بدء أعمال مؤتمر العروبة والمستقبل بدمشق بمشاركة أكثر من 150 باحثاً ومفكراً عربياً
بدأت برعاية السيد الرئيس بشار الأسد صباح اليوم فعاليات مؤتمر العروبة والمستقبل بمشاركة أكثر من 150 مفكراً وباحثاً من الدول العربية والذي يبحث واقع العروبة
واستشراف مستقبلها باعتبارها الرابط الجامع والمكون الأساس الذي يربط بين أبناء الأمة في ظل ما يتعرض له المصير العربي من تحديات ومحاولات تستهدف تفتيت العرب وتفريق كلمتهم.
المؤتمر ينعقد على اسم العروبة لغة وفكراً ونضالاً لتحقيق وحدة الموقف وتمتين الأواصر ودعم التضامن بين أقطارنا
وأكدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية ممثل راعي المؤتمر في كلمة ألقتها في افتتاح المؤتمر أن هذا المؤتمر ينعقد على اسم العروبة لغة وفكراً ونضالاً لتحقيق وحدة الموقف والهدف والحرص على العمل المشترك من أجل تمتين الأواصر ودعم التضامن بين أقطارنا وإطلاق حوار فكري ثقافي سياسي عميق بناء ومتواصل يرسم بالرؤية القومية الشاملة الخطط الجذرية المرتبطة بالأهداف الراهنة والمستقبلية للأمة من أجل الارتقاء بها وبناء الغد العزيز لها وحماية حقوقها ووجودها معاً.
ودعت الدكتورة العطار إلى قراءة الواقع بعين الوعي وبصيرة المستقبل وسط الأجواء الملبدة وإلى الفهم الصادق لحقيقة انتمائنا إلى عروبتنا وهويتنا من أجل أن يكون لنا مشروعنا الكفاحي الصلب في الدفاع عن أرضنا وحقوقنا وشعبنا وبيوتنا وأهلنا وعقائدنا وأن يكون هذا الفهم ناظماً لكل عمل نضالي نقوم به ونلتقي عليه ونجمع حوله المناصرين والمؤيدين.
وأضافت العطار.. أن إقامة هذا المؤتمر حول العروبة والمستقبل يأتي من إدراكنا حجم المحنة التي نعيش وبؤس الواقع الراهن الذي ابتلينا فيه بأبشع أنواع التشرذم والتفرق والانقسام والتناحر واللامبالاة وضمور الوعي متناسين أننا على أبواب معركة من معارك التاريخ نكون بعدها أو لا نكون لأنها معركة وجود وحق في الحياة ولأنها ستمتد إذا بقينا على هذا الحال إلى كل بقعة من أرضنا.. ولن يسلم من هولها ونتائجها أي قطر من أقطارنا مستشهدة بقول القائد الخالد حافظ الأسد في حديث له عام 1999 إن ما يقلقنا اليوم هو حال الأمة العربية ومعاناتها من الوهن والضعف والانقسام والصراعات وخوف البعض من البعض الآخر وخوف الجميع من أخطار تهدد الجميع وتسعى للسيطرة والهيمنة على الوطن كله إلى جانب العدوان الإسرائيلي.
وأوضحت الدكتورة العطار أننا لا نريد أن نكون مجرد شهود بائسين على مأساتنا وإنما نريد أن نسعى معا إلى التصدي لكل أشكال العدوان الهمجي المدمر الذي يطاول أمتنا كلها وإلى مساندة الأقطار المعتدى عليها من مفهوم شامل لتوجهات نضالنا وتفعيل شامل لطاقاتنا في إطار ما نرسمه من برامج قومية كبرى من أجل بناء الوطن وحماية حقوقه وتحصين الأمة.
وقالت الدكتورة العطار: العهد أن ننطلق في كل ذلك من إيمان راسخ بقدرة أمتنا على التكتل والنهوض وعلى أن تجد وحدة صفها كما وجدت بتضحياتها ونضالها.. حريتها واستقلالها.. وأن تعي حقيقتها وما تمتلك من إمكانات دون أن نغمض العين عما نراه في تجليات المشهد العربي الراهن أو أن تأخذنا الحماسة في مداراتها بعيداً عن مكامن الخلل وجسامتها وانحراف المفاهيم الآتي من الداخل والخارج حاملا الأفكار المناوئة الداعية إلى الانفصام عن الأمة والتخلي عن المسؤوليات.
