. افتتاح مبنى مديرية البيئة في ريف دمشق وإقامة حديقتين في التل وقرحتا بمساحة 15 دونماً لكل منهما
أقامت وزارة الدولة لشؤون البيئة احتفالاً مركزياً أمس بمناسبة يوم البيئة العالمي تحت عنوان أنواع عديدة كوكب واحد مستقبل واحد وذلك في المركز الثقافي العربي بدوما.
وقالت الدكتورة كوكب الصباح داية وزيرة الدولة لشؤون البيئة إن سورية تولي أهمية كبيرة للحفاظ على البيئة من خلال إنشاء وزارة خاصة في البيئة تعمل بالتنسيق مع كل الجهات الوطنية على رسم السياسات وتطوير التشريعات ومتابعة تنفيذها وتبذل جهوداً كبيرة ومتواصلة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وذلك للحفاظ على مكونات البيئة الوطنية التي تشكل جزءاً من البيئة العالمية مشيرة إلى أهمية الحفاظ على المكونات البيئية والموارد الطبيعية بكل نماذجها وفي كافة المستويات الإقليمية والوطنية.
وأشارت داية إلى التطورات التي تم انجازها في مجال العمل البيئي من خلال وضع العديد من الخطط والاستراتيجيات والعمل على ايلاء الشأن البيئي الأولوية التي يستحقها في إطار الاستراتيجيات الحكومية والخطط الخمسية والتنموية وذلك بما ينسجم مع أهميته المحورية على صعيد التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وبينت الوزيرة داية ان الوزارة تعمل على تحديث القانون البيئي رقم 50 بحيث يكون أكثر تأثيراً في ضبط النشاطات البشرية المتنوعة وتفعيل تقييم الأثر البيئي بكل جوانبه لدى التخطيط لأي مشروع تنموي سواء من القطاع الخاص أو الحكومي إضافة إلى إصدار تشريع وطني خاص بتنفيذ اتفاقية الاتجار الدولي بالكائنات المهددة بالانقراض وتأسيس جهاز للضابطة البيئية لدعم عمل الوزارة والوزارات الأخرى بما يضمن تنفيذ التشريعات الحالية والمحدثة مشيرة الى الإستراتيجية الوطنية الطويلة الأمد لضمان الاعتماد على الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة وتعميق الوعي الاجتماعي بالشأن البيئي وتطويره ضمن الأولويات الحضارية للمجتمع السوري وتفعيل دور الجمعيات الأهلية في مواضيع البيئة وبناء قدراتها.
وأوضحت الوزيرة داية أن شعار اليوم العالمي للبيئة لهذا العام يتوافق مع قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة باعتبار سنة 2010 السنة الدولية للتنوع الحيوي وتنفذ الوزارة بهذه المناسبة مشروع حفظ التنوع الحيوي وإدارة المحميات الطبيعية الهادف إلى مشاركة المجتمعات المحلية في رسم سياسة إدارة المحميات والمشاركة في تنفيذها.
وقالت إن الوزارة تعمل على فتح مكاتب للحياة البرية في النقاط الحدودية والمطارات والموانئ لضبط عملية دخول وخروج الكائنات البرية كما تولي أهمية خاصة لتأسيس الحدائق البيئية وتسمية شارع بيئي في كل محافظة ومدينة مبينة ان حماية البيئة تتطلب تضافر جهود كل الأطراف الوطنية الرسمية والمنظمات الأهلية والشعبية وكل فرد من أفراد المجتمع.
بدوره بين زاهد حاج موسى محافظ ريف دمشق..ان الاحتفال يتزامن مع إطلاق المحافظة لحملتها 2010 عام البيئة تأكيدا على الاهتمام بسلامة البيئة وضرورة الحد من التلوث بكافة أشكاله وتسخير الإمكانات اللازمة لتفعيل مفهوم التنمية المستدامة للموارد الطبيعية ومصادر الطاقة والتقليل من هدرها.
وأشار إلى عدد من الإجراءات التي تتخذها المحافظة للوصول إلى بيئة نظيفة حيث تم إغلاق أكثر من 37 مكباً عشوائياً للقمامة وإنشاء مطامر صحية عوضا عنها وفق احدث المواصفات العالمية وما يتبعها من محطات نقل في مختلف المناطق ليتم من خلالها جمع ونقل النفايات الصلبة بأحدث الوسائل والنظم المتوفرة اضافة إلى الاهتمام بإنشاء واستثمار محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي يصل عددها في المحافظة بنهاية الخطة الخمسية القادمة إلى 53 محطة موزعة على كافة المناطق.
