تحقيقات

مع اقتراب الامتحان قلق وخوف وتوتر .. أما الكتاب فيبقى هو الصديق

تقترب منا أيام الامتحان التي باتت أبوابها في مخيلة البعض والكثير منا يلازمه أخ أو أخت أو ذو قرابة يتأثر بتأثره في الامتحان ..
أياماً قليلة تفصلنا عن موعد الاختبار الذي يرسم المستقبل بقلم العلم , بعدما غابت عن ذاكرتنا مقاعد الدراسة , ووضعت الأقلام جانباً , وصمدت في وجه الثقافة والفكر كلمات مرسومة في الذاكرة , ترد أن لا تنسى الحروف التي مازالت عالقة في الذاكرة ..

الارتباك والخوف حليفان لضعف الأداء الفكري الذي يحاول قلقلة وزعزعة استقرار العقل , الذي يفكر طويلاً بمستقبل من ناحية , وبالذاكرة المتردية من ناحية أخرى , فالاستقرار قد لا يعرف مكاناً وسط التحولات التي تقف أمام تفكير الإنسان والذي بات يعتقد بأن مستقبله مرهون بأيام الامتحان .. الرسوب أم النجاح .. العلامة التخصصية أم المجموع العام .. كيف سيتخلص من عوالق النفس ومن ضعف إمكانياتها الفكرية بدراسة مقرر لم يستطع حتى هذه اللحظة إدراكه .. ما هو المصير الذي ينتظره ما لم يحقق آمال أفراد أسرته به ..

أترك الهموم جانباً ..

حينما تتداخل أمام الطالب رؤى متعددة الأطراف وأفكار متعددة الاتجاهات , فإن هذا ما يسير بالفكر البشري للتفوق على واقعه وعلى ذاكرته , فمحدودية الفكر البشري تجعلنا نفكر بالأشياء الأكثر أهمية , التفكير بحالات واحتمالات النجاح والإخفاق ليست بالدرجة الأساسية التي نطرحها للتفكير, البحث عن آفاق المستقبل وأهميته ليست بالغرض المنشود , إنما البحث عن آلية التفكير , وتخديم السبل لانجاز المقررات الدراسية بالطرق الحديثة التي تُخلق مع تكيف العقل البشري للبيئة المناسبة , هي التي تهمنا في الدرجة الأولى , ويبقى الكلام الأخير الذي تكتبه كلماتي , تترك الهموم ومشق الحياة والتكفير بها بمحاورها جانباً , فما يزال أمامك اهتمامات بالدرجة الأولى ..

الراحة الأسرية ..

لا يمكن للتفكير وللذاكرة أن تنمو وسط غبار من الخلافات العائلية وأوضاع أسرية مفككة أو تبحث عن التفكك , إن تمكين العلاقة الأسرية والوقوف بجانب الطالب في ذروة تفكيره المنهجي تدفعنا للبحث عن محالات استقرار أسروية وانسجام بين الأفراد للمحافظة على حدود الفكر وتأمين خصائصه .. يحتاج الفكر المنفتح لعقول منفتحة تستقبل أية علاقة فكرية أو بحثية , والمتنفس الوحيد ليس الكتاب بل قد يكون زاوية للتفكير خارج السور ..

الكتاب صديق لخير جليس ..

مهما دارت أفكارنا ورؤيتنا في أرجاء غير فكرية فلابد من أن يبقى للكتاب مرجعية , فهو الصديق الذي يلازمنا خلال فترة أيامنا هذه , فأي صديق عائد وأي جليس يكرر جلسته , لكن فترة الامتحان لكن تكرر نفسها , والحاجة للمجتمع في الحياة حاجة مؤقت خلال هذه الفترة , والرغبة بالنجاح حاجة مستمرة تبدأ بأولى خطوات طريقها , فلا تترك الأيام تغادر دون أن تقتني أولى حاجات المستقبل , ولا تعتقد بأن من يقرأ كتابك أو من يسمعه من شفاهك يعلم بحالك وبمستقبلك , أو أنه قادر على أن يغير مجريات الكون , فالمسؤول عن نتائج هذه الصداقة والجلسة البانورامية التي اتفقت أنت وكتابك على عقدها , هي أهم من أي نتيجة علاقة في الكون , فأي علاقة في حياتنا يمكن أن تعود وحتى هذه العلاقة يمكن أن تعود لكن ليست لكل إعادة فائدة , لأن الذي فات مات , والباقي هو مجريات وذكرى لا تموت , فاجعل من صداقتك للكتاب خير جليس ..

هل يحسم الموضوع بشطب قلم .. ؟

إن الإخفاق بكتابة حرف لا يعني إخفاق المادة , والإخفاق بكتابة كلمة لا يغير كثيراً في المغزى , والإخفاق بالمادة لا يعني نهاية الكون , لكن الإخفاق الحقيقي حينما نشعر ونؤمن بالفشل , فبذلك تنتهي كلماتنا بشطب قلم , وتتجرد الحروف على مسودة أوراق الامتحان .. لا يعني خطأ كلمة أو حرف نهاية امتحان , ولا يعني إخفاق الذاكرة مستقبل للجنون , فالتوازن والراحة بالتفكير مطلبين أساسيين للمضي نحو تحقيق أولى خطوات النجاح , والطريق مهما تعَّسرت فإنها لتيقن ما كانت يداك قد عملتا لرفع راية المستقبل ..

البحث عن التغيير في التفكير ..

ليس غريباً حينما تبحث عن التغيير في آلية التفكير , فمقتنيات العلم ليست بالطريق الذي يسير فيه الشخص باليوم مرتين الأولى عند الذهاب والأخرى عند الإياب , فمسائل البحث والتفكير تتطلب منا الاستخدام والتفنن بأساليب جديدة للتفكير , والتي تحتاج لبيئة نشطة بإحداثيات العقل البشري المتوافق مع سبل المعيشة ..

بواسطة
أحمد دهان / رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. هنالك كثير من الطلاب استعملو السماعات خلال الامتحان
    واكيد هاد الشي رح يكون الو تأثير كبير على يلي كانو عم يدرسو
    بس فوق كل هاد

زر الذهاب إلى الأعلى