وأشارت إلى أنه في ظل المشهد العربي الراهن أصبحت تنتشر في بعض العواصم العربية لافتات تعيدنا إلى التقسيمات السابقة للمنطقة بدواعي ما يسميه البعض المصالح والارتباطات والظروف وضرورات الانسجام مع وضع دولي قاهر يتربص بنا لافتة في هذا السياق إلى تصدي كتاب بأقلامهم المناهضة للدعوة إلى نبذ التمسك بالمواقف القومية وإلى التخلي عن لغتها وعدم الاسترسال مع ما يصفونه بأحلام التاريخ اللاواقعية وإلى امتلاك المرونة الضرورية لمقاربة المجتمع الدولي بلغة الدبلوماسية الملساء ومنطق المجاملات الذي يفتقر الى المصداقية.
وأوضحت الدكتورة العطار أن الجماهير العربية أكثر وعياً من أولئك الذين يدعون أنهم النخبة من السياسيين والمفكرين العقلانيين الذين يقدمون التنازلات على اسم السلام ثم لا تكون نتائجها إلا المزيد من الانهيارات والخسائر وتمزيق الصف وضياع الحقوق داعية إلى التعلم من التجارب واستقراء الماضي لفهم ما يجري على أرض الواقع الراهن وما يرسمه لنا الأعداء في الخفاء من أجل تفادي الانجرار إليه كما دعت إلى تلاقي الجهود جميعها في سبيل نصرة القضية العربية والانتصار على مآسينا ومتابعة النضال والعمل كي يبقى شمل العرب جميعا وتضامنهم فعالاً وحقوقهم مصانة.
وعرضت الدكتورة العطار المطامع الاستعمارية التي استهدفت الأرض العربية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وما استتبع ذلك من غزو واستعمار لنهب ثروات الأمة العربية وتاريخها وبلدانها وحضارتها والذي بلغ ذروته في اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وقالت.. إن العرب أدركوا حينها أن المعركة على أرضهم واحدة رغم بعد المسافات وأن العدوان والاستعمار الواقع عليهم واحد وإن اختلفت أشكاله فما يفعله في هذا البلد يماثل ما يفعله في ذاك لذلك ينبغي عليهم أن يكون نضالهم واحداً وأن يضعوا في بؤرة اهتمامهم متضامنين متعاضدين مسألة الدفاع عن أرضهم وحرياتهم واستقلالهم مهما غلا الثمن واستدعى الكفاح.
وأشارت العطار إلى أنه في تلك المرحلة الصعبة بدأ الوعي العربي يتفتح ويزداد الإيمان بأن على المناضلين أن يجابهوا الاحتلال والقهر والعدوان بموازاة نهضة بدأت تقرع أبواب الحياة وأخذ مشروعها القومي التنويري الذي ترتسم حدوده عملاً من أجل الحرية والتحرير والتوحيد والتثوير وبناء الحياة على أسس جديدة مختلفة وإنماء الفكر وإحياء اللغة العربية وشد أواصر العروبة يرتبط أكثر فأكثر بضرورات تحقيق اليقظة العربية في مستواها الأمثل وبما هي وعي للذات لدى جماهير الأمة والقيادات الثورية المناضلة.
وأوضحت أن الفكر القومي العربي سرعان ما دخل في مراحل يقظته وأخذ في نضال العرب دور المحرك والمحرض والملهم محتضناً تحت جناحيه مشرق العرب ومغربهم في كل واحد محاولاً أن يجمع ما هو مفرق ويوحد ما هو مشتت رغم كل الأوضاع التي خلقها الاستعمار في فترة احتلاله المستبد الذي اقتسم أرضنا وهيمن على كل وجوه الحياة فيها.
وأكدت الدكتورة العطار أن المعركة لم تكن سهلة لكن الشعور بالانتماء إلى العروبة الضاربة جذوره في أعماق التاريخ العربي والمعبرة عن نفسها في الماضي والحاضر بصور وأشكال مختلفة من تراث ونتاج فكري وفلسفي وأدبي كان الباعث القوي لروح الكفاح والصمود والثقة بمستقبل الأمة التي تخوض صراعاً مصيرياً وصار عليها فيما بعد أن تواجه تحديات الصهيونية التي زرعت جسماً استعمارياً استيطانياً غريباً في قلب الوطن العربي يستهدف في جملة ما يستهدف التخريب والتزوير والاستلاب الذهني والفكري الذي يريدون له أن يشوه التاريخ العربي ويمزق الشخصية العربية ويفتتها ويسعى للقضاء على كل ما هو عربي تراثاً وتاريخاً ونهضة وبناء وفكراً قومياً ولفصم عرى التضامن العربي محاولاً أن يستنبت المشاعر الإقليمية ويؤجج نارها كي يقضي على التوجهات الوحدوية.
