سورية تنجح باستعادة أصول الكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية وحمايتها من الإنقراض
لم يعد التنوع البيولوجي وحمايته قضية أخلاقية فحسب بل أصبح أساسا في تعزيز النمو الاقتصادي المحلي والعالمي
حسبما قال رئيس برنامج الامم المتحدة للبيئة يونيب حيث أوضح أن التعامل بين البشر والأرض يجب أن يتم بشكل أكثر ذكاء بحيث يراعي التنمية الاقتصادية المرتبطة بنظم دعم الحياة.
ورغم احتفال العالم باليوم العالمي للتنوع الحيوي في الثاني والعشرين من أيار من كل عام فإن خسائر التنوع البيولوجي من فقدان أنواع الحيوان والنبات والنظم الإيكولوجية للكوكب بالإضافة إلى خدمات أخرى تقدر حاليا بتريليون دولار وهي ناجمة عن فقدان الغابات والمياه العذبة والتربة والشعاب المرجانية.
وقال مدير مشروع حماية الحيوان في سورية الدكتور دارم طباع إن مصطلحات التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية قد تبدو مجردة وغير مهمة بالنسبة لكثير من الناس ولكنها ليست معزولة عن الاقتصاد وحياة المليارات من الناس فعلى سبيل المثال تعد قيمة الشعاب المرجانية ومجموعة المزايا التي تولدها هذه النظم غير واضحة في كثير من الأحيان وخصوصاً من قبل القائمين على الاقتصادات الوطنية والدولية التي تدعم التنمية لكن آخر التقديرات تشير من جانب اقتصاديات هذه النظم إلى أن الشعاب المرجانية تجلب سنويا مبالغ تصل قيمتها إلى 189ألف دولار للهكتار الواحد من حيث حماية المناطق الساحلية ومناطق أخرى تقع ضمن إدارة المخاطر الطبيعية.
وبين طباع أن عائدات السياحة والغوص تؤمن لكل هكتار من الشواطئ مايعادل مليون دولار سنويا والمواد الجينية والتنقيب البيولوجي حوالي 57 ألف دولار لكل هكتار ومصائد الأسماك حوالى3800 دولار للهكتار الواحد سنويا.
وعلى الرغم من ذلك فإن خمس الشعب المرجانية حول العالم متدهورة بالفعل بدرجة خطرة أو تقع تحت خطر الانهيار الوشيك نتيجة للأنشطة البشرية التي لا يمكن تحملها مثل التطورات الساحلية وممارسات الصيد المفرطة والمدمرة والتلوث كما يمكن أن يسبب تغير المناخ وتحمض المحيطات مع تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في نهاية المطاف بفقدان 50 إلى100 بالمئة من هذه الشعاب لذلك فإن إدراج القيمة الحقيقية لها في التخطيط الاقتصادي يكون أكثر عقلانية في خيارات التنمية المستدامة وهذا سيؤدي إلى العمل على الحد من الانبعاثات والتلوث وتحسين إدارة الموارد.
وما ينطبق على الشعاب المرجانية ينطبق على جميع أصول الكوكب المعتمدة على الطبيعة من غابات ومياه عذبة وتربة وجبال لذلك فإن الهدف من جعل عام2010 عاما يعمل فيه العالم بشكل جدي على تقليل معدل فقدان التنوع البيولوجي يجعل الدول مطالبة بتجديد التزامها وتعميق نظرتها والعمل على وقف الخسارة تماما واستعادة البنية التحتية البيئية التي تعرضت للتلف والتدهور خلال القرن الماضي وإن من شأن هذا العام أن يثبت نجاحا في قدرته على الحد من التدهور الحاصل في النظم البيئية إذا ترافقت المواقف العلمية مع القيم الاقتصادية.
وأضاف طباع أنه في الوقت الذي تم تخصيص العام الجاري للتنوع الحيوي والتنمية والتخلص من الفقر فان العام القادم سيكون عاما للتنوع الحيوي والغابات وان الغزو الجائر للطبيعية واحد من أهم التحديات التي يواجهها المسؤولون عن حماية وصون التنوع الحيوي.
وأشار إلى أن سورية استطاعت عبر نظام المحميات الطبيعية استعادة عافية وصحة الكثير من الأنواع الحيوانية وحمايتها من خطر الانقراض حتى أن هناك الكثير من الأحياء التي يعتقد أنها انقرضت وجدت في سورية من جديد ومنها بعض طيور أبو منجل الأصلع والحباري وغيرها.