الرئيس الأسد يعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع الرئيس أحمدي نجاد..
عاد السيد الرئيس بشار الأسد إلى دمشق بعد ظهر أمس بعد زيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية استغرقت يومين أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وكبار المسؤولين الإيرانيين. كما عاد مع السيد الرئيس الوفد الرسمي المرافق.
وكان الرئيس الأسد قد غادر طهران حيث جرى لسيادته مراسم وداع رسمي توجه خلاله مع الرئيس أحمدي نجاد إلى منصة الشرف، حيث عزف النشيدان الوطنيان للجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ثم استعرض الرئيسان الأسد وأحمدي نجاد ثلة من حرس الشرف تمثل مختلف صنوف القوات المسلحة الإيرانية.
وصافح الرئيس الأسد مودعيه أعضاء الوفد الرسمي الإيراني، وبدوره صافح الرئيس أحمدي نجاد الوفد الرسمي المرافق للرئيس الأسد.
وقد عقد السيد الرئيس بشار الأسد مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اجتماعاً ختامياً ظهر أمس استكملا خلاله مباحثاتهما التي بدأت أمس الأول.
حضر الاجتماع أعضاء الوفدين الرسميين من الجانب السوري السادة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية ومحمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية وبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وأحمد عرنوس معاون وزير الخارجية والدكتور حامد حسن سفير سورية في طهران.
ومن الجانب الإيراني السادة الدكتور برويز داوودي نائب رئيس الجمهورية ومحمد سعيدي كيا وزير الإسكان وإنشاء المدن وشيخ عطار نائب وزير الخارجية وأحمد موسوي السفير الإيراني بدمشق.
وبعد الاجتماع صدر بيان ختامي مشترك عن الزيارة جاء فيه.. في إطار العمل على تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية القائمة بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتلبية لدعوة السيد محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية قام السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية بزيارة عمل للجمهورية الإسلامية الإيرانية على رأس وفد رفيع المستوى وذلك في الفترة من 2 إلى 3 آب 2008.
وخلال هذه الزيارة أجرى الجانبان مباحثات حول العلاقات الثنائية كما استعرضا الأوضاع الإقليمية الراهنة وتبادلا الآراء بشأنها في إطار جو سادته روح التنسيق والتعاون البناء، حيث كانت وجهات نظر الجانبين متفقة، وأكد الجانبان على أهمية تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات.
التأكيد على مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية
وحول قضية الشرق الأوسط أدان الجانبان استمرار سياسات الاحتلال والاستيطان والعدوان الإسرائيلي ضد أهلنا في الأراضي المحتلة، وعبرت إيران عن تأييدها لحق الشعب السوري في استعادة كامل أراضيه المحتلة في الجولان.
كما بحث الجانبان الوضع على الساحة الفلسطينية وشددا على مواصلة الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الضمان لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة لاقامة دولته المستقلة على ترابه الفلسطيني وعاصمتها القدس.
تحقيق الأمن والاستقرار في العراق
وحول الوضع في العراق أكد الجانبان على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في العراق ودعم العملية السياسية لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي وخروج القوات الأجنبية من العراق لضمان وحدته أرضاً وشعباً ولسيادته واستقلاله.
دعم مسيرة الوفاق الوطني اللبناني
وحول لبنان عبر الجانبان عن ارتياحهما للتطورات الإيجابية التي يشهدها لبنان منذ اتفاق الدوحة وأكدا دعمهما لمسيرة الوفاق الوطني اللبناني وشدد الجانبان على دعمهما لحق الشعب اللبناني في مقاومة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد السيادة اللبنانية واستعادة ما تبقى من أراضيه المحتلة.. وطالبا المجتمع الدولي بوضع حد لهذه الانتهاكات.
إيجاد حل سياسي للملف النووي الإيراني من خلال الحوار
وناقش الجانبان الملف النووي الإيراني وأعربا عن قناعتهما الراسخة بأن الملف يجب تداوله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية آخذين بعين الاعتبار التقرير الأخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ونخص بالذكر التأكيد على سلمية البرنامج النووي الإيراني، وأكدا على ضرورة إيجاد حل سياسي من خلال الحوار بما يحفظ الحق الثابت لإيران الطرف في معاهدة حظر الانتشار النووي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وأنه لا بد من احترام قرارات وسياسات الدول الأعضاء في المعاهدة بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يخص امتلاك دورة إنتاج الوقود النووي.