وأضافت أن الوطن العربي وجد في عروبته الخلاص من هذا الواقع وازداد قناعة بأن الأمة العربية حقيقة لا تقبل الجدل ومقوماتها من أرض مشتركة وتاريخ مشترك وتكوين نفسي مشترك ولغة واحدة وثقافة واحدة وأوضاع اقتصادية يتمم بعضها بعضاً.. هي مقومات أمة كاملة في تكوينها التاريخي.. أمة راسخة الجذور متينة البنيان قادرة على الصمود لكل عوامل تفتيتها أو تغييبها أو مسحها من خريطة الأمم التاريخية الحية وأمة قادرة على مواجهة العوامل الخارجية الرامية إلى نسف مقوماتها الداخلية وظلت اللحمة المنضفرة بالعزيمة أقوى من كل ما رمى إليه المتآمرون على العروبة من خنق كل حراك قومي وطمس كل يقظة قومية.
وأشارت الدكتورة العطار إلى أن أمتنا تخوض صراعاً مصيرياً ضد الاحتلال والهيمنة وتواجه تحديات أشرسها وأكثرها همجية الصهيونية العنصرية النازية بروح الكفاح والصمود وصلابة الوعي القومي تستمد منه ثقة بالمستقبل وتتجاوز به كل ما يعترض مسارها.
وحيت العطار الرواد المناضلين الذين جهدوا من أجل إيقاظ الوعي القومي العربي ورسموا ملامح الفكر القومي وألفوا الكتب منذ بدايات النهضة ولا يزالون من ساطع الحصري إلى عبد العزيز الدوري إلى رئيف الخوري وقسطنطين زريق ورواد حزب البعث العربي وقادة النضال السياسي والعسكري.. الرئيس عبد الناصر والقائد الخالد حافظ الأسد والذين تابعوا من بعد على دروب النضال وحتى يومنا هذا وغيرهم من الذين حفروا اسم عروبتهم بالدم القاني على صخرة الوجود الإنساني.
وأشارت إلى بيان مؤتمر القمة العربي التاسع الذي عقد في بغداد عام 1978 وما جاء فيه من تأكيد على أن النضال من أجل استعادة الحقوق العربية في فلسطين والأراضي المحتلة مسؤولية قومية عامة وعلى جميع العرب المشاركة فيها كل من موقعه وبما يمتلك من قدرات لما يشكله العدو الصهيوني من خطر عسكري واقتصادي وحضاري على الأمة العربية كلها وعلى مصالحها القومية الجوهرية وعلى حضارتها ومصيرها وما يعكسه البيان من وعي كامل لدى المسؤولين العرب لطبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي وقناعتهم التي لا تحمل أوهاماً بوجوب النضال ضده متوحدين متراصين لأنه يستهدفهم جميعاً يستهدف عروبتهم كما يستهدف وجودهم القومي المبني عليها.
وتطرقت الدكتورة العطار إلى ما يعانيه الموقف العربي راهناً وما يعتريه من تراجع في قضية الصراع العربي الإسرائيلي وما يقابل هذا الموقف من تحرك شعبي عربي مقاوم بدأ يأخذ أبعاده النضالية في وجه الاستسلام وفي وجه المشاريع التي بدأت تطرح تحت مظلات أوروبية أو أمريكية ليكون لإسرائيل فيها أكثر من موقع والعمل من أجل دمجها في المحيط العربي المستعصي عليها ومنها مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلى توفير المدى الحيوي لإسرائيل ومساعدتها على تحقيق أحلامها الاقتصادية والتوسعية التي تستهدف الهيمنة إقليمياً والحلول محل المشروع القومي العربي ووضع خريطة جديدة أو خرائط للأرض المحتلة تستل منها قوميتها وعروبتها وتاريخها وأمنها وهويتها وكل مقومات وجودها.
وأوضحت العطار أن هذا الوضع شجع إسرائيل على التمادي في تنفيذ مخططاتها الأشد خطراً وخصوصاً عندما أدركت أن المجتمع الدولي لن يردعها وأنها تستطيع أن تهزأ حتى بقرار المحكمة الدولية وتستمر في بناء الجدار العازل الذي ينتهك المزيد من حقوق الفلسطينيين ويسد عليهم منافذ الحياة وأن تتابع مشاريعها العدوانية في عمليات الاستيطان وبناء المستوطنات في فلسطين والجولان وتهويد القدس المدينة المقدسة المرتبطة بالأديان السماوية وتحويلها إلى عاصمة مغلقة لها تطرد سكانها الفلسطينيين وتشردهم وتهدم بيوتهم وتلقيهم في العراء وتواصل تطويق الأقصى ومنع وصول المصلين وفرض الحصار على قطاع غزة.
