المؤتمر الدولي للمرأة يناقش فرص تأسيس شراكات اقتصادية والتعاون بين المرأة السورية ونظيراتها في الوطن العربي والعالم
افتتحت صباح اليوم أعمال المؤتمر السنوي للمنتدى العربي الدولي للمرأة تحت عنوان شراكة في النجاح.. قيادات نسائية في سورية الحديثة والعالم العربي والمجتمع الدولي
الذي تنظمه لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة دمشق بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وذلك في فندق الفورسيزنز.
وأوضحت وزيرة الشؤون الإجتماعية والعمل الدكتورة ديالا الحج عارف أن المرأة السورية أثبتت عبر العصور تميزها في عملها وإبداعها المستمر مشيرة إلى الإنجازات التي حققتها المرأة السورية في العقود الأربعة الأخيرة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وصمودها في الجولان السوري المحتل.
وبينت أن المرأة هي شريك في كافة مجالات الحياة العامة والخاصة وأن تعطيل دورها يضيف عبئاً جديداً على المجتمع ويخفض في مخرجات الإنتاج لافتة إلى ضرورة عدم التمييز على أساس الجنس بل العمل والإنطلاق نحو تحقيق تنمية حقيقية للإنسان تستهدف تحسين معيشته على مستوى العالم.
وقالت الوزيرة ان المرأة ومنذ زمن طويل تحتل مكانة مميزة في النسيج الاجتماعي في سورية بل هي أساس المجتمع مشيرة إلى أن المرأة السورية كانت دائماً حاضرة ورائدة من خلال إنجازاتها وإبداعاتها على المستوى العالمي.
وأشارت وزيرة الشؤون إلى ارتفاع معدل حياة النساء بعد الولادة في سورية من 57 عاماً سنة 1970 إلى 72 عاماً سنة 2008 وارتفاع معدل التعليم بشكل واضح وانخفاض معدل الوفيات لافتة إلى المرأة السورية كانت أول امرأة عربية تتبوأ مركزاً سياسياً عالياً على مستوى العالم العربي حيث وصل عدد البرلمانيات إلى 45 نائباً في الدور التشريعي الحالي.
ولفتت الوزيرة إلى أن الإنجاز الحقيقي الذي تحقق للمرأة في سورية هو تحويل قضية المرأة من قضية مطالبة بالحقوق إلى قضية مجتمعية مشيرة إلى أن تفعيل دور المجتمع يكمن في قدرته على تمكين المرأة وإسهامها في عملية التنمية.
ودعت المشاركين في المنتدى إلى الخروج ببرامج عمل حقيقية لإيجاد حلول لتحديات تمكين المرأة ومعالجة قضاياها.
وأكدت وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية هالة بسيسو لطوف أن النهوض بدور المرأة وتعزيز الحركة النسائية يتطلب اكثر من الاتفاقيات والتشريعات بل يتطلب ذلك توعية المجتمع بدور المرأة وتبادل المعلومات والاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز دورها الفعال في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
وأشارت إلى أن استثمار قدرات المرأة وإمكانياتها وتوفير الفرصة لها للعمل إلى جانب الرجل يسهم في تحسين مستوى المعيشة بشكل مباشر وتوفير حياة أفضل للأجيال القادمة مستعرضة الأطر القانونية والتشريعية في بلادها لدعم النساء وحمايتهن من التمييز والعنف وتهيئة البيئة المحفزة لمشاركتها في العمل والاستثمار.
من جهتها أشارت وزيرة الدولة للتجارة الخارجية الفرنسية أن ماري ايدراك إلى ضرورة التركيز على التعليم وخاصة تعليم المرأة وتفعيل دورها في المجتمع عبر تأمين فرص عمل مناسبة لمؤهلاتها العلمية منوهة بالمستوى التعليمي للمرأة السورية والجهود التي تبذلها الحكومة لمحو الأمية.
ولفتت ايدراك إلى نمو حجم التبادل التجاري بين بلادها والمنطقة العربية في الأعوام الأخيرة مشيرة إلى وجود مجالات واسعة للتعاون بين الجانبين من الممكن استثمارها في مجالات النقل والسياحة والطاقة والمصارف والبيئة والصناعة والتجارة.
ودعت إلى بذل الجهود لتوفير البيئة الملائمة وتوفير التسهيلات اللازمة لتأسيس مشروعات خاصة بالنساء ومشاركتهن بشكل فعال في الاقتصاديات الوطنية ودعم وتطوير مجتمعاتهن.
