مونديال 2010: البرازيل نحو سداسية غير مسبوقة؟
انه المنتخب الأشهر في العالم، الأكثر استعراضا وجذبا لعشاق المستديرة في زوايا الكرة الأرضية.
مرة جديدة ستكون البرازيل مرشحة فوق العادة لخطف اللقب العالمي واضافة نجمة سادسة على قميصها الشمسي.
قصة البرازيل مع نهائيات كأس العالم قديمة، وتعود الى البدايات، فهي الفريق الوحيد الذي لم يغب مطلقا عن المونديال منذ بدايته عام 1930، وخلال هذه الرحلة الطويلة أحرز اللقب خمس مرات، في فترة أولى مع بيليه ورفاقه (توستاو، جرسون، جايرزينيو وريفيلينو…) أعوام 1958، 1962 و1970 ليحتفظ بكأس جول ريميه الى الأبد. وفي فترة لاحقة، تخللها بعض السقطات وبروز لألمانيا الغربية، الارجنتين وايطاليا على الساحة العالمية، اقتنص الـ"سيليساو" لقبه الرابع عام 1994 بركلات الترجيح ضد ايطاليا قبل أن يضرب بقوة عام 2002 في القارة الاسيوية عبر اسطورة أخرى أو الظاهرة رونالدو الذي دمر الحارس الالماني أوليفر كان وطبع النجمة الخامسة على صدور زملائه، كما انه دخل التاريخ ليصبح الهداف الأول في النهائيات (15 هدفا).
ستسعى البرازيل هذه المرة الى تحقيق رقم قياسي جديد، باحراز اللقب العالمي في كل قارة استضافت النهائيات، بعد تتويجه في اميركا الجنوبية (1962)، أميركا الشمالية (1970 و1994)، أوروبا (1958)، اسيا (2002)، كما انه حل وصيفا عام 1950 أمام الاوروغواي في مباراة اسطورية على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو خسرها صاحب الأرض 1-2، وعام 1998 بخسارته المذلة صفر-3 امام فرنسا زين الدين زيدان، مع الاشارة الى ان فرنسا تعتبر عقدة البرازيل في المونديال بعد اقصائها أعوام 1986، 1998 و2006 في ألمانيا.
قد تكون مهمة البرازيل أكثر صعوبة هذه المرة رغم تصدرها المجموعة الموحدة في التصفيات أمام تشيلي والباراغواي بفارق بسيط. فمن جهة، هناك العديد من المنتخبات القوية المنافسة لـ"اوري فيردي" مثل الأرجنتين، أسبانيا، أنكلترا، ألمانيا، فرنسا، هولندا… وهي وقعت في مجموعة حديدية في الدور الأول الى جانب برتغال كريستيانو رونالدو، ساحل العاج ديدييه دروجبا وكوريا الشمالية الاتية من المجهول … ومن جهة أخرى قام المدير الفني دونغا باختيار تشكيلة أثارت سخط عشاق البرازيل باستبعاده النجوم رونالدينيو، أدريانو وباتو. فرغم اختياره ضمن لائحة احتياطية في بادىء الأمر، الا ان غياب رونالدينيو سيشكل فراغا كبيرا رغم سلوكياته المنحرفة أحيانا.
وصحيح ان البرازيل أحرزت لقب كأس القارات الأخيرة، لكن من المعلوم ان مستوى هذه البطولة أقل بكثير من كأس العالم التي تضم 32 منتخبا معظمها من المنتخبات الاوروبية القوية المتعطشة للقب.
سيعتمد دونغا قائد المنتخب الذي أحرز اللقب عام 1994 في الولايات المتحدة، على مجموعة من اللاعبين التي تألقت في الموسم الماضي، على غرار حارس انتر ميلان الايطالي جوليو سيزار بطل أوروبا وأحد أبرز الحراس في العالم حاليا، زميلاه لوسيو ومايكون في خط الدفاع، ظهير برشلونة المتفجر داني ألفيش، في حين يبدو ان دونغا يتجه لتحميل ميشال باستوس لاعب ليون الفرنسي مهمة خلافة روبرتو كارلوس في مركز الظهير الايسر ولو ان مركزه يختلف مع ناديه الفرنسي، مع الاشارة الى الهدف الرائع الذي سجله باستوس من ضربة حرة خلال مباراو زمبابوي أمس الاربعاء.
أما في الوسط الدفاعي فلجأ دونغا الى خبرة جيلبرتو سيلفا لاعب باناثينايكوس اليوناني، مع فيليبي ميلو لاعب يوفنتوس الايطالي، جوليو باتيستا من روما الايطالي وايلانو لاعب غلطة سراي التركي الذي يعتبر من الأوراق الرابحة في التشكيلة. لكن نقطة الارتكاز في الوسط ستكون بدون شك متمثلة بلاعب الوسط كاكا أفضل لاعب في العالم سابقا.
أما هجوميا، فقد فضل دونغا الاعتماد على روبينيو الذي قدم مستويات جيدة مع فريقه الجديد سانتوس في الدوري البرازيلي، لويس فابيانو مهاجم اشبيلية الاسباني هداف بلاده في التصفيات وغرافيتي مهاجم فولسبورغ الالماني.
يبدو دونغا (46 عاما) الذي شارك في المونديال 3 مرات كلاعب، متحفظا وغريبا في ان: "أتوسل الجماهير البرازيلية أن تشجعنا. اذا كانت لا تحبني، لا مشكلة لدي. لكنني اريدها ان تدعمنا وان تكون وطنية".
خاضت البرازيل 92 مباراة في النهائيات، ففازت في 64، تعادلت وخسرت في 14 مباراة، كما انها لم تخسر أي مباراة في الفترة بين 15 حزيران/يونيو 2008 و11 تشرين الاول أكتوبر 2009.
سجل التصفيات: 18 مباراة، 9 انتصارات، 7 تعادلات، خسارتان، 33 هدفا، 11 هدفا في مرماه، 34 نقطة.
– الأكثر مشاركة: جوليو سيزار (18).
– الهدافون: لويس فابيانو (9 أهداف).