مونديال 2010: هولندا تريد فقط اللقب
يبحث منتخب هولندا عن بلوغ المباراة النهائية لكأس العالم للمرة الاولى منذ 32 عاما
واحراز اللقب لأول مرة في تاريخه لمحو صورة الفريق الخارق في
الأدوار الأولى والعادي في المباريات الإقصائية.
قد تكون هولندا أقوى دولة في العالم لم تحرز المونديال الكروي، لكنها كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلام هذه الدولة الصغيرة البالغة مساحتها 41 ألف كلم مربع فقط، عندما بلغت النهائي مرتين وخسرت بفارق بسيط أمام ألمانيا الغربية 2-1 عام 1974، والارجنتين 3-1 بعد تمديد الوقت عام 1978.
لطالما كان المنتخب الهولندي يقدم مستويات رائعة واستعراضية في ان، لكنه يعاني من هبوط مفاجىء في مواجهاته الحاسمة ومن ضعف ذهني، لكن هذا لا يمنعه من نيل لقب المنتخب صاحب العروض الأكثر جمالية في القارة الأوروبية، نظرا للعبه الهجومي الصريح، الذي تبلور في سبعينيات القرن الماضي في فترة اشراف المدرب الراحل "الجنرال" رينوس ميتشلز على منتخب "الطواحين" ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم ان يمنحه لقب "مدرب القرن" عام 1999.
أنجبت المدرسة "البرتقالية" لاعبين من طراز رفيع دمغوا الساحة العالمية في العقود الأربعة الماضية، أبرزهم على الإطلاق "الهولندي الطائر" يوهان كرويف، الهداف يوهان نيسكنز، المهاجم جوني ريب، المدافع رود كرول، الهداف الفتاك والسيء الحظ ماركو فان باستن، لاعب الوسط رود خوليت، صانع الالعاب الأنيق فرانك ريكارد والمدفعجي رونالد كومان.
لم تشارك هولندا كثيرا في النهائيات، وهي ستعيش في جنوب أفريقيا مشوارها التاسع فقط في العرس العالمي، وكان افضل انجاز لها في السنوات الماضية حلولها رابعة في مونديال فرنسا 1998.
تبحث هولندا عن نسيان مشاركتها الاخيرة في مونديال ألمانيا 2006 عندما خرجت من دور الـ16 اثر مباراة دموية مع البرتغال، كما ان مشاركتها في كأس أوروبا 2008 انتهت بطريقة درامية، فبعد الفوز الساحق على فرنسا في الدور الاول واجتياز ايطاليا بطلة العالم، وقعت في فخ الدب الروسي وخرجت من ربع النهائي.
على وقع خيبة الأمل الأخيرة، استلم برت فان مارفيك دفة التدريب من ماركو فان باستن، وصوب على تصفيات كأس العالم، فكان له ما أراد، اذ كان "البرتقالي" المنتخب الوحيد الى جانب اسبانيا الذي يفوز في جميع مبارياته كما انه امتلك أفضل دفاع، اذ دخل مرماه هدفين فقط في ثماني مباريات في مجموعة ضمت النروج، اسكتلندا، مقدونيا وايسلندا، ليصبح أول منتخب من القارة العجوز يحجز بطاقة التأهل الى جنوب أفريقيا.
يعتمد فان مارفيك على خطة 4-2-3-1 على غرار فان باستن، ورغم اعتزال الحارس العملاق أدوين فان در سار الذي لا يزال يتألق مع فريقه مانشستر يونايتد الانكليزي والمهاجم النادر رود فان نيستلروي، الا ان فان مارفيك ورث لاعبين موهوبين للغاية في أوج تألقهم، أمثال الجناح الطائر أريين روبن نجم بايرن ميونيخ الالماني في الموسم المنصرم، لاعب الوسط الماهر وصاحب التسديدات الخطيرة ويسلي سنايدر الذي توج بطلا لاوروبا مع انتر ميلان الايطالي يوم السبت الماضي، وروبن فان برسي هداف ارسنال الانكليزي، ديرك كاوت مهاجم ليفربول الانكليزي، نايجل دي يونغ لاعب وسط مانشستر يونايتد الموهوب، لاعب وسط ريال مدريد الاسباني رافايل فان در فارت وصهر المدرب مارك فان بومل قائد بايرن ميونيخ.
صحيح ان تشكيلة الـ"أورانج" تعج بالنجوم وخصوصا من الناحية الهجومية، الا ان بطل أوروبا 1988 وقع في مجموعة خامسة صعبة تضم الدنمارك بطلة أوروبا 1992 التي تقدمت البرتغال والسويد في التصفيات، الكاميرون مع هدافها صامويل ايتو واليابان أحد أبرز منتخبات قارة اسيا في العقد الأخير.
يقول فرانك دي بور المدافع الدولي السابق ومساعد المدرب حاليا: "لدينا مهمة واحدة: احراز كأس العالم".
ومن أقوال ميتشلز الذي قاد البلاد المنخفضة الى لقب كاس أوروبا 1988: "كرة القدم الاحترافية هي كالحرب. من يتصرف بشكل مثالي يخسر".