الحرائق…غضب الطبيعة و حقد البشر
الحرائق…غضب الطبيعة و حقد البشر 126 حريقاً سجلت عمداً ونسبة الزيادة تصل إلى 33% إذا كان الماس الكهربائي يحمل اليوم (في رقبته) دم كثير من المؤسسات العامة و الخاصة التي التهمت النيران بعضاً من ممتلكاتها و موجوداتها و مستودعاتها،
وما رافق ذلك من شكوك كثيرة حول مسؤوليته فعلاً عن ذلك و مدى توفر أركان ارتكابه لهذه الجريمة، فإن الحريق في حالات أخرى كثيرة لم تستطع أن ألسنة لهبه أن تخفي جريمة الفعل الفاعل، إذ تشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية انه خلال العام 2008 تم تسجيل ما يقرب من 126 جريمة حريق عمداً بنسبة زيادة قدرها 33% مقارنة بالعام 2007 و الذي لم يسجل سوى95 جريمة حريق عمداً… ومع أن الرقم السابق قد يبدو ضعيفاً مقارنة بجرائم السرقة أو تزوير أوراق مالية و رسمية أو القتل، إلا أن العدد كفيل أن يقدم لنا خسائر قد تفوق المليارات من الليرات السورية، تبعاً لنوعية المنشآت التي تعرضت للحريق و الأضرار الناجمة عنها. و طالما أن هذا العدد للحرائق أردف بعبارة عمداً، فهذا يعني أن ثمة تصفية حسابات كبيرة أو صغيرة أراد مرتكبو ذلك الجرم تنفيذها عبر إشعال عود ثقاب يأكل الأخضر و اليابس، نتيجة خلافات قد تكون مالية ناجمة عن أعمال ومشاركات و مشاريع، أو أفعال يمكن إدراجها في خانة(الثأر)، أو محاولة يائسة من البعض لإضعاف منافسين في السوق و في القطاع الواحد وهذا أمر ليس ببعيد وليس مستغرباً، و أحيانا هذه الحرائق تشتعل بفعل خلافات اجتماعية بين المواطنين ونتيجة علاقات ليست مالية أو خاصة بقطاع الأعمال و الصفقات التجارية و الصناعية الكبيرة، فربما يشعل فلاح في قرية نائية النار في محصول جاره أو بستان قريبه، أو يشعل النار في عقار مزرعته العائدة ملكيته لأملاك الدولة ليغير من ملامحه على أمل أن يتمكن من ضمه إلى مزرعته، و قد يفتح آخر غاز مطبخ منزل ليخفي شيئاً ما….الخ. عندما أشعل طارق بن زياد السفن التي حملت جنوده إلى الأندلس أراد بحريقه (العمد) أن يحرق آخر مخابئ اليأس و الخوف في نفوس جنوده، و اليوم يشعل الكثيرون النار ليحرقوا التوهج و يقتلوا الإبداع و يطبقوا قانون أنفسهم المجبول بالحقد و الشرور و الكراهية…
نعم ظاهرة منتشرة ونعاني منها في الجزيرة خاصة في موسم الحصاد الان الذي اكل النار منها كميات لا باس بها
الطبيعة نعمة من عند ربنا والحقد تبع المجرمين الا ما ينالو جزائو من ربن اول الشي وتاني الشي من القانون والله عالظالم
نتمنى ان تنطفي نار الحقد من القلوب
تبت يداك وشلت من خلاف يا أبو لهـب
الله كبير وعلى الظالم شديد