وأضافت أن إسرائيل تريد تهويد فلسطين كلها وليس القدس فحسب ومن هنا جاءت قراراتها التي تحاول بها أن تعبث بعروبة السكان العرب في فلسطين عام 1948 وفي الجولان وتعطي لنفسها الحق في بيع ممتلكاتهم إلى من يرغب من اليهود وترحيلهم محولة فلسطين المقدسة إلى أرض مشتعلة بجرائمها المتواصلة واغتيالاتها للحق الإنساني والكرامة منطلقة في كل ذلك من قناعتها بأن الأمة العربية المجزأة هي كم عددي فحسب وأن الولايات المتحدة لن تتردد أبداً في دعم إسرائيل وحمايتها كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون منذ وقت قريب حتى لو داست كل الأعراف الدولية.
وأوضحت الدكتورة العطار أنه في ظل هذا الوضع تتواصل الخطط الإسرائيلية المرسومة لقضم المزيد من الأرض الفلسطينية والانبساط على الأرض العربية اقتصاداً وسياحة حتى بلغت هذا الحجم الذي نواجهه اليوم ويبدو معه وكأن القضية الفلسطينية برسم التسليم بين السماسرة المقترعين عليها اليوم بعد أن انتهكوا الحياة والحرمات كلها للشعب الفلسطيني الأعزل والبريء وأوقعوا وما زالوا يوقعون به أشنع الضربات بأحدث الأسلحة وأشدها إضراراً وبحصار يسد المنافذ حيث لا يجدي الدعم الشعبي الدولي المساند والمتعاطف ولا العون العربي البسيط.
وأشارت الدكتورة العطار إلى خطر العبور الاستخباراتي التجسسي إلى عدد من الأقطار العربية وما يمارسه الغرب علينا من نظرة تتسم بالاستعلاء والإنكار لكل ما عرفه التاريخ من سجايانا والاتهام بأمور كثيرة كالإرهاب ومن منطق التعسف والتعصب والتمويه للقهر الممارس علينا والاعتداء على كرامة شعبنا متناسين أن خريطة عصرنا تحمل في كل خطوطها وتضاريسها وكل مواقعها وعواصمها إشعاعا من حضارتنا في توهجها الفكري وألقها الروحي وريادتها العلمية ورفعتها الإنسانية.
واعتبرت الدكتورة العطار أن صورة الوضع الحالي قاتمة لكنها يجب الا تدفع بنا إلى اليأس ولاسيما في ظل وجود حركات تغطي مساحة الوطن توقظ الوعي وتحاول أن ترسم معالم الطريق.. ومفكرون أحرار وكتاب ومؤسسات وقادة في صف الجماهير يعملون بحزم ويسعون لنشر الوعي وتحرير الإرادة العربية من قيودها وتوجيه الجهود والطاقات والقوى المادية والمعنوية وكل ما نملك من إمكانات وما نرسمه من استراتيجيات إلى جبهات المواجهة في سبيل الوفاء بالالتزامات القومية وإعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها التاريخي الحقيقي كجوهر للقضية العربية والانتصار للقضايا المصيرية كلها مشاركة ودعماً وقبولاً بشتى ألوان الكفاح فلا تبعية ولا استسلاماً ولا خوفاً ولا تذللاً بل إيمان بالذات وبالوطن وبالأمة.
ورأت العطار أن إرادة الكفاح تتعاظم والمقاومة تزداد تجذراً في أرضنا وثقافتها المناضلة تورق وتزهر في نفوس أبنائنا والرفض للخط الانهزامي يستعلي ويزداد الوعي بأن الصمود والمجابهة لا يكونان إلا بالاستعداد النفسي لتحمل المسؤوليات وتقبل الآلام وبذل الجهود متابعة للعمل المشترك المنطلق من فهم وإدراك عميق وخطط مرسومة يمليها إيمان حقيقي بوحدة العرب مصيراً وقضايا وضرورة اجتماع كلمتهم ونبذ خلافاتهم والعزوف عن تكريس قطرياتهم ليكونوا على قدر المسؤولية.
