مونديال2010: ايتو شبل كاميروني لا يزال في جعبته الكثير
اكد الشبل الكاميروني الصغير صامويل ايتو انه لا يزال في جعبته الكثير بعدما ساهم بشكل كبير في تتويج فريقه الجديد انتر ميلان الايطالي بثلاثية تاريخية
في اول موسم له مكررا انجازه مع فريقه السابق برشلونة الاسباني الذي تركه الصيف الماضي في صفقة ضمت الدولي السويدي زلاتان ابراهيموفيتش.
وظفر ايتو بالقاب الدوري والكأس الايطاليين ومسابقة دوري ابطال اوروبا مع انتر ميلان رافعا رصيده من الالقاب في المسابقة القارية العريقة الى 3 القاب بعد ثنائيته مع برشلونة عامي 2006 و2009.
ويمني ايتو النفس بالتألق في مونديال جنوب افريقيا وقيادة منتخب بلاده على الاقل الى تكرار انجاز الجيل الذهي للكرة الكاميرونية بقيادة روجيه ميلا عام 1990 في ايطاليا عندما بلغ الدور ربع النهائي.
ويملك ايتو في جعبته مشاركة واحدة ف يالعرس العالمي وكانت عام 2002 وكانت مخيبة لان الاسود غير المروضة خرجت من الدور الاول قبل ان تخيب الامال مجددا عام 2006 بفشلها في التأهل الى النهائيات التي اقيمت في المانيا.
ويقول ايتو "أتمنى أن تكون الثالثة ثابتة. مشاركنا الاولى عام 2002 كانت مخيبة، وخذلنا جماهيرنا في الثانية لعدم حجزنا البطاقة الى المانيا، لكننا ابلينا البلاء الحسن في الثالثة وعدما من بعيد في التصفيات قبل ان نتصدر المجموعة عن جدارة واستحقاق".
وأضاف "جميع اللاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، كلهم يرغبون في اسعاد الجماهير الكاميرونية بعد المشاركة المخيبة في العرس القاري في انغولا مطلع العام الحالي".
ويعتبر ايتو من الركائز الاساسية في خط الهجوم الكاميروني وهو خير خلف لخير سلف خصوصا باتريك مبوما الذي فرض نفسه في النهائيات القارية مطلع الالفية الجديدة، وساهم باحراز منتخب بلاده ذهبية الالعاب الاولمبية في سيدني عام 2000 على حساب اسبانيا بركلات الترجيح، وبحلوله ثانيا في بطولة القارات في فرنسا عام 2003، كما قاده الى احراز لقب كأس الامم الافريقية عامي 2000 و2002، علما بانه أفضل هداف في تاريخ النهائيات الثارية برصيد 17 هدفا.
ويملك ايتو ايضا الرقم القياسي في منتخب "الاسود غير المروضة" في عدد الاهداف الدولية وهو 43 هدفا في 92 مباراة.
كما ان ايتو هو احد 3 لاعبين سجلوا هاتريك في النهائيات القارية عندما سجل ثلاثية في مرمى انغولا (3-صفر) في مصر 2006، وسبقه الى هذا الانجاز المصري محمود الجوهري في مرمى اثيوبيا (4-صفر) في 22 ايار/مايو في اول مباراة في النسخة الثانية عام 1959 في القاهرة، ثم حققه المغربي سفيان العلودي في مرمى ناميبيا 5-1 في الجولة الاولى من النسخة الماضية.
بدأ ايتو المولود في العاشر من آذار/مارس 1981 في منطقة نكون في الكاميرون مشواره الكروي وعمره 13 عاما مع فريق اتحاد ياوندي في الدرجة الثانية، بيد ان لعبه مع منتخب بلاده للشباب كان سببا في اكتشاف موهبته من قبل احد سماسرة نادي العاصمة الاسبانية ولاعبه السابق بيري وتحديدا في مباراة جمعت بين ساحل العاج والكاميرون (5-2).
واصر بيري على ضم ايتو للتجربة في نادي العاصمة وقال فيسنتي دل بوسكي وقتها "لم تكن هناك صعوبات لاقناع الجهاز الفني بموهبة ايتو" الذي وقع اياما قليلة بعد التجربة عقدا مع ريال مدريد حتى عام 2003.
بيد ان مغامرة ايتو مع ريال مدريد لم تكتب لها البداية حيث اعاره فريق العاصمة الى ليغانيس من الدرجة الثانية، وهناك واجه ايتو مشاكل بسبب تواجد المهاجم كاتانيا فقام المدرب براوخوس باشراكه على الجهة اليمنى لكن الكاميروني وجد صعوبات في هذا المركز، كما ان مشاكله مع النادي تفاقمت بسبب تأخره المستمر عن التدريبات ودفع الثمن بوضعه على مقاعد الاحتياط ما اجبره على طلب العودة الى صفوف ريال مدريد.
