BP تفشل بآخر محاولات وقف تسرب النفط بخليج المكسيك
باءت 19 محاولة قامت بها شركة بريتيش بيتروليوم لوقف التسرب النفطي في خليج المكسيك بالفشل، ويستعد عملاق النفط البريطاني للتحرك نحو خيار آخر لسد التسرب الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة، والذي يهدد المنطقة بكارثة اقتصادية وبيئية.
وأكد الرئيس التنفيذي لبريتيش بتروليوم، طوني هيوارد، أن ثلاثة محاولات لحقن 30 ألف برميل من الطين، بالإضافة إلى 16 محاولة لإغلاق التسرب بمواد صلبة، باءت جميعها بالفشل.
من جانبه، قال دوغ ساتلس، مدير العمليات بالشركة: "فشلنا في وقف التدفق.. رغم الضخ المتكرر، لا أعتقد أن النجاح سيحالفنا، ولذلك سنتحرك نحو الخيار التالي."
وبدأت أكبر كارثة نفطية في تاريخ أمريكا بانفجار منصة نفطية تملكها الشركة البريطانية في 20 أبريل/ نيسان الماضي، في حادث أدى حينها إلى مقتل 11 شخصاً.
ومنذ ذلك الحين، يتدفق ما يعادل 19 آلاف برميل من النفط الخام يومياً في مياه الخليج، وفق تقديرات علماء الحكومة الأمريكية، وهي تناقض تقديرات سابقة، حددت التسرب بـ5 آلاف برميل (210 ألف غالون) تضخ يومياً في الخليج.
وقالت الأميرال، ماري لاندري، من خفر السواحل الأمريكي إن الأمر يتطلب حسن التصرف مع توقعات الأهالي بالنسبة للأزمة التي توشك على دخول أسبوعها السابع.
وأشارت لاندري إلى تلوث نحو 107 أميال من سواحل المنطقة، بالإضافة إلى 32 فداناً من المستنقعات، بالنفط المتسرب.
ويهدد التسرب بكارثة اقتصادية وبيئية في سواحل خليج المكسيك السياحية، ومواطن الحياة البرية، ومناطق الصيد فيه.
وترى لاندري أن خير حل لوقف التسرب بصورة نهائية هو إنشاء "بئر تنفيس."
وبدوره قال ساتلس إن الشركة تعمل حالياً على إنشاء بئرين اثنين للتنفيس، لن يكونا جاهزين قبل أغسطس/ آب القادم على أقل تقدير، مما يجعل من الصعوبة بمكان تقدير حجم الضرر الكلي.
ومؤخراً، أشارت تقارير إلى أن تكلفة الكارثة قد تتراوح بين ثلاثة و14 مليار دولار، فيما وضع مصدر مسوؤل الرقم عند 100 مليار دولار.
ويدر النفط والسياحة وقطاع الصيد والسفن في خليج المكسيك نحو 234 مليار دولار سنوياً، نصيب الولايات المتحدة منه الثلثين، والباقي للمكسيك، طبقاً لدراسة أعدها أكاديميون من المنطقة عام 2007.
وبحسب دراسات سابقة فإن خليج المكسيك لو كان دولة مستقلة بذاتها، لاحتل المترتبة الـ29 ضمن أكبر اقتصادات العالم.
ويتخوف مراقبون من إصابة السياحة في المنطقة بالشلل، جراء المخاوف من الكتل النفطية، ويساهم القطاع بنحو 46 في المائة من اقتصاد المنطقة، أي ما يفوق 100 مليار دولار سنوياً.
ويؤكد باحثون وعلماء، أن الآلاف من براميل النفط، التي مازالت تتدفق في الخليج، تتسبب بكارثة بيئية لا تعرف أبعادها الحقيقية حتى اللحظة.
وربما يكون أكثر المتضررين حتى الآن الصيادون، حيث اضطرت الحكومة الأمريكية، حتى الآن، إلى إغلاق أكثر من 20 في المائة من مواقع صيد الأسماك وتركت الصيادين دون عمل.
ويتخوف الصيادون بالمنطقة من كارثة تفوق ما خلفه إعصار "كاترينا"، الذي ضرب المنطقة عام 2005.
وقال أحدهم: "كاترينا لم تكن سوى المطر والماء والرياح.. لكن هذا سم، إنه غاز."