ان انصار الرئيس المخلوع ينوون القيام بتحرك معارض واسع النطاق في 17 ايار/مايو. وقال "يتم تدريب ميليشيات شعبية في كل انحاء البلاد بهدف زعزعة استقرار الوضع".
من جانبها، اعلنت لجنة دعم باكييف الخميس ان 25 الفا من انصارها سيتوجهون الى بشكيك "لتصفية حسابهم مع الحكومة الانتقالية".
وباكييف تولى السلطة اصلا عبر ثورة في اذار/مارس 2005 بدأت في الجنوب قبل ان تمتد الى بشكيك.
وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حذر في نيسان/ابريل الفائت من خطر اندلاع حرب اهلية في قرغيزستان.