وأعرب الجانبان عن قناعتهما الراسخة بضرورة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية وأنهما يلفتان انتباه المجتمع الدولي لما تنضوي عليه الأسلحة النووية الموجودة لدى الكيان الإسرائيلي من تهديد للسلام والأمن الإقليمي والدولي ويؤكدان ضرورة قيام المؤسسات الدولية المسؤولة باتخاذ خطوة سريعة لمواجهة هذا التهديد.
وعبر الرئيس بشار الأسد عن شكره وتقديره للرئيس محمود أحمدي نجاد للكرم والاستقبال والحفاوة التي لقيها وأعضاء الوفد من الرئيس أحمدي نجاد والشعب الإيراني ووجه الرئيس الأسد الدعوة للرئيس نجاد لزيارة سورية وقد قبل الرئيس الإيراني الدعوة وسيتم الاتفاق على موعدها بالطرق المناسبة.
وعقد الرئيسان الأسد وأحمدي نجاد مؤتمراً صحفياً مشتركاً أجابا خلاله عن أسئلة الصحفيين وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول الرسالة التي يحملها سيادته إلى إيران في إطار الوساطة بين الدول الست وإيران: لاحظت نوعاً من المبالغة لدى بعض وسائل الإعلام بعد بدء هذه الزيارة من خلال تصوير الزيارة كزيارة لمبعوث غربي للملف النووي الإيراني.
وأضاف الرئيس الأسد: لست وسيطاً ولا مبعوثاً ولم أحمل أي رسالة من قبل أي مسؤول غربي، زيارتنا إلى إيران لا تأتي في إطار الملف النووي وإنما الملف النووي هو جزء من هذه الزيارة كما هو دائماً جزء من المحادثات بيننا وبين أي مسؤول إيراني خلال السنوات الماضية.
وقال الرئيس الأسد: إنه بغض النظر عن زيارتي إلى فرنسا وعن التطورات المستجدة في هذا الملف فهي لا تختلف عن الزيارات السابقة سوى في الظروف المستجدة في القضايا التي طرحناها في لبنان وفلسطين وغيرها.. ولكن طلب منا في فرنسا من خلال الصداقة والعلاقة المتينة بين سورية وإيران أن نلعب دوراً في حل هذا الموضوع من دون تحديد هذا الدور.
وأضاف الرئيس الأسد: أبلغنا الطرف الفرنسي موقفنا بشكل مباشر وهو أن أي دور سوري يستند إلى موقف سورية الذي يستند إلى المعاهدات الدولية ذات العلاقة وإلى مبدأ الحوار كطريق وحيد لحل هذه المشكلة ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة أن نسأل في هذه الزيارة المسؤولين الإيرانيين عن المزيد من التفاصيل.. ونحن كما قلت نناقش هذا الموضوع بشكل مستمر ولكن أردنا ان نفهم تفاصيل الموقف الإيراني لكي يكون لدينا جواب لأي طرف في هذا العالم يطرح أي تساؤل أو أي رؤية حول موضوع الملف الإيراني.. فإذاً الموضوع يبدأ من إيران.. يعني لم نبدأ من فرنسا نبدأ من إيران لكي نفهم وجهة النظر الإيرانية ومن ثم نحدد إن كانت هناك إمكانية للعب دور أم لا.
وحول الدور السوري قال الرئيس الأسد: إن توجه الدور السوري هو تعزيز الحوار وجعله حواراً بناء بعيداً عن الخطط السياسية والأفكار المسبقة الموجودة لدى بعض هذه الدول في العالم، وكما قلت هذا الدور يستند إلى الاتفاقيات الدولية أولاً وبالتالي فإن من حق أي دولة في العالم كما ورد في البيان أن تمتلك طاقة نووية سلمية ومن ضمنها التخصيب.. وأن يستند إلى الحوار كطريق صحيح.. ومن المبكر أن نحدد هذا الدور قبل أن نسمع وجهات نظر أخرى من الطرف الغربي.
