الرئيس الأسد يطلع متكي على وجهة نظر فرنسا بشأن الملف النووي الإيراني
أطلع السيد الرئيس بشار الأسد السيد منوشهر متكي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال استقباله له صباح أمس على وجهة نظر المسؤولين الفرنسيين بشأن الملف النووي الإيراني معرباً عن قناعته التامة بأن الحوار والدبلوماسية هما الوسيلة الوحيدة لتسوية هذا
وجرى استعراض مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية ولاسيما في لبنان خصوصاً بعد التطورات الإيجابية الأخيرة وتشكيل حكومة وحدة وطنية هناك والانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية باستعادة الأسرى اللبنانيين ورفات شهداء عرب ولبنانيين.
بدوره أعرب متكي عن تقدير بلاده الكبير لمواقف سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تجاه إيران خلال محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين مرحباً بأي دور يمكن أن تقوم به سورية لإزالة التوتر بين الغرب وإيران بشأن الملف النووي الإيراني.
وجرى التأكيد على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين سورية وإيران في المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وحضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والسيد أحمد عرنوس معاون وزير الخارجية والسفير السوري في طهران والوفد المرافق لمتكي.
كما استقبل السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية السيد متكي والوفد المرافق له بحضور السيد محمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية وسفيري البلدين في دمشق وطهران.
ثم التقى الوزير المعلم الوزير متكي بحضور أحمد عرنوس والسفير السوري في طهران ومدير إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية.
مؤتمر صحفي مشترك بين المعلم ومتكي
وقال متكي في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزيرالمعلم أنه أجرى مباحثات مهمة وبناءة مع الرئيس بشار الأسد والمسؤولين السوريين.
متكي: مرتاحون لمستوى العلاقات المتميز بين سورية وإيران
وأشار الوزيرمتكي إلى أن العلاقات الثنائية بين سورية وإيران تسير في اتجاهها الصحيح معرباً عن ارتياح بلاده للمستوى المتميز الذي وصلت إليه هذه العلاقات.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن مباحثاته تركزت حول القضايا التي تهم البلدين إضافة إلى الأوضاع في المنطقة بشكل عام.
وأعرب عن الأمل في أن يحقق لبنان المزيد من التقدم والازدهار في ضوء تطبيق اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكد متكي أن إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين اللبنانيين وعودتهم إلى بلادهم أمس يشكل انتصاراً كبيراً للمقاومة اللبنانية معرباً عن أمله في إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
إيران تدعم مواقف سورية وحقها في استرجاع الجولان المحتل
ورداً على سؤال حول المساعي السورية لاستعادة الجولان المحتل في ضوء المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية عبر متكي عن دعم بلاده لمواقف سورية وحقها في استرجاع الجولان السوري المحتل وقال إن الجولان قطعة من سورية ويجب استرجاعها وإن الأمة العربية والإسلامية تنتظر بفارغ الصبر الاحتفال باستعادة الجولان المحتل إلى وطنه الام في اقرب وقت.
وفيما يتعلق بالأوضاع في العراق أوضح متكي ان بلاده تدعم امن واستقرار العراق وتعمل مع سورية وتركيا ودول الجوار من اجل اخراج العراق من محنته.
وحول قرار المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الرئيس السوداني عبر متكي عن إدانته لهذا القرار معرباً عن ثقته بان جميع الدول العربية والاسلامية والافريقية ستعارض هذا القرار.
مواقف سورية تجاه ملف إيران النووي محط تقدير واحترام في إيران
واستعرض متكي تطورات البرنامج النووي الايراني السلمي مؤكدا ان موقف سورية تجاه هذا الملف هو محط تقدير واحترام بالنسبة لايران.
ولفت الى وجود مؤشرات ايجابية سيتمخض عنها اجتماع جنيف يوم السبت المقبل حول الملف النووي الايراني موضحا ان هذا الاجتماع سيبحث في تحديد صيغة والية للتعاون بين ايران والدول الاوروبية.
وردا على سؤال آخر حول موقف ايران من تطور العلاقات السورية الفرنسية قال متكي.. إن اوروبا تريد أن تبدأ عهدا جديدا بالنسبة لعلاقاتها مع المنطقة وهذا التوجه الجديد واهتمام اوروبا بالدول ذات التأثير في المنطقة وخاصة سورية هو أمر إيجابي.
