مونديال 2010: بندتنر شقي الدنمارك المدمر
يشكل المهاجم نيكلاس بندتنر القوة الضاربة في هجوم منتخب الدنمارك ويعول عليه الأخير لمقارعة الهولندي روبن فان برسي زميله في نادي ارسنال الأنكليزي والكاميروني صامويل
في المجموعة الخامسة ضمن نهائيات كاس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
يمثل المهاجم الفارع الطول جيل الشباب في صفوف المنتخب السكندينافي إلى جانب المخضرمين يون دال توماسون، دنيس روميدال وكريستيان بولسن. واذا كانت الفرص التي يهدرها مع "مدفعجية" لندن تثير الريبة لدى الاعلام البريطاني، الا ان مشاركته المونديالية المقبلة ستكون مرتقبة في مجموعة قوية في الدور الأول.
رغم صغر سنه، يأمل بندتنر (22 عاما) ألا يمر مرور الكرام في القارة السمراء، ولا شك ان الخطر الذي يمثله في الكرات الهوائية (93ر1 م) سيكون حاضرا على ملاعب جنوب أفريقيا، اضافة لقدراته القوية في التسديد. مشاركة اللاعب المشاكس مع منتخب بلاده ستكون أساسية اذ اعتمد عليه المدرب مورتن أولسن في تسع مباريات ضمن التصفيات المؤهلة سجل خلالها ثلاثة أهداف.
يقول مدرب ارسنال الفرنسي أرسين فينغر عن المهاجم الذي بدأ مسيرته مع أندية العاصمة كوبنهاغن والذي أصبح راتبه السنوي 5ر2 مليوني يورو: "عندما يكون مركزا، يشكل خطرا على أهم الدفاعات في العالم".
تسلق بندتنر سلم النجاح بسرعة، فسرق أنظار ارسنال وهو بعمر السادسة عشرة عندما استقدمه فينغر عام 2004، وبعدها بعامين أصبح ثالث أصغر لاعب يرتدي قميص المنتخب الوطني. لم يتأخر بالانضمام الى لائحة طويلة تضم الحارس الاسطوري بيتر شمايكل، يون دال توماسون ومارتن لاورسن، بعد احرازه لقب أفضل لاعب دنماركي في الحادية والعشرين من عمره كما أختير هدفه في البرتغال ضمن تصفيات 2010 أجمل هدف خلال السنة في الدنمارك.
افتقد المنتخب الدنماركي في مشاركاته الثلاث الأخيرة، حيث بلغ الدور الثاني في نسختي 1986 و2002 وربع النهائي عام 1998، الى اللاعب الحاسم أمام المرمى، لكن بندتنر أثبت هذا الموسم انه يملك شخصية قوية والقدرة على خوض المسابقات الكبرى. فبعد اداء هزيل أمام بيرنلي حيث أهدر 8 فرص داخل المنطقة، أثار غضب الصحافة عليه لتسأل صحيفة "دايلي مايل": "لماذا يبقى هنا؟". رد "الولد الشقي" بسرعة بثلاثية خلال الفوز على بورتو البرتغالي 5-صفر في اياب ثمن النهائي في دوري أبطال أوروبا، ليصبح أول دنماركي يسجل ثلاثية في المسابقة القارية الأولى.
وقع بندتنر عقدا جديدا مع أرسنال عام 2007 لخمس سنوات بعد فترة اعارة ناجحة مع برمنغهام سيتي في موسم 2006-2007 ساعده خلالها في الصعود الى الدوري الممتاز، وسنحت له فرصة المشاركة اساسيا مع نادي شمال لندن، خصوصا بعد رحيل التوغولي ايمانويل أديبايور الى مانشستر سيتي، واصابة الهولندي برسي والكرواتي ادواردو دا سيلفا، لكنه وقع بدوره في فخ الاصابة في فخذه ما أبعده عن الملاعب أسابيع قليلة مطلع العام 2010.
يعبر بندتنر (11 هدفا في 32 مباراة دولية) عن صراحته عندما يقول: "أنا استمتع حاليا بدوري الجديد في مركز رأس الحربة، وليس على الجناح الأيمن كما في بداية الموسم قبل اصابتي. اعتقد ان هذا التمركز الجديد فتح لي باب تسجيل الكثير من الأهداف".
على غرار معظم اللاعبين الشبان الذين ينالون شهرة عالمية ووفرة مالية خصوصا في الدوري الانكليزي، واجه بندتنر صعوبات مسلكية، منها ضبطه في ملهى ليلي بعد خسارة فريقه أمام غريمه مانشستر يونايتد 1-3 في ايار/مايو 2009، وتعرضه لحادث سير خطير خلال قدومه الى التمارين في العام ذاته، كما يتردد انه من العناصر المشاغبة داخل غرف ملابس فريقه.
من نقاط قوة بندتنر طوله الفارع وصلابته، فهو قادر على حماية الكرة ويملك عينا ثاقبة في التمرير، أما نقاط ضعفه، فهي نسبته المتدنية في ترجمة الفرص التي تسنح له أمام المرمى بالاضافة الى انضباطه السيء وغروره في الماضي.
من المحطات اللافتة في مسيرته، تسجيله هدف الفوز ضد توتنهام في كانون الاول/ديسمبر 2007 كما حصل على فرصة تسجيل أسرع هدف كلاعب بديل (بعد 8ر1 ثانية)، وتضاربه مع أديبايور على أرض الملعب خلال مباراة توتنهام في كأس رابطة الأندية في كانون الثاني/يناير 2008.
يملك بندتنر ثقة زائدة لدرجة انه يصنف نفسه بين "أفضل المهاجمين في العالم" لكن اللافت العلاقة العاطفية التي ربطته مع البارونة كارولين لويل-بروكدورف التي تكبره ب12 عاما. هذه الثقة دفعت اللاعب القادم من بيئة متواضعة ان يدعو الى العشاء الارستقراطية كارولين مطلقة المصرفي الملياردير روري فليمينغ قريب ايان فليمينغ مخترع قصة جايمس بوند، وذلك بعد ان حصلت على 400 مليون جنيه استرليني نتيجة طلاقها من رجل الأعمال الانكليزي.
غريب أمر هذا اللاعب، فلدى قراره تبديل رقم قميصه من 26 الى 52، عرض دفع تعويض لجماهير أرسنال التي اشترت القميص القديم، من جيبه الخاص!