وأوضحت أننا في سورية نؤمن بأنه لا مستقبل للأمة العربية إلا باستمساكها بالعروبة عروة وثقى وبالتلاقي في مواجهة الخطر الداهم وبأن العرب ليسوا مجرد أنصار أو مؤيدين أو أشقاء للأقطار العربية في كل ما تعانيه.. بل هم جزء من معارك الأمة ولابد من أن يلتقوا على موقف واضح صلب يطالب فعلاً بالعدالة وبتحرير الأرض والقضاء على الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين والجولان وفي كل بقعة من أرضنا ويطالب بتحرير كل أرض محتلة وإنهاء المأساة التي يعاني منها العراق.
آن للمد الكفاحي أن يتصاعد بموازاة العدوان..والسلام الذي نريده يختلف عن حمأة الخضوع والاستخذاء التي يريدون إلقاءنا فيها
وأكدت الدكتورة العطار أنه آن للمد الكفاحي أن يتصاعد بموازاة العدوان وخصوصاً أن أهلنا يتعرضون في الأرض المحتلة تحت سمع الدنيا وبصرها إلى مجازر وحرب إبادة واقتلاع من الجذور في محاولة لإفنائهم بشكل كامل داعية العالم الى أن يدرك أن السلام الذي نريده يختلف عن حمأة الخضوع والاستخذاء التي يريدون إلقاءنا فيها وأننا نسعى إلى أن نبني مستقبلنا بأيدينا وأن نحمل مسؤولياتنا ونقبض بتضحياتنا على قضايانا متطلعين إلى غد مشرق تعلو فيه راية الحق والسلام.
وقالت العطار: إن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد متمسكة دائماً بالثوابت من مبادئنا وبقوميتنا العربية وهي تنطلق في كل المجالات من المنطلق القومي نضالياً واجتماعياً وثقافياً وتحرص على ثوابت عروبتها حرصها على سواد العين وعلينا ألا نيئس أبداً من إعادة الوهج إلى هذه الثوابت التي تبشر ببزوغ فجر للتضامن والوعي والتعاضد مؤكدة أن سورية لن تستسلم أو تساوم أو تقبل الحلول المجحفة لافتة إلى أن رؤية الرئيس الأسد تستند إلى أن مجد التاريخ ما كان الا مجد الفكر المناضل وانه لا يهادن ولا ينحرف عن المواقف المبدئية ويرفض الاستسلام والمساومة والحلول المجحفة.
وختمت الدكتورة العطار.. نقول مع الرئيس الأسد للعالم أجمع.. نحن العروبة والعروبة حقيقة وجودنا وعروبتنا هي الصخرة التي يتأسس عليها بناء المستقبل كله ونؤكد أنه لا تفريط بذرة واحدة من ترابنا الغالي.. نحن العروبة في نبالة قيمها ونصاعة تاريخها وعالمية ما حققته على مدى القرون بالجبهة المتماسكة الموحدة في مختلف ساحات النضال ومن موقع القوة والثقة والعزم.. سنظل نعمل للتضامن العربي الكفاحي وندعو له متابعين خطانا على درب المستقبل ولن نتراجع حتى يعلو الحق قريباً أو بعيداً.
وحضر افتتاح المؤتمر السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية والدكتور سليمان قداح نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية وصفوان قدسي الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي وغسان عبد العزيز عثمان الأمين العام لحزب العهد الوطني وأحمد الأحمد الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب ومحمد صالح الهرماسي عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهيثم سطايحي وشهناز فاكوش عضوا القيادة القطرية للحزب ووزراء السياحة والتربية والدولة لشؤون مجلس الشعب والإعلام والثقافة وعدد من أعضاء مجلس الشعب.
كما حضر الافتتاح ايلي فرزلي نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق والوزراء السابقون من لبنان الدكتور بهيج طبارة وميشال سماحة وعصام نعمان والبير منصور وطراد حمادة والدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري وشخصيات سياسية وإعلامية عربية والأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني والسفير السوري لدى لبنان وعدد من السفراء العرب المعتمدين في دمشق وحشد من الباحثين والمفكرين من مختلف الدول العربية.
ويناقش المؤتمر على مدى خمسة أيام ستة عشر محوراً تتناول فكرة العروبة ومكوناتها وأثر اللغة في المكون العروبي والآفاق الثقافية والحضارية للعروبة إلى جانب علاقة العروبة بالدولة والدين والعولمة والهوية والتنوع الاثني وعلاقتها بالقضية الفلسطينية بالإضافة إلى نظرة العروبة للحداثة والسياسة والعلمانية والأصولية الطائفية والمذهبية ومستقبل العروبة في ظل ما تتعرض له الأمة العربية من مخاطر هيمنة ومخططات تفكيك وتفتيت.