المعلم: زيارة متكي إلى سورية مفيدة ومثمرة
من جانبه نوه الوزيرالمعلم بأهمية الزيارة التي يقوم بها متكي إلى سورية والتي وصفها بانها مفيدة ومثمرة وتركزت حول العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تبعث على الارتياح.
وجهات النظر متفقة إزاء التطورات الايجابية في المنطقة
وقال الوزيرالمعلم إن مباحثات متكي في دمشق تناولت الأوضاع الراهنة في المنطقة مؤكداً أن وجهات النظر كانت متفقة ازاء التطورات الايجابية التي شهدتها المنطقة في الآونة الاخيرة وخاصة ما يتعلق منها باتفاق الدوحة وانتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان واستعادة لبنان لأسراه ومناضليه والتي شكلت انتصاراً يفخر به الجميع.
وأشار الوزيرالمعلم إلى أن المباحثات تناولت أيضاً الوضع في العراق حيث شدد الجانبان على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية منه.
وأوضح الوزيرالمعلم أن زيارة متكي تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر القائم بين البلدين والقيادتين السورية والإيرانية مؤكداً أنه سيواصل تبادل الأفكار مع الوزير الإيراني في إطار ثوابت معروفة ودون أن ينال ذلك من حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وقال إن سورية وإيران كانتا في مقدمة الدول في المنطقة التي طالبت بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ولاسيما الاسلحة النووية مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هي التي منعت قرارا تقدمت به سورية عام 2003 الى مجلس الأمن حول هذا الموضوع بسبب انحيازها السافر إلى جانب اسرائيل التي تمتلك السلاح النووي.
ساركوزي رغب الاستثمار في العلاقات السورية الإيرانية
وردا على سؤال حول طلب الرئيس الفرنسي من سورية القيام بدور لدى ايران قال الوزير المعلم.. نحن سعداء لأن الرئيس ساركوزي شخصيا وبخلاف قادة آخرين في الغرب رغب بكل حكمة أن يستثمر في العلاقات السورية الايرانية وهذه نقطة هامة ولم يطلب نقل رسالة بل طلب القيام بدور سوري لدى ايران يهدف الى شرح بأن النوايا الايرانية للبرنامج النووي هي سلمية وهذا ما أكده لنا المسؤولون الايرانيون.
سورية تستنكر قرار المحكمة الجنائية الدولية حول السودان
وردا على سؤال آخر يتعلق بموقف سورية من قرار المحكمة الجنائية الدولية حول السودان عبر الوزيرالمعلم عن استنكار وادانة سورية لهذا القرار مؤكدا ان ذلك لايقع في اختصاص هذه المحكمة بل هو تطاول سافر على رئيس دولة شقيقة متجاهلين حصانته وانه منتخب من الشعب السوداني.
وأوضح أن الهدف من هذا القرار هو الابقاء على قضية دارفور جرحا نازفا في جسم السودان مؤكدا أنهم لو أرادوا الحل السياسي في السودان لما لجؤوا لمثل هذا القرار.
وفي معرض رده على سؤال حول العلاقات السورية اللبنانية عبر الوزير المعلم عن تفاؤله بمستقبل هذه العلاقات مشيرا إلى أنه سيتوجه قريبا إلى بيروت ناقلا رسالة من الرئيس الأسد إلى الرئيس اللبناني تتضمن دعوته لزيارة دمشق والتي سيكون لها اهمية خاصة لبحث ملف العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وفيما يتعلق بموضوع العراق والتنسيق السوري الايراني التركي أكد الوزير المعلم أن سورية وايران وتركيا دول هامة في المنطقة ويهمها امن واستقرار العراق الشقيق وقال.. ان جميع البيانات الصادرة عن دول جوار العراق تؤكد على ضرورة جدولة انسحاب القوات الاجنبية لاننا نهدف الى تحقيق الامن والاستقرار فيه لذلك دعمنا العملية السياسية الجارية في العراق وحكومة المالكي ونعمل دائما من اجل مساعدة الاشقاء للخروج من الوضع الصعب الذي يعانون منه.