وأشارت إلى تطور العلاقات الاقتصادية السورية الفرنسية في الآونة الأخيرة ودخول العديد من الشركات الفرنسية إلى سورية متوقعة أن يزيد حجم استثمارات بلادها في سورية مستقبلاً وزيادة وتطوير التعاون في المجالات المختلفة بعد افتتاح مكتب لوكالة التنمية الفرنسية في سورية.
أما ايما بونينو نائب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي فرأت أن المنتدى يسهم في تحقيق شراكات بين النساء في مختلف الدول وبناء شبكات معلومات للتواصل والحوار البناء بهدف إيجاد الوسائل الكفيلة للقضاء على عوائق تمكين المرأة ومنحها الدور الذي تستحقه في مواقع اتخاذ القرار.
وأكدت أهمية العمل على تغيير الصورة النمطية للمرأة في المجتمع عبر استخدام وسائل الإعلام في نقل الصورة الصحيحة بدل تنميطها مؤكدة ضرورة تحقيق توازن في المجتمع عبر مشاركة المرأة وحصولها على المكانة التي تستحقها في مجتمعها.
ولفتت رئيسة لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة دمشق صونيا خانجي إلى أهمية المؤتمر الذي يشكل مناسبة لإلقاء الضوء على المكانة المتميزة للمرأة السورية وإبراز دورها في المجالات المختلفة والدعم والاهتمام الذي حظيت بهما من قبل الدولة والمجتمع مشيرة الى دور المرأة العربية ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في بلدانها.
وقالت رئيس المنتدى العربي الدولي للمرأة هيفاء الكيلاني إن سيدات الأعمال في سورية اللاتي يتمتعن بدرجة عالية من التعليم والقدرة على تأسيس الأعمال قطعن خطوات كبيرة ساهمت في تقدم الاقتصاد السوري وزيادة الفرص المتاحة للنساء في مجال الأعمال.
وأضافت رئيس المنتدى ان سورية أصبحت من أهم الأسواق الجاذبة في المنطقة خلال الأعوام الماضية نتيجة استقرار العملة ورسوخ الاقتصاد ودعم الدولة للقطاع الخاص وافتتاح المصارف وشركات التأمين وتوفر الإمكانيات البشرية والمادية المطلوبة للنمو وتوسع الأعمال الرائدة.
وأكدت الكيلاني ضرورة التعاون السوري والعربي والدولي في مجال تمكين المرأة وتخفيف الفقر والعمل على تعزيز التعليم والتنمية والعمل الأهلي ومساعدة الجامعيات على دخول مجال الأعمال وتشجيع النساء الريفيات على المبادرة وتأسيس مشاريع خاصة تدعم الاقتصاد الريفي الذي يسهم في الاقتصاد الوطني.
حضر الافتتاح الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية ورئيس اتحاد غرف التجارة السورية ورئيس منظمة العمل العربية والممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي بدمشق وخبراء وسيدات اعمال ومشاركات من سورية وعشرات الدول العربية والاجنبية.
ويهدف المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام إلى التعريف عن الفرص المتاحة لتأسيس الشراكات الاقتصادية والتعاون الايجابي وبحث فرص التعاون الاقتصادي والاكاديمي بين سيدات سورية والوطن العربي والعالم والتعريف بالدوافع والتحديات والنجاحات التى حققتها النساء الرائدات في الأعمال والسيدات اللواتي يشغلن المناصب الهامة في سورية والدول العربية والمجتمع الدولي.
ويبحث المؤتمر في تمكين المرأة فى الحياة العامة واحداث التغيير المؤثر وكيفية مساهمة نمو الاقتصاد السوري في تطوير قدرات المرأة السورية وكيفية تعزيز فرصها لدخول مجالات العمل والحياة العامة والتعليم والتدريب وبناء القدرات ودعم دور المرأة في إدارة الاعمال وفي الاقتصادات الريفية والسياحة وبناء الشراكات ودور المرأة فى التنمية الاقتصادية والابداع لتشجيع الاستثمارات الدولية والتجارة الدولية والدور القيادي للمرأة في جميع المجالات.
وتم تأسيس المنتدى العربى الدولى للمرأة فى لندن عام 2001 كمنظمة غير ربحية تجمع سيدات الأعمال العرب مع بقية السيدات في العالم على مستوى الأفراد والمؤسسات بهدف تسهيل الاتصال وتأمين فرص التعاون لتنمية العلاقات بين سيدات الأعمال وصاحبات المهن الكفوءات من أهل التجربة والخبرة حتى تتم تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية وتمتينها بين العالم العربي والأسواق العالمية الدولية بواسطة هذا الفريق من السيدات سواء من القطاع الخاص أم القطاع العام.