ومن جهته وصف الرئيس أحمدي نجاد العلاقات السورية الإيرانية بأنها وثيقة وقوية وهي سائرة على هذا النحو إلى الأمام وقال: نحن على الدوام نتشاور حيال القضايا الثنائية والإقليمية والعلاقات الدولية ونأخذ القرار سوياً.
وأضاف الرئيس الإيراني: تطرقنا إلى شتى القضايا الإقليمية والدولية وأيضاً خضنا مجال العلاقات الثنائية وتعزيزها بشكل تفصيلي.
كما تطرقنا إلى القضية اللبنانية وإلى القضية الفلسطينية وإلى القضايا التي تدور رحاها على الساحة العراقية وحقيقة عندما كنا نخوض أطر هذه المباحثات كانت وجهات نظرنا إيجابية وجيدة مشيراً إلى وجود رؤية مشتركة مهمة في وجهات نظر البلدين.
وأكد الرئيس أحمدي نجاد استمرار بحث القضايا التي تهم البلدين وخاصة في الظروف الراهنة لمنطقتنا التي تشهد تطورات كبيرة.
وقال الرئيس الإيراني فيما يتعلق بالموضوع النووي: نعتقد أن كل أولئك الذين وقفوا في مواجهة إيران طوال السنوات وصلوا الآن إلى هذه القناعة لأنه لا مجال في هذا الموضوع إلا خوض مجال الحوار والتشاور.
وقال: نحن جادون في موضوع الحوار ونرغب أن يكتمل الحوار على قاعدة الأسس والأصول ويكون مبنياً على القانون وتتمخض عنه نتائج عملية على أرض الواقع وأملنا أن يكون الجانب الآخر جدياً في الحوار ونحن على استعداد لخوض شتى القضايا المختلفة على الصعيد الإقليمي والدولي وإن توجهنا دائماً مبنياً على أساس السلم والأمن.
وأكد الرئيس أحمدي نجاد أن الظروف الحالية هي ظروف إيجابية وجيدة وأن المستقبل سيكون لصالح الشعبين السوري والإيراني ولصالح سائر شعوب المنطقة وأن كل الجهود المشتركة التي تبذل على صعيد البلدين ستكون لصالح شعوب المنطقة.
الرئيس الأسد وخامنئي يؤكدان أهمية العلاقات بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة
كما التقى السيد الرئيس بشار الأسد سماحة السيد علي خامنئي مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية بحضور السيد محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإيرانية.
ودار الحديث خلال اللقاء حول علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين ونوه الجانبان بأهمية هذه العلاقات في الإسهام بتحقيق أمن واستقرار المنطقة مؤكدين على التطورات الإيجابية التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة وعلى الدور الذي لعبته سورية وإيران في هذه التطورات.
حضر اللقاء من الجانب السوري السادة فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور حامد حسن سفير سورية لدى إيران.
ومن الجانب الإيراني السادة نائب الرئيس الإيراني برويز داووي ووزير الخارجية منوشهر متقي والسفير الإيراني في دمشق أحمد موسوي كما حضر اللقاء اعضاء الوفدين السوري والإيراني.
الرئيس الأسد يلتقي جليلي ومتقي ويؤكد حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
واستقبل السيد الرئيس بشار الأسد في مقر إقامته في طهران أمس السيد سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وجرى البحث خلال اللقاء حول الملف النووي الإيراني والمراسلات والمباحثات التي دارت بين إيران ومجموعة الستة حيث أطلع الجانب الإيراني سيادة الرئيس على الموقف الإيراني في هذا الصدد.
وأكد الرئيس الأسد خلال اللقاء حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
إلى ذلك استقبل الرئيس الأسد في مقر إقامته في طهران صباح أمس السيد منوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني.
وجرى خلال اللقاء مناقشة آليات تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين البلدين الصديقين.
وعبر السيد متقي عن رغبة الحكومة الإيرانية في توسيع وتعزيز المشاريع المشتركة وإيجاد الأرضية لمشاريع أخرى لما فيه خدمة البلدين والشعبين الصديقين.
كما جرى استعراض نتائج اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الإنحياز الذي استضافته إيران مؤخراً وتم التأكيد على ضرورة تفعيل دور الحركة وتطوير آفاق عملها بما يخدم أهداف وتطلعات شعوبها.
حضر اللقاء أعضاء الوفدين السوري والإيراني.