ولفت حاج موسى إلى ان المحافظة تولي مكافحة التلوث الصناعي أهمية خاصة حيث أنشأت المدينة الصناعية في عدرا التي تعمل وفق برنامج يتيح مراقبة وضبط الصناعات المتوفرة فيها إلى جانب إحداث محطات معالجة خاصة بالمنصرفات الصناعية والعمل على زيادة المساحات الخضراء فيها مؤكداً استمرار العمل لرفع المستوى البيئي من خلال تفعيل مبدأ التشاركية بين الأفراد والجمعيات والمنظمات والنقابات للإسهام في الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعة بما يخدم خطط التنمية في سورية.
من جانبه قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إسماعيل ولد الشيخ احمد إن مفهوم التنوع الحيوي يرتبط بشكل وثيق مع مفهوم الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية والتنمية المستدامة مبيناً أن التحولات السريعة التي تصيب النظم البيئية والتغيرات المناخية تسبب فقدانا كبيرا في التنوع الحيوي الذي يتعرض لتدهور كبير نتيجة الممارسات الخاطئة والتلوث واستنزاف الموارد المائية اضافة إلى تأثيرات التغير المناخي.
وأضاف ولد الشيخ أحمد أن الحفاظ على التنوع الحيوي من اجل التنمية يعد من أولويات برنامج الامم المتحدة الإنمائي وخاصة ان الفقر والتنوع الحيوي مرتبطان بشكل وثيق موضحا ان أي تدهور للنظم الحيوية يؤثر على جهود التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الإنمائية الألفية وعلى الأخص في الحد من الفقر.
وبين أن برنامج الامم المتحدة الإنمائي يعمل بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون البيئة على إعداد إستراتيجية وخطة وطنية للتنوع الحيوي ودعم إعداد التقارير الوطنية الخاصة بحالة التنوع الحيوي اضافة إلى تطوير الإطار المؤسساتي والتشريعي للمحميات الطبيعية في سورية ووضع وتنفيذ خطة إدارة مستدامة لها بمشاركة المجتمعات المحلية.
وقالت انجيلينا ايخورست نائبة سفير الاتحاد الأوروبي في دمشق ..علينا بذل جهود كبيرة لمنع التدهور الذي يتعرض له التنوع الحيوي ووضع البرامج الطموحة لذلك مبدية رغبتها في التعاون مع سورية وكل من يهتم بالشأن البيئي لتحقيق هذه البرامج.
من ناحيته أشار حكمت ابو حمدان من جمعية رواد البيئة الاهلية إلى ان الجمعيات البيئية وسائط التواصل المباشر مع شرائح المجتمع المختلفة تعمل للنهوض بالوعي البيئي من ركوده المزمن وتطوير آليات رفع سوية ثقافة العمل التطوعي باعتباره محور الحراك البيئي مشيرا الى أهمية الدعم الذي تلقاه هذه الجمعيات من وزارة البيئة.
وتخللت الحفل مسرحية قدمتها فرقة أطفال من فرع ريف دمشق لطلائع البعث تبرز أهمية البيئة والمحافظة عليها بعنوان البيئة والحياة اضافة الى تكريم عدد من المهتمين في الشأن البيئي وصناعيين ملتزمين بالمواصفات البيئية كما قدم فيلم وثائقي عن المحميات الطبيعية وانتشارها في سورية.
وافتتح على هامش الاحتفال معرض بيئي تضمن مجموعة لوحات للمحميات البيئية والطبيعية في سورية التي يصل عددها إلى 99 محمية منها 68 محمية رعوية.
كما تم وضع حجر الأساس لإقامة حديقتين بيئيتين في كل من التل وقرحتا إضافة إلى مبنى مديرية البيئة في ريف دمشق الذي يقوم على أربعة طوابق مساحة كل منها 500 متر مربع وبتكلفة إجمالية تصل إلى 50 مليون ليرة سورية.
وقال ثائر الضيف مدير البيئة في المحافظة في تصريح لوكالة سانا إن مساحة كل حديقة تصل إلى 15 دونماً ستجهز بأساليب ونظم بيئية محلية للمحافظة على التنوع الحيوي مشيرا إلى ان هذه الحدائق ستكون مراكز توعية وجذب بيئي لرفع الوعي البيئي لدى المواطنين.