ورغم المشاكل التي واجهها ايتو في موسمه الاول في اسبانيا استدعاه مدرب المنتخب الكاميرون الفرنسي كلود لوروا الى تشكيلة الاسود غير المروضة لمونديال فرنسا 1998 وكان كان ايتو أصغر لاعب في البطولة.
وعاد ايتو الى ريال مدريد صيف 1998 ونجح في اقناع المدرب الويلزي جون توشاك لكن سرعان ما اقيل الاخير وعين دل بوسكي مكانه فاستغنى عن خدماته على سبيل الاعارة الى مايوركا الذي ضرب معه بقوة في موسمه الاول بتسجيله 6 اهداف في 13 مباراة.
ويتذكر مدرب ريال مدريد السابق دل بوسكي جيدا عندما دخل ايتو صباح احد ايام كانون الثاني/يناير 1997 ارضية ملعب المركز الرياضي باسيو دي لا كاستيلانا الخاص بتدريبات نادي العاصمة، حيث صرح دل بوسكي "صامويل مراوغ جيد وسريع ويملك قراءة جيدة للعب بيد ان ذلك غير كاف".
واليوم وبعد مرور 11 عاما اختلفت الامور كليا وبات ايتو بين افضل المهاجمين في العالم، وأصبحت الملاعب العالمية تتحدث لغته بفضل مؤهلاته الفنية الرائعة التي تفك جميع خطوط الدفاع في العالم.
وامضى ايتو عاما ثانيا مع مايوركا على سبيل الاعارة ولدى عودته الى ريال مدريد ارتكب حماقة دفع ثمنها غاليا حيث قام في احد الايام بزيارة لمقر تدريبات مايوركا دون ترخيص من ناديه ريال مدريد.
ونفى ايتو زيارته بيد ان شهودا رأوه فكان القرار بيعه في صفقة ثلاثية انضم بموجبها الى مايوركا وانتقل دييغو تريستان من مايوركا الى ديبورتيفو كورونا والبرازيلي فلافيو كونسيساو من ديبورتيفو الى ريال مدريد.
ويكن ايتو عداء كبيرا لريال مدريد لان الاخير لم يرغب في الاعتراف بمؤهلاته ووضعه على قائمة الانتقالات منذ وطأت قدمه اسبانيا وبالتالي فان المباريات التي كان يلعبها على استاد "سانتياغو برنابيو" في العاصمة كانت بمثابة ثأر بالنسبة اليه ودائما ما سجل اهدافا في مرمى فريق العاصمة.
وارتكب ريال مدريد خطأ شنيعا عندما تخلى عن ايتو لصالح غريمه التقليدي برشلونة فابلى الكاميروني البلاء الحسن مع الفريق الكاتالوني وقاده الى احراز اللقب اعوام 2005 و2006 و2009 وكأس اسبانيا عام 2009 والكأس السوبر الاسبانية عامي 2006 و2007 ومسابقة دوري ابطال اوروبا عامي 2006 و2009.
وتوج ايتو هدافا للدوري الاسباني عام 2006، واختير افضل لاعب في القارة السمراء 3 مرات اعوام 2003 و2004 و2005.
وعزز ايتو سجله بثلاثية تاريخية في اول موسم له مع فريقه انتر ميلان الايطالي حيث نال معه القاب الدوري والكأس المحليان ومسابقة دوري ابطال اوروبا هذا الموسم.
ويدين ايتو كثيرا بتألقه الى مدرب المنتخب الاسباني ومايوركا سابقا لويس اراغونيس الذي صنع منه لاعبا كبيرا وغير طبعه "الشرس والعنيد". وكثيرا ما تنازع اراغونيس وايتو، فمرة انتبه الاول الى تخاذل الثاني في التمرينات فطلب منه مغادرة الملعب، كما قام مرة بتوبيخه بشدة عقب الشوط الاول من مباراة فريقهما مع سرقسطة فكان وقع ذلك جليا لان مايوركا حول تخلفه صفر-2 الى فوز 4-2.
ويعترف ايتو بفضل اراغونيس عليه ويقول في هذا الصدد "كان بمثابة الاب بالنسبة الي وكل الصراعات التي نشبت بيننا كانت مفيدة بالنسبة لي في مسيرتي الكروية وطبيعية لانها بين اب وابنه".