عنصرية… حسنة وأنا سيدك بقلم محمد طعيمة
يُلخص نموذج البارونة سعيدة وارسي، ثاني وزير بريطاني مسلم بعد شهيد مالك، حقيقة الإسلاموفوبيا التي حولناها إلى إرهاب مواز لإرهاب معاداة السامية.
منذ عقود، ومع فشل أوطانهم في توفير فرص عمل لهم… أو رغبة في دخل أكبر، هاجر ملايين المسلمين إلى "دار إسلام" تُوظف مفهوم ديني يكره الآخر… بتنوعاته. هكذا عوملوا، شعبياً ورسمياً، على مازورة المواطن والوافد، ليُوصفوا حقوقياً بـ "عبيد العصر". يخضعون لسلطة الكفيل أو الأمير، مهددين بـ"التفنيش" وقتما يشاء أحدهما، دون أية حماية. لا مشاركة في الحياة العامة ولا تفكير في دمجهم… بمجتمعات يرقص فضاءها الثقافي على حلم خلافة تظلل كل المسلمين.
منذ عقود، ومع فشل أوطانهم في توفير أبسط حقوقهم… أو فشلهم في التكيف معها، هاجر ملايين المسلمين إلى "دار كفر". وأمام أعين دوله ومؤسساته تضاعف وجودهم. عملوا وتجنسوا وتمتعوا بمستويات معيشة أقرب للحلم… مقارنة بما أتوا منه، وأصبح لهم صوتاً مسموعاً في حياته العامة، يحميه قضاء "أوربي" من تعسف دوله… إذا تعسفت. بالطبع هناك ممارسات عنصرية من قطاعات أو أفراد، لكنها تُرصد وتُحاصر من مؤسسات ابتكرتها مجتمعات لا تغفل عن سؤاتها، تقبل التنوع… وتدعمه.
فارق شاسع بين "الدارين"، طال أيضاً حرية العقيدة، فمن باكستان حتى المغرب، تتفجر قنابل طائفية في أجساد أبناء ذات الوطن… وفي كل من "يُبشر" بدين، مذهب، مختلف. التبشير جائز في أوربا للإسلام… ويستدعي القتل في مجتمعاتنا.
فارق، تبدو معه إتهامات "الإسلاموفوبيا" ترجمة عملية لـ"حسنة… وأنا سيدك"، وهو مثل قيل في المُحتل العثماني لمصر. لا فرق هنا بين (الجزيرة) الواعية بخطابها المُوظف لمفاهيم سلبية للإسلام… وبين أبرز برامج الفضائيات الخاصة، التي يعبر خطابها، عفوياً، عن تشوه طال العقل المصري، لنرى تغطية "مُتعاطفة" مع عنف مارسه مسلمون ضد رسام… تعود أن يستوعب فنه، ولو تجاوز، فضاء أوربا الثقافي… تماماً كما استوعب إنزعاج مهاجر مسلم، يجلس مسترخياً بحديقته في عطلة الأحد، من موسيقى صلاة الكنيسة المُجاورة… فتقرر بلدية (وولثمستو) شرقي لندن قصر مدة العزف لعشرين دقيقة فقط… رافضة شكوى القس من أن القرار خفّض عدد المصلين للثلث. فضاء ثقافي يُلزم سكوتلند يارد بإلباس كلاب البوليس جوارب مطاطية أثناء تفتيش بيوت المسلمين. فضاء يبحث عن حلول، دمج لا قهر، لسيطرة عصابات المسلمين على سجون بريطانيا، وعن علاج نفسي… لا يرفضه مسلمون مدانون بإغتصاب "أطفال- محارم" لإعادة دمجهم بالمجتمع، وعن خطط لـ"تنمية" منطقة (فانزبيري بارك) التي يسيطر عليها مهاجرون جزائريون وتحولت لبؤرة جريمة. بها، مثلاً، تباع 40% من هواتف بريطانيا المسروقة.
فضاء يبحث عن فتاوى لـ"إقناع" طالبات طب مسلمات بجامعتي (ليستر وشفيلد) وبمستشفى (ألدر هاي) للأطفال بأن رفع أكمامهن عند غسل أياديهن وفي غرف العمليات لا يخالف الإسلام… فضلاً عن بديهية "التشمير" لوقايتهن الصحية وللمرضى، وينفق ملايين الجنيهات بحثاً عن ”حلول إجتماعية" لظاهرة تطليق مئات المسلمين لزوجاتهم… ثم ردهن عرفياً، للفوز بألاف الجنيهات تدفعها الدولة شهرياً للمطلقة، ولظاهرة تزويج القاصرات المسلمات قسراً… ولتفشي جرائم الشرف والعنف بين أُسرهن. فضاء يستوعب 85 محكمة "شرعية" موزعة على خمس مدن كبرى، مُغطاة بنداء من الأسقف الأكبر بالسماح للمسلمين بتطبيق شرائعهم، ويستوعب حزب التحرير الإسلامي بشعاره "اسقاط ملكية بريطانيا واقامة خلافة اسلامية"، ويدعم مدارسه، عام 2008 فقط، بـ"113" ألف جنيه من أموال دافعي الضرائب… الكفرة، حسب عقيدة الحزب المُعلنة. فضاء مسيحي، كما يصنفه بعضنا، ضاعف عدد نوابه المسلمين… من أربعة لثمانية، ثلاثة منهم نساء.
مجرد نماذج من دولة واحدة، تُفرق بين العنف والتخلف… وبين: دمج، خطط تنمية، إقناع، حلول إجتماعية. فارق تلخصه مسيرة سعيدة وارسي. من أصل باكستاني، نشطت بالجامعة فإنتخبت نائبا لرئيس اتحاد طلاب كلية ديوسبري، وواصلت صعودها العام لتصبح رئيسة كتلة حزب المحافظين ووزيرة ترابط المجتمع والعمل الاجتماعي بحكومة الظل. تُوصف بأنها أكثر مسلمات بريطانيا نفوذاً، لكنها حين زارت منطقة بيري بارك ذات الأغلبية المسلمة، ديسمبر الماضي، رشقها سكانها بالبيض.. لأنها "غير ملتزمة دينياً"، فهي ترعى مؤسسة باكستانية لتمكين المرأة، ومع إصدار قوانين تحاصر الزواج القسري وختان الإناث ومضغ القات.
الإسلاموفوبيا، هي رد فعل لتشوهات ثقافتنا. تشوهات دعمتها أنظمة الغرب تاريخياً، من المغرب لباكستان… مروراً بالقاهرة والرياض، لترتد، الآن، إلى صدر ثقافتها.
إنقلاب "سحر" بن لادن على صانعه، يتكرر… ثقافياً وإجتماعياً.
العنصريه اسوء الاعمال التي قد تحصل, فلا يوجد اروع من المساواة بين البشر حيث جميعننا ولدنا احرارن ومتساويين في الحقوق والواجبات
حسب قواعد اللعبه الديمقراطيه
وعلينا الابتعاد عن الوسائل التي تسبب الانحلال في المجتمعات.
اسئلة كثيره تتجلى في ذهني ويعجز قلمي عن التعبير
ترى لماذا العنصريه ما زالت موجوده؟؟
سؤالا ليس بالسهل الاجابة عنه …
لماذا لا نكون جميعا سواسيه لماذا ستبقى كلمة عنصريه كوجوده للابد.
للاسف من داخلنا نحن
من افكارنا نحن
من الامبالتنا نحن
تحياتي
براءه
للاسف لا زالت العنصريه موجوده حتى الان
ايمتة بدو الله يريحنا من نظرة الغرب الغبية تجاه الامة